قبل مائتين وأربعين عاما، لم يتوقع الآباء المؤسسون للدولة الأمريكية عندما اجتمعوا للاتفاق على شكل الدولة الجديدة وطبيعة الدستور وعلاقة الحاكم بالمحكومين أن يصل شخص مثل دونالد ترامب لسدة الحكم، وهو ما كان بين عامى 2016 ــ 2020.
قبل مائتين وأربعين عاما، لم يتوقع الآباء المؤسسون للدولة الأمريكية عندما اجتمعوا للاتفاق على شكل الدولة الجديدة وطبيعة الدستور وعلاقة الحاكم بالمحكومين أن يصل شخص مثل دونالد ترامب لسدة الحكم، وهو ما كان بين عامى 2016 ــ 2020.
حمل شهر مارس/آذار العديد من الإشارات الدالة على بدء الصين نشاطا دبلوماسيا غير تقليدى فى إطار منافستها الجارية للهيمنة الأمريكية على الشؤون العالمية. تهدف الصين لأن يجلب لها دورها النشط دبلوماسيا المزيد من المنافع التجارية والاقتصادية وربما العسكرية فى المستقبل القريب، وهو ما يدعم جهودها للتشكيك فى الريادة الأمريكية، ونظامها الدولى الذى أنشأته عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
اهتزت دوائر السياسة الخارجية الأمريكية على وطء تطورين دبلوماسيين عكسا دورا متصاعدا للصين على الساحة الدولية خلال الأيام الماضية.
قبل ثلاثة أرباع قرن تساءلت واشنطن «من تسبب فى خسارة الصين؟» واليوم يُعاد طرح السؤال فى إطار تاريخى مختلف بصورة كلية عما كان عليه الوضع العالمى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية.
منذ بدء الغزو الروسى لأوكرانيا قبل عام، حاولت الصين تحقيق توازن صعب وحساس بين مصلحتين لا يمكن التوفيق بينهما بصورة سهلة.
خلال رحلته فى الشرق الأوسط التى قادته إلى إسرائيل وفلسطين والسعودية فى تموز/يوليو الماضى، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أن بلاده «لن تبتعد وتترك فراغا تملأه الصين أو روسيا أو إيران». وعلى الرغم من تفهم موقف بايدن بصورة عامة، إلا أن الشرق الأوسط أصبح مجالا مفتوحا يرحب بشدة بالدور المتزايد للصين فى أغلب دوله.
منذ انتهاء الحرب الأهلية فى الصين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، تعتبر الحكومة الصينية جزيرة تايوان إقليما تابعا لها ولم تعلن مطلقا تخليها عن استخدام القوة لإخضاع الجزيرة لسيطرتها يوما ما.
لا نعلم إلا القليل عن صنع السياسة الخارجية فى الصين بينما نعرف الكثير عن صنع السياسة الخارجية الأمريكية.
فى نهاية سبعينيات القرن الماضى، لجأ الحزب الشيوعى الصينى إلى مبادرة عرفت باسم «سياسة الطفل الواحد» للتخطيط السكانى فى الصين، وتم تنفيذها بين عامى 1980 و2015 وذلك بهدف الحد من النمو السكانى عن طريق تقييد العائلات بعدم إنجاب أكثر من طفل واحد. كانت هذه المبادرة جزءا من جهد أوسع بكثير للسيطرة على النمو السكانى بدأ عام 1970 وانتهى عام 2021، وهو برنامج تضمن رفع الحد الأدنى للسن عند الزواج والإنجاب.
قبل عامين، وفى بدايات انتشار تفشى فيروس كوفيد ــ 19 فى أبريل/نيسان 2020، نشر المفكر كيشور محبوبانى، Kishore Mahbubani، وهو دبلوماسى سنغافورى رفيع سابق، وخبير حاليا بجامعة سنغافورة الوطنية، كتابا هاما رسم خلاله مسار وسبيل تحدى الصين لتفوق الولايات المتحدة العالمى.