وداعاً دونالد ترامب!

ستفتقد وسائل الإعلام العالمية إلى تغريدات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مثلما إنشغلت بأخباره منذ لحظة انتخابه رئيسا من خارج التركيبة التقليدية للحزبين الجمهوري والديمقراطي في العام 2016 وحتى آخر أيام ولايته.

يغادر دونالد ترامب بعد أيام قليلة البيت الأبيض وتغيب أخباره عن صدارة وسائل الإعلام، لكن الترامبية باقية. حوالي 74 مليون أميركي صوتوا لدونالد ترامب. الرقم ليس بسيطاً. ثمة تأثيرات وتداعيات عميقة جداً تتجاوز حدود تحريض مؤيديه على إقتحام الكابيتول هيل أو طريقة عمله رئيساً للولايات المتحدة ولا سيما إحتقاره للدستور والقوانين وكسره التقاليد والأعراف السياسية.

ما حصل في الكابيتول اثناء عملية التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية لم يكن شيئاً بسيطاً ولا عادياً بالنسبة للأميركيين، كما للعالم الذي شاهد من خلال النقل المباشر مشاهد المتظاهرين الغاضبين يقتحمون رمزاً يمثل ديمقراطية اميركا وسيادتها، وهو الأمر الذي أحدث هزة سياسية، بدليل الموقف الذي إتخذه نائب الرئيس الحالي مايك بانس المعروف بأنه سياسي تقليدي، برغم كل ضغوط ترامب عليه لرفض المصادقة على نتيجة الإنتخابات الرئاسية، لكنه أصر على عدم تجاوز الدستور وقرر المصادقة على نتيجة الإنتخابات وإعلان فوز جو بايدن ونائبته كامالا هاريس.

مما لا شك فيه ان كبرياء ترامب هو أحد أبرز نقاط ضعفه التي أوصلته الى هذه النهاية البائسة، ما جعل العديد من موظفي البيت الابيض يقدمون استقالاتهم بالجملة، وكان لافتاً للإنتباه أنه حتى بعد مصادقة الكابيتول هيل على النتائج، صدر عن البيت الابيض بيان يقول فيه ترامب انه بالرغم من الانتخابات مزورة وبالرغم من عدم موافقته على ذلك ولكن سيحصل انتقال للسلطة وان المعركة مستمرة لجعل كل صوت شرعي.

هل اتعب ترامب الاميركيين إلى درجة انه أصبح عبئا عليهم، وهل سيكون الكابيتول هيل هو من يقطع الطريق منذ اليوم على امكانية ترشحه بعد اربع سنوات؟

ربما من المبكر قراءة نتائج المشهد امام الكابيتول هيل وتداعياته على اميركا، ولكن الكثير من المؤسسات القضائية والرسمية بدأت التحضير لسلسة من الدعاوى ضد ترامب بعد انتهاء ولايته في العشرين من هذا الشهر، ولعل ابرزها تحضير دعوى من ولاية نيويورك ضد ترامب في قضية تهرب ضريبي، وهذا ما سيكون بإنتظاره في حال انتقاله الى الاقامة في مجمع ميلاراغو في بالم بيتش في فلوريدا حيث سيكون عرضة لدعوى مماثلة.

وحسب موقع “بزنس إنسايدر”، فإن ترامب سيواجه تسع دعاوى أبرزها دعوى تشهير من سمر زيرفوس المتنافسة في برنامج «المبتدئ»، متهمة إياه بالتشهير بها من خلال إنكار مزاعمها بأنه اعتدى عليها جنسيا في عام 2007؛ دعوى من جين كارول باغتصابها في متجر متعدد الأقسام في نيويورك؛ في منتصف التسعينيات، دعوى قضائية ناجمة عن مشاجرة بين حراس أمنه ومجموعة من المتظاهرين أمام برج ترامب، في نيويورك في العام 2015؛ دعوى مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق، ضد ترامب، في عام 2019، متهماً إياه بعدم دفع نحو مليوني دولار كرسوم قانونية.

هي مجرد امثلة قليلة عما سيواجهه ترامب ما بعد الرئاسة، الا ان الحديث سيطول عن واقعة الكابيتول ومسؤوليته المباشرة عن سقوط أربع ضحايا وعشرات الجرحى وعن التحريض، فهل سيُفتح الباب امام دعاوى محاولة الاساءة إلى صورة الولايات المتحدة وقيمها الديمقراطية التي لطالما كانت تتغنى بها؟

حَجبُ موقع تويتر تغريدات ترامب لمدة محددة، هو الاجراء الاول بهذا الصدد. هل اتعب ترامب الاميركيين إلى درجة انه أصبح عبئا عليهم، وهل سيكون الكابيتول هيل هو من يقطع الطريق منذ اليوم على امكانية ترشحه بعد اربع سنوات؟

لعل الدخول السهل للرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الى البيت الابيض لن يكون كما خروجه. حتماً سيقول له الشعب الاميركي: وداعاً دونالد ترامب؟

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  القضاء اللبناني بين حدي الإنكسار أو الإنتصار
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  بعد "لحظة كابول".. هل تصاب أميركا بعدوى إنهيار الإمبراطوريات؟