كان "وكأنه علم في رأسه نار". علم الصحافة اللبنانية التي لا مثيل لها في الوطن العربي. معلّم لمن عمل معه. صحيفته مدرسة. تخرّج على يديه أعلام. مكتبه مركز لشبكة من المثقفين العرب الآتين من المحيط الى الخليج.
كان "وكأنه علم في رأسه نار". علم الصحافة اللبنانية التي لا مثيل لها في الوطن العربي. معلّم لمن عمل معه. صحيفته مدرسة. تخرّج على يديه أعلام. مكتبه مركز لشبكة من المثقفين العرب الآتين من المحيط الى الخليج.
تجهيل الفاعل قضية معرفية كما هي سياسية. يمارسها أهل السلطة بكفاءة عالية. الجرائم المتلاحقة منذ عقود قتلت أبرز شخصيات البلد وصولاً الى انفجار مرفأ بيروت الذي سمي جريمة العصر قبل ثلاث سنوات. تشترك هذه الجرائم في صفة أساسية هي أننا لا نعرف الفاعل، ولا يفترض أن نعرفه.
تحولنا الى لا دولة، أو دولة فاشلة، ولا يأبه لذلك أركان الطبقة السياسية في لبنان. يقول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي
تحدثنا عن صناعة الثقافة. التعبير ليس جديداً. استخدمه رواد مدرسة فرانكفورت. تعتمد كل صناعة على إنتاج سلع وعلى مستهلكين. في هذه الحالة، أي صناعة الثقافة، يكون المستهلكون هم السلع.
كما الدول كذلك الأفراد. تخضع الدول للامبراطورية العظمى بشكل أو بآخر، ويخضع الأفراد لحكم الضرورة. والضرورة هنا تفرضها تكنولوجيا الانترنت، التي تبدو مجالاً واسعاً للتواصل الذي يعم البشرية لكنها تربط كل فرد بمستخدمها، والمليارات من البشر يفعلون ذلك، بالمنصة (أو المنصات) المركزية التي تسيطر عليها قوى لا نعرفها، لكنها تعرف كل شيء عنا، وعن كل واحد منا، وعن الخيارات التي نأخذها والتي سوف نأخذها، والسلوك الراهن والمستقبلي للأفراد.
قلنا سابقاً إن النظام العالمي يتشكّل من دول ذات هيراركية (تراتبية) على رأسها الولايات المتحدة. تحكم الولايات المتحدة هذا النظام بالقوة العسكرية التي تنتشر جيوشها وقواعدها البرية، البحرية، والجوية، وقواتها الخاصة، ومرتزقتها، حول الأرض.
تنتظم العلاقات الدولية في نظام عالمي مركزه الولايات المتحدة الأميركية. مركزٌ تحكُم الرأسمالية النيوليبرالية من خلاله كل البشرية. نظام الجباية فيه يعتمد على الدولار الذي تحميه القوة العسكرية الأميركية.
الحرب سلعة، فيها قطاع عام هو الجيش وقطاع خاص هو المرتزقة. البروليتاريا التي تستخدم في انتاج الحرب هم الفقراء، الجنود، سواء في القطاع الخاص أو العام. اعتادت الدول احتكارها خوفاً من تمرد القطاع الخاص (المرتزقة)، لكن عصر النيوليبرالية جعلها شائعة، خاصة بين الدول الكبرى، وفي بعض الدول الاستبدادية. جيش المرتزقة يختلف قليلاً أو كثيراً عن الجيوش الموازية التي يمكن أن تكون من القطاع الخاص أو العام.
تأسست الدولة اللبنانية عام 1920. كان للاحتلال الفرنسي وللموارنة يد كبرى في ذلك. لكن المخيلة اللبنانية تمتد لآلاف السنين حول كيان لبناني، حقيقي أو موهوم، أنتج ما يسمى الثقافة اللبنانية التي شاءت الظروف أن تكون لغتها العربية، الفصحى والعامية، لكنها كعادات وتقاليد تختلف بين منطقة وأخرى، وأحيانا بين قرية وأخرى.
تتسع الهوة الثقافية بين اللبنانيين مع اتساع الهوة السياسية. تتعلّق الثقافة بطريقة العيش والتفكير، وما ينتج عن ذلك من ممارسات.