يُسلّط الكاتب والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت (أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) الضوء على قراءة اليمين الإسرائيلي لخطوة انتخاب زهران ممداني عمدة لبلدية نيويورك، وذلك في مقالة له نشرها في رئيسية موقع مركز "مدار".
يُسلّط الكاتب والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت (أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) الضوء على قراءة اليمين الإسرائيلي لخطوة انتخاب زهران ممداني عمدة لبلدية نيويورك، وذلك في مقالة له نشرها في رئيسية موقع مركز "مدار".
كأنها نفس الأجواء والتفاعلات والرهانات. اختلفت الوجوه والأزمان دون أن تتغير زوايا النظر. لا يقارب عمدة نيويورك المنتخب «زهران ممدانى»، بصلاحيات وحدود منصبه، ما كان يحوزه الرئيس الأمريكى الأسبق «باراك أوباما» من مصادر قوة ونفوذ، لكن كليهما حاز فى لحظات الصعود شعبية هائلة حملتهما، بصورة ما، مهمة إنقاذ العالم العربى من أزماته المستحكمة!
قبل عام، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤيديه المنتشين بفوزه بولاية رئاسية ثانية، بأنهم "سيتعبون من الفوز" من الآن فصاعداً. لكن انتخابات الثلاثاء الماضي، أظهرت أن الرئيس الجمهوري قد فقد سحره على الناخبين، وبأن الحزب الديموقراطي في طريقه إلى نفض غبار الهزيمة، التي لحقت به في انتخابات 2024، وبأن امكانية استعادة الكونغرس من الجمهوريين في انتخابات العام المقبل النصفية، احتمالٌ قائمٌ.
فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة ولاية نيويورك كرّس ظاهرة تستحق المتابعة. بدءاً بالهوية والمواصفات والانتماء وكل المسار الذي جعله يُقارع الأقوياء في حزبه الديموقراطي كما خصومه في الحزب الجمهوري، وصولاً إلى دخوله مبنی بلدية إحدى مدن العالم الأكثر غنى، صناعياً وتجارياً ومالياً وثقافياً وسياحياً وترفيهياً.
عكس فوز زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك بداية مسار من التحولات العميقة في المجتمع الأميركي، أطلق شرارتها عنصر الشباب ونخب يسارية في القاعدة الشعبية للحزب الديموقراطي، وهذا مؤشر على سيطرة التيار التقدمي وجيل الشباب على القرار السياسي داخل هذا الحزب.
وَجَّهتِ الانتخاباتُ الأخيرةُ لِعُمدةِ نيويورك صفْعةً قاسيةً على قَفا رأسِ دونالد ترامب، ولطـْمةً على وجهِهِ معَ حزبِهِ "الجمهوري". لم يَشأْ أنْ يَعترِفَ بالهزيمةِ اِعترافاً راضياً، فارتدَّ سريعاً إلى المَكارثيّة، مُذكِّراً بتلكَ الحمْلةِ التي قادَها في خمسينيَّاتِ القرنِ الماضي السناتور جوزيف مكارثي. آنذاكَ اِتّهمَ مكارثي كلَّ أميركيٍّ يُعارِضُ سياسةَ بلادِهِ بأنَّهُ شُيوعيٌ "عميلٌ" للاتحادِ السوفياتي. جرى اِعتقالُ كثيرينَ، وطـُرِدَ العديدُ من الوظائفِ، ورُفِعَتِ القضايا في المحاكمِ فيما بقِيَ مصيرُ آخرينَ مجهولاً، لا تعرِفُهُ إلَّا دهاليزُ المخابراتِ المركزيَّةِ الأميركيّة (C.I.A).
لم ينتبه المراقبون إلى أن السياسة الأميركية يحكمها كبار السن، إلى أن ظهر الرئيس السابق جو بايدن متلعثماً وتكرر سقوطه من على سلم الطائرة الرئاسية. برغم ذلك، ترشح للولاية الثانية عن عمر يناهز الـ81، قبل أن يُجبره محيطه على التراجع بعد أن كشف الإعلام أن حالته متقدمة مرضياً. من استلم البيت الأبيض بعده دونالد ترامب سيبلغ سن الثمانين بعد أشهر معدودة.
خلال أحاديث جمعتنى بعددٍ من المسئولين الأمريكيين، العسكريين والدبلوماسيين، ممن أقالهم الرئيس دونالد ترامب، أو ممن اضطروا إلى تقديم استقالاتهم خلال الأسابيع الماضية، بدت الصورة لى أكثر وضوحًا فى فهم طبيعة تفاعلات إدارة ترامب الثانية مع من تعتبرهم «ممثلى الدولة العميقة» من موظفين عموميين أو عسكريين كبار.
"No Kings" أو "لا ملوك"، هل تكون مجرد حركة عابرة ومحدودة التأثير في المجتمع الأميركي أم سيكون لها تأثيرها العميق والبعيد المدى؟
صورة منذ طفولتي لم تغادر مخيلتي. درست بين ما درست بعض مناهج قراءة المستقبل، وتابعت مع زملاء وأصدقاء جانباً من الدراسات النظرية والواقعية حول هذا الموضوع ومع ذلك بقيت الصورة لا تغادرني.