يُسلّط الكاتب والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت (أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) الضوء على قراءة اليمين الإسرائيلي لخطوة انتخاب زهران ممداني عمدة لبلدية نيويورك، وذلك في مقالة له نشرها في رئيسية موقع مركز "مدار".
يُسلّط الكاتب والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت (أسرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية) الضوء على قراءة اليمين الإسرائيلي لخطوة انتخاب زهران ممداني عمدة لبلدية نيويورك، وذلك في مقالة له نشرها في رئيسية موقع مركز "مدار".
مع انطلاق عملية الاقتراع بالماراثون الرئاسى الأمريكى، ينبعث الجدل بشأن تأثير الأصوات المترددة. فعلى مستوى الولايات، ينصرف مصطلح «الولايات المتأرجحة»، إلى تلك، التى لا تحوى أغلبية سياسية جمهورية أو ديمقراطية؛ ما يجعل مواقفها مُتغيّرة من دورة انتخابية إلى أخرى. ومن ثم، تتجه أنظار قادة الحملات الرئاسية إلى تلك الولايات، بقصد استمالتها، بعد لملمة شتات أصوات ناخبيها.
تؤكد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس أنها قائدة قادرة وهادئة، ولديها كل المتطلبات لتصبح القائد الأعلى لأكبر وأقوى جيش فى العالم، وتقول هاريس «بصفتى القائد الأعلى للقوات المسلحة، سأضمن أن أمريكا لديها دائما أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكا فى العالم. وسأفى بالتزامنا المقدس برعاية جنودنا وعائلاتهم، وسأكرم دائما خدمتهم وتضحياتهم ولن أستخف بها أبدا».
«أُقسم رسميا أن أدعم دستور الولايات المتحدة وأدافع عنه ضد جميع الأعداء، الأجانب والمحليين، وأتعهد بالإيمان الصادق والولاء للدستور. وأتعهد كذلك بطاعة أوامر رئيس الولايات المتحدة وأوامر الضباط، وفقا للأنظمة والقانون العسكرى. وليساعدنى الرب».
لم تشغل قضايا السياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا من كل المناظرات الرئاسية التى جمعت الرئيس السابق دونالد ترامب سواء بجو بايدن أو خليفته كامالا هاريس. ويتفق هذا مع القول الشهير إن كل السياسات محلية، بل ومحلية جدا فى الحالة الأمريكية.
لم يحسم السباق المحتدم إلى البيت الأبيض بعد، لكنه دخل أخطر منعطفاته بعد المناظرة الرئاسية التى جمعت المرشحين الديمقراطية «كامالا هاريس» والجمهورى «دونالد ترامب».
على العكس من الرئيس جو بايدن، لا تملك المرشحة الديمقراطية للرئاسة، كامالا هاريس، خبرة أو معرفة عميقة بالقضايا الدولية، ومنها قضايا الشرق الأوسط. وعلى العكس أيضا من جو بايدن، الذى قضى ما يقرب من نصف قرن بين دهاليز السياسة الخارجية سواء فى البيت الأبيض، أو قاعات لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، قضت هاريس فقط ثلاثة أعوام ونصف العام فى البيت الأبيض تستمع وتشارك وتخطط لتنفيذ السياسة الخارجية التى يختار بايدن عناوينها الكبيرة، واتجاهاتها العامة.
أول مواجهة لكامالا هاريس مع أنصار الشعب الفلسطينى، منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطى، كانت فى تجمع انتخابى فى ولاية ميشيجان فى السابع من أغسطس/آب الجارى. إذ بينما كانت تتحدث إلى آلاف الأشخاص المؤيدين لها، أزعج بعضهم أجواء الحفل هاتفين: «كامالا، كامالا، لا يمكنك الاختباء! لن نصوت لصالح الإبادة الجماعية!». صحيح اعترفت هاريس بحقهم فى التحدث، لكن مع استمرارهم فى الهتاف، فقدت صبرها قائلة: «هل تعلمون ماذا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك.. وإلا، فأنا أتحدث».
بإعلانه فى الحادى والعشرين من يوليو/تموز الجارى الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المزمع إجراؤها فى الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ ودعمه ترشح نائبته، كامالا هاريس؛ وضع الرئيس بايدن الديمقراطيين فى موقف بالغ الحساسية.
إنه سؤال الساعة فى العالم كله، لا فى الولايات المتحدة وحدها بقدر الدور الذى تلعبه فى أزماته وحروبه.