
ماذا لو استفاق العرب ذات يوم ووجدوا بلادهم دون حروب أهلية، ودون حكام طغاة، ودون أصولية دينية، ودون تدخلات أجنبية؟
ماذا لو استفاق العرب ذات يوم ووجدوا بلادهم دون حروب أهلية، ودون حكام طغاة، ودون أصولية دينية، ودون تدخلات أجنبية؟
عالم يحكمه الجهلة والأغبياء. عندما كتب ألدوس هاكسلي عن عالم "جديد مجنون"، كان يعني أن عالماً سوف يحكمه أصحاب الاختراعات الجديدة والمكتشفات العلمية.
حتى الآن، وربما لأمد طويل، نجحت الرأسمالية وفشل خصومها الذين ناضلوا ضدها على ساحتها الاقتصادية ـ السياسية ـ الاجتماعية أو على ساحة الايديولوجيا الدينية. جماعات الايديولوجيات الدينية يعملون عند الرأسمالية، حتى لو ادعوا غير ذلك.
الدين صار فتنة. إدخال الدين في السياسة هو طريق الفتنة في السياسة أو ما يؤدي الى سياسة فتنوية. إدخال السياسة في الدين نوع من النفاق، إذ في الأمر تخلٍ عن المطلق من أجل النسبي.
من يتأمل غيابنا العربي، ومن يبحث عن ضوء ضئيل، عليه أن يبدأ بالسؤال: "أيها الإنسان هل أنت هنا في هذه البقعة الجغرافية إنسان، أم مجرد شيء"؟
التنوير في بعض أبعاده سعيٌ إلى العدالة من باب البحث عن الحقيقة. إدراكُ الحقائق لا يكفي. السعي إلى العدالة يبقى الهدف الأسمى الذي يجب أن يتحرّك التّنوير من خلاله.
المشهد اللبناني ينضح بالكذب والتكاذب. يشترك "الشركاء" في تظهير الصورة الحقيقية، للنظام والكيان. بلغت السفاهة، أن بات رجال الدين، يسفرون عن انتماءاتهم السياسية، المعروفة أصلاً، ويتقدمون الصفوف الأولى، في خوض معارك دستورية، حقوقية، قضائية، سيادية، اقتصادية، مالية (وتحديداً مالية)، بألسنة الستة الكبار، المؤتمنين على خراب لبنان الآن، وتخريب لبنان المستقبل.
العروبة إنتماء. الهوية إعتراف به. العروبة إنتماء لوجود. فيه درجة كبيرة من الإختيار؛ إن لم نقل هو إختيار وحسب.
ما اعتبر في أواخر سبعينيات القرن الماضي صحوة إسلامية كان توسعاً في المزاج الديني وتوسعاً في ممارسة الطقوس الإسلامية، وتراجعاً في الإيمان وفي الفكر عامة والسياسة. كان الأمر نهوضاً دينياً ولم يكن نهوضاً في الدين.