
لسنا وحدنا. ننتمي الى عرب مهزومين. لا تصدقوا الاعلام. إنه صانع الوهم ومعمم "سعادة البؤساء". لبنان، المصاب بالموت الحيوي، له اشقاء اشقياء، من المحيط الى الخليج.
لسنا وحدنا. ننتمي الى عرب مهزومين. لا تصدقوا الاعلام. إنه صانع الوهم ومعمم "سعادة البؤساء". لبنان، المصاب بالموت الحيوي، له اشقاء اشقياء، من المحيط الى الخليج.
الفوضى هي القاعدة. لا عجب إذاً، إن كُنا نعيش في الفوضى. العالم يتقدم لفظياً ولغوياً.. الطوباوية كذبة مزمنة، والسلام لن يحضر في يوم من الأيام. لذا، نحن في دوامة تجديد الكوارث. لقد كان هيرقليطس على حق. السفسطائية المتهمة، وحدها على صواب، إذ، لا صواب أبداً. العقل يدعي النزاهة. انه خادم أمين لنوازع الغلبة والقهر والظلم.
لا تجوز مقارنة لبنان بسريلانكا. لبنان نموذج التغيير المستدام. من السيء إلى الأسوأ، ومن الكارثة إلى الإنهيار، ومن الإنهيار إلى حافة الزوال. مسيرة مائة عام من عمر لبنان، كافية لفهم أسباب استحالة الشفاء..
الانهيار يكمل مساره بنشاط متزايد. الأخطار لا تحصى. أسوأها اليأس والشلل ومعايشة الأفول. السياسات قاتلة. إننا ماضون الى الغياب.
يتفشى في لبنان وهم كبير: إنجاز السيادة. كيف؟ هل هذا ممكن؟ ومتى؟ الأقوال ظلال والأفعال محال.
في الطريق الى الوطن، يافطة ناطقة: احذر الألغام. مسموح ان تحلم قليلاً. مسموح ان تتفاءل يسيراً: "التغيير صعب". ويقال إنه مستحيل. فلبنان هو لبنان هذا. تاريخه: من سيء الى اسوأ.
الخبرة أفضل من الفكرة دائماً. التفكير تحليق والخبرة تدقيق. القول في الاسلام نظرياً لا يتسق ابداً مع الممارسة. الدين مثاليات ومعتقدات وأوامر ونواهٍ، والسياسات التي تستظل الدين، تجارب وانجازات وخيبات ومماحكات ومحاكمات. أوجه الشبه بين الدين والسياسة تظهر حجم الشناعات والبشاعات في الممارسة. الدين نقاء والسياسة نفاق، والعالم يشهد منذ بداياته سوء تطبيق المبادئ والمعتقدات في المجتمعات.
عرف العالم ديانات كثيرة، بدعوى الخلاص. كلها تنتمي الى عالم ماورائي. جسدَت وجودها الدائم، دون برهان او دليل، على اسلوب "تبلغوا وبلغوا". قول يقال وينفذ، والقول فيض من العصمة، امتحان القول يقع على عاتق المؤمنين بالدين.
فاتحة القول: حصتك منا يا شيرين، تتسع لوطن. لن يمحوكِ ليل، ولن تنساكِ ذاكرة ولن تنحسر صورتك.
هل صحيح أن لبنان مقبل على التغيير؟ غريب! التعويل على التغيير خرافة بَلقَاء. تغيير ماذا؟ النظام! تبين في خلال قرن كامل انه نظامٌ خالد ومزمن و.. قاتل ايضاً. نظامٌ غير قابل للتعديل او التقليل من كوارثه. اصلاحه أضغاث احلام. هو صديق المستحيل.