
يُنْظَرُ إلى الدّولة في الفكر السياسيّ الحديث باعتبارها الإطار الجامع الذي ينظّم العلاقات داخل المجتمع، ويمنحها طابع الشّرعيّة والاستقرار.
يُنْظَرُ إلى الدّولة في الفكر السياسيّ الحديث باعتبارها الإطار الجامع الذي ينظّم العلاقات داخل المجتمع، ويمنحها طابع الشّرعيّة والاستقرار.
لم تعد الدولة الحديثة تقف على أعمدة القانون والمؤسسات، بل على خيوط رقمية غير مرئية، تمتد من خوادم في وادي السيليكون إلى أقبية وزارات الداخلية. الرقمنة، بهذا المعنى لحظة انقلاب في بنية السلطة نفسها. إنها الحدث الذي يُعرّي الدولة من جلدها القديم (البيروقراطية، السيادة، السيطرة الفيزيائية) ليكشف عن جسد جديد، هجين، خوارزمي، يتنفس بالبيانات ويرى عبر كاميرات المراقبة.
يكثر أهل السلطة الجديدة في لبنان من الحديث عن الإصلاح، والحقيقة أنه ما حلّ عهد جديد، رئاسي أو وزاري، في لبنان إلا وكانت الأولوية في خطابه للإصلاح. نادراً ما عرض القادمون الجدد برنامجاً للإصلاح، عدا الرئيس الشهيد رفيق الحريري في حكومته الأولى. لكن أهم ما عنده أنه كان يعتبر الإصلاح ليس إعادة ترتيب هيكلية السلطة وكوادرها وحسب، ولا محاربة الفساد وحسب، بل هو أساساً في الشغل والإنتاج.
هذا النص ليس وليد ملتقى خبراء يُنظّرون بعيداً عن الواقع، وليس وليد قلم جامعي يعيش في برجه العاجي. إنّه نصٌ مكتوبٌ بقلم إنسان سوري، والإنسانية هي الميزة الأولى والأساسية لكل بني البشر. إنسانٌ شاءت الأقدار أن يكون علوياً بالولادة، دون أن يكون له رأي في مصيره. ومن شأن ذلك ، في السياق السوري الحالي، تشويش مسار البحث عن الحقيقة بإثارة الشكوك حول ما يقوله.. ومع ذلك؛