لطالما شعر الأميركيون بالفخر بإنتمائهم وهويتهم وعلمهم وبأنهم الدولة الاقوى في العالم، ولطالما ترسخت في وعي شعوب العالم صورة الاميركي البطل الذي ينتصر في معظم الاحيان في الافلام الهوليودية، وينقذ مواطنيه من الأشرار.

برغم محطات عديدة شُوهت فيها الصورة النمطية للبطل الأميركي من خلال سياسات الولايات المتحدة الاميركية الداعمة لإسرائيل أو من خلال خوض حروب بذرائع وحجج مضللة أو خاطئة مثل العراق وأفغانستان، الا أنها من المرات القليلة التي يشعر فيها الاميركي بالخجل والعار والاهانة لأنه يحمل الهوية الاميركية، بعدما شاهد رئيسه دونالد ترامب في مناظرته الاولى مع منافسه الديموقراطي جو بايدن قبل ايام قليلة.

كُتب الكثير عن هذه المناظرة. عن الفوضى والشتائم وعدم احترام المشاهد والاهانات واسلوب المقاطعة وكل المستوى المتدني للنقاش والحوار. عبّر العديد من كبار المحللين والكتاب الأميركيين عن الخجل الذي شعروا به عند متابعتهم المناظرة. لقد شاهدوا رجلين اميركيين متنافسين في العقد السابع من عمرهما. تجادلا بمستوى متدن واستخدما عبارات مثل “هلا تخرس يا رجل”، او كما توجه ترامب إلى بايدن قائلاً له “كنت آخر التلاميذ في صفك. لا تستخدم كلمة ذكاء معي. لا تستخدمها أبداً. أنت لا تمت الى الذكاء بصلة”، كما اتهم بايدن خصمه ترامب بالكذب بقوله له “كل ما تقوله حتى الآن كذب”.

المناظرة الاولى اختصرها الاعلامي في شبكة “سي ان ان” وولف بليتزر مباشرة بعد انتهائها بقوله “هي أسوأ مناظرة رأيتها في حياتي”

المناظرة الاولى من أصل ثلاث مقررة حتى موعد الانتخابات بين الرجلين والتي استمرت تسعين دقيقة وادارها الصحافي في شبكة “فوكس نيوز” كريس والاس، كان سبقها العديد من الاتهامات التي أطلقها ترامب وفريقه تجاه منافسه بايدن حول ضرورة اجراء فحص للكشف عن المنشطات (ترامب لطالما إستخدم مصطلح “بايدن النعسان”) أو الخضوع للتفتيش للتثبت من عدم حيازته سماعة الكترونية. في المقابل، إعتبر فريق جو بايدن ان هناك حملة تشتيت للانتباه.

منذ اسبوع عبر الكاتب الاميركي توماس فريدمان عن تخوفه من “اننا متجهون الى حرب أهلية في اميركا”، هذا الكلام الذي لم يكن سهلاً رميه في الإعلام الأميركي قبل شهور قليلة، تم ربطه بما كان اعلنه ترامب حول عدم قبوله بنتيجة الانتخابات والتشكيك بالنتيجة وعدم ترك البيت الابيض بقوله قد لا نعرف النتيجة قبل اشهر، كما ان موقف ترامب في المناظرة زاد الموقف غموضاً بتقديمه اجابة غير مباشرة عندما سُئل عن موقفه ان كان مستعدا للتنديد بتفوق البيض مثل مجموعة “براود بويز Proud Boys” فإكتفى بدعوتهم الى “التراجع والبقاء جاهزين”، وهو ما تم جعله شعاراً لهذه المجموعة العنصرية.

في اي حال، تعيش اميركا في الاسابيع الاخيرة قبيل الانتخابات في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر لحظات غير سهلة لا سيما ان الفارق في استطلاعات الراي بين الرجلين لا يتجاوز النقطتين وهو ما يعتبر غير كاف لمعرفة الفائز (لان هامش الخطأ يبقى واردا حتى 3 نقاط)، كما ان التوترات العرقية التي اجتاحت العديد من المدن والولايات يوحي بأن الاستحقاق الانتخابي لن يمر بهدوء في حال فوز بايدن.

المناظرة الاولى اختصرها الاعلامي في شبكة “سي ان ان” وولف بليتزر مباشرة بعد انتهائها بقوله “هي أسوأ مناظرة رأيتها في حياتي”، فهل يكتفي الرجلان بها من دون المضي في المناظرتين المرتقبتين في 15 و22 من الشهر الحالي كما نصحهما العديد من المراقبين، ام سنشهد على مفاجآت جديدة في مناظرتي الاسابيع القليلة المقبلة وخارجهما؟

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  تكون هنا.. أو لا تكون أبداً!
Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Premium WordPress Themes Free
free online course
إقرأ على موقع 180  العلاقات الأميركية - الإسرائيلية: إختبارات وإحتمال نشوء توترات