قديماً تأمل اليونانيون الكون من حولهم فوجدوا كل ما فيه في حالة حركة، ففسّروا تلك الحركة بأنها سعي نحو الكمال. لذا، كان الإله عندهم هو الذي لا يتحرك، لأنه لا ينشد كمالاً خارجه. ولما كانت كل حركة تنشد الكمال، ولا كمال إلا لله، فغاية كل حركة اللحاق به.
قديماً تأمل اليونانيون الكون من حولهم فوجدوا كل ما فيه في حالة حركة، ففسّروا تلك الحركة بأنها سعي نحو الكمال. لذا، كان الإله عندهم هو الذي لا يتحرك، لأنه لا ينشد كمالاً خارجه. ولما كانت كل حركة تنشد الكمال، ولا كمال إلا لله، فغاية كل حركة اللحاق به.
لم يتخلَ المقاومون عن قضيتهم، ولن يتخلوا عنها، ليس لأنهم سوداويون وحاقدون أو راغبون بالحرب من أجل الحرب، وإنما لأن إسرائيل قوة احتلال واستيطان وسيطرة وعدوان، ولا تدع مجالاً لهم للنسيان، وتُذكّرهم في كل يوم وكل لحظة بأنهم شعب تحت التهديد، بل موضوع اعتداء وتدمير وإبادة بيولوجية ومادية ورمزية، كلما وجد الإسرائيلي فرصة أو حاجة لذلك.
بالفعل، عندما تتنقّل بين أبواب كتاب بولوريه وبوناسييس الذي بدأنا الحديث حوله في الجزء السّابق: تشعر وكأنّ "الإله" قد قام، وما يزال، منذ ما يقارب النصف قرن بانقلاب حقيقيّ وكبير وعميق، داخل الجامعات والمختبرات ومراكز الأبحاث الخاصّة بالعلوم الطّبيعيّة، ولا سيّما في الدّول الغربيّة.
التّاريخ: مساء الإثنين الواقع في ٢٩ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٤. المكان: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلاميّ (بيروت). الموضوع: التّحدّيات التي تواجه الفكر الإسلاميّ المعاصر. الدّعوة تلقيتها من الصّحافي والكاتب الأستاذ الحبيب الحاج قاسم قصير. وقد سُررتُ أشدّ السّرور بفرصة كهذه لزيارة هذا المركز الفكريّ الرّاقي واللّقاء مجدّداً بالحاج قاسم طبعاً، وبالعالِم الجليل، والباحِث الرّفيع، والمدرّس المهنيّ: سماحة الشّيخ محمّد زراقط.
بات من الراسخ في المجتمع العلمي أن تقدّم العلوم إنما يُعزى إلى ربطها القوي بالتجربة بحيث يمكننا القول إن هناك ثنائية معرفية في العلوم هي ثنائية النظرية والتجربة. من أين ينطلق هذا الإستنتاج؟
بعد الحديث عن المفكر والفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو ومفهوم "الأبستيميه" (أو "الحقبة المعرفيّة") عنده، نصل إلى بعض جوانب منهجيّة المفكر العربي البروفسور محمد أركون بشكل مباشر أكثر.