حوارات بوتين: اميركا دعمت الارهابيين لتقويض روسيا

Avatar18024/03/2020
شهدت الولاية الرئاسية الأولى لفلاديمير بوتين محطات مفصلية في المشهد العالمي، لا سيما بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر العام 2001 في الولايات المتحدة وما تلاها من غزو اميركي لأفغانستان، وبعدها العراق. في الحلقة السابقة من "حواراته" مع المخرج الأميركي أوليفر ستون، تطرق بوتين إلى حربي الخليج الأولى والثانية. وفي هذه الحلقة يتحدث عن الدور الأميركي في دعم تنظيمات الإرهاب، وأولها تنظيم "القاعدة".

اوليفر: قبل كل شيء، أودّ أن اعود الى تطور هذه المشكلة، وهو يتعلق بجورج بوش الابن. أصبح رئيساً، والتقيتما في العام 2001. تحدث عن ذلك اللقاء، كما أعتقد في سلوفينيا، وقال عنكم: “لقد نظرتُ الى عينيه  ورأيت روحه”.

بوتين: نعم، بالضبط هذا ما قاله بشكل مباشر. هو شخص منظم.

اوليفر: ما كان شعورك حين قال ذلك؟

بوتين: لقد احسست أنه شخص يمكن العمل معه، ويمكن الوصول معه إلى اتفاق، أو الوصول إلى شيء ما… على الأقل هذا ما كنتُ أتمناه.

اوليفر: في 11 ايلول/سبتمبر كنتَ اول من اتصل ببوش وقدمت له التعازي.

بوتين: نعم. لقد كان مقرراً في اليوم التالي أن نجري مناورات لقواتنا الاستراتيجية النووية. أجّلت هذه المناورة، وأردتُ أن يعرف الرئيس الاميركي ذلك. ومن الطبيعي، كما أفهم جيداً، أنه في  مثل اوضاع كهذه، يفترض أن يكون الرئيس في حاجة الى مساندة سياسية اخلاقية، ونحن أردنا أن نعبّر عن هذا الدعم.

اوليفر: عندما اراد الرئيس الاميركي توجيه ضربة الى افغانستان، قدمتم له الدعم عبر اقامة قاعدة عسكرية في القوقاز – أي في أوراسيا – بغرض توفير الدعم اللوجستي للاميركيين في فترة العمليات العسكرية؟

بوتين: إطلاقاً. لم يكن الأمر بهذا الشكل. لم نُقم أية قواعد عسكرية من اجل هذا الغرض. كانت قد تبقت لنا كتيبة عسكرية في طاجيكستان منذ أيام الاتحاد السوفياتي، وبعد ذلك حولنا مقّرها الى قاعدة عسكرية، وكان الهدف من ذلك تحديداً درء خطر الارهابيين المتجهين الى افغانستان عبر الحدود. لقد دعمنا الولايات المتحدة، وسمحنا بنقل الاسلحة وغيرها من الحمولات والعتاد عبر اراضينا.

اوليفر: واستمريتم في ذلك حتى وقت ليست ببعيد…

بوتين: نعم. نحن نعتقد ان التعاون يخدم مصالحنا الوطنية. في هذه الاجواء من الممكن أن نوحد كل جهودنا. لقد دعمنا شركاءنا الاميركيين بكل ما استطعنا، وبكل ما نستطيع اليوم، لا سيما عبر تقديم معلومات استخبارية خاصة، وبأنشطة الوحدات الخاصة.

اوليفر: لدى روسيا معلومات استخبارية طويلة تتعلق بافغانستان. طبعاً انتم تعرفون ذلك بشكل جيد. كيف تمكن بن لادن من الافلات من رجالكم؟

بوتين: ” القاعدة” ليست صنيعتنا. هي نتاج عمليات اصدقائنا الاميركيين. بدأ ذلك اثناء الحرب في افغانستان في حقبة الاتحاد السوفياتي، عندما قامت الاستخبارات الاميركية بتقديم الدعم العسكري لمختلف الفصائل الاسلامية الاصولية في حربها ضد القوات العسكرية السوفياتية. الاميركيون هم انفسهم من انشأ “القاعدة” وبن لادن، وقد خرج كل ذلك عن السيطرة. وهذا ما يحصل دائماً. شركاؤنا الاميركيون كان عليهم ان يعلموا ذلك وأن هذا ذنبهم وليس ذنبنا.

اوليفر: مفهوم. بيل كيسي مدير الاستخبارات الاميركية خلال فترة رونالد ريغان وضع كل الامكانيات – وهذا مؤكد في وثائق- من اجل توجيه مسلمي اسيا الوسطى ضد الاتحاد السوفياتي. خططه كانت واسعة ، اكبر من الوجود السوفياتي في افغانستان. لقد كان يتمنى اسقاط النظام في الاتحاد السوفياتي.

بوتين: أتعلم؟ ثمة مغزى من هذه الافكار التي لم تمت. عندما بدأت المشاكل في الشيشان، في شمال القوقاز، بكل أسف، عمد الأميركيون إلى دعم كل ما كان يحصل هناك. لم يدعموا السلطات الرسمية، ولا حتى حكومة يلتسين الديمقراطية. وبالطبع  كنا نعوّل على سلوك مختلف. لقد  انطلقنا من فرضية ان الحرب الباردة باتت شيئاً من الماضي، وأن لدينا علاقات شفافة وواضحة مع كل العالم – مع اوروبا، ومع الولايات المتحدة الاميركية. وطبعاً كنا نراهن على الدعم، ولكن بدلاً من ذلك، رأينا ان الاستخبارات الاميركية راحت تدعم الارهابيين. عندما اثبتنا ان هذا ما يحصل، وأن  مقاتلي “القاعدة” يحاربون في القوقاز، واصل الاميركيون دعم  هؤلاء الارهابيين. عندما اخبرت الرئيس الاميركي بوش بذلك قال لي: “هل لديك معطيات؟ مَن بالضبط من ناسنا يفعل ذلك؟”. قلت: “نعم لدينا”، وابرزت له حتى اسماء أولئك الاشخاص العاملين في الاستخبارات الاميركية ممن كانوا ينشطون في القوقاز، بما في ذلك في باكو. قدموا للإرهابيين ليس الدعم السياسي فحسب، وإنما معدات تقنية،  واسقطوا  لهم اعتدة عسكرية، ونقلوه من مكان الى اخر. ردة فعل الرئيس الاميركي كانت في الحقيقة سلبية كثيراً. لقد قال “: سأتعامل مع الأمر. لم تكن هناك اجوبة.

اوليفر: في اي سنة حدث ذلك؟

بوتين : كان ذلك، على ما اعتقد في العام 2005 او ربما في العام 2004 . وبعد مرور بعض الوقت،  تلقينا جواباً من وكالة الاستخبارات المركزية. لقد كان رداً غريباً. كتبوا لنا: “لقد دعمنا مختلف القوى السياسية في روسيا، بما في ذلك المعارضون، وسنستمر في فعل ذلك”.

اوليفر: بعثوا لك برسالة عام 2005 ؟

إقرأ على موقع 180  ثلاثة فصول من حرب صدام ـ "الموساد".. النووية! (68)

بوتين : بعثوا برسالة! أرسلوها إلى نظرائهم في موسكو. لا اخفي أن هذا الأمر ادهشني كثيراً، وبخاصة أنه حدث بعد المباحثات مع الرئيس الاميركي.

  اوليفر: هل تحدثت معه بعد كل هذا؟

بوتين: نعم، من الطبيعي.السياسة هي هكذا. انا واثق من ان الرئيس بوش نفسه كان ولا يزال انساناً منظماً، ولكن عند البيروقراطيين، الذين يدعمون هذه الافكار، والذين تحدثت عنهم، كان من الممكن استعمال الاصوليين من اجل توتير الاوضاع، وهذا الفكرة ما زالت حية،  بالرغم من أن الاوضاع في روسيا تغيرت بشكل جذري، بمعنى أنه لم يعد هناك وجود للاتحاد السوفياتي. أود أن أقول لك شيئاً مهماً للغاية من وجهة نظري: نحن نشعر بثقة كبيرة في أن شركاءنا الاميركيين حين يتفوهون بكلمات عن دعم روسيا، ويتحدثون عن الجهوزية التامة للتعاون في مجالات عدة،  بما في ذلك محاربة الارهاب، لا يمكننا أن نغض الطرف عن أنهم استعملوا هؤلاء الإرهابيين من اجل خلق الاضطرابات السياسية  داخل روسيا. ولكي أكون صريحاً، لقد خاب أملنا من ذلك.

ترجمة: فؤاد خشيش

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Premium WordPress Themes Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  عندما يرمي دان حالوتس قنبلته.. فيشعر "برجفة بسيطة" (105)