“لم تكن أجواء المواجهة مفاجئة على الإطلاق، فخلال الانتخابات التمهيدية، واحتجاجًا على تعامل جو بايدن مع الحرب فى غزة، وُلدت فى ولاية ميشيجان حركة من الأصوات الديمقراطية تشجع على “عدم الالتزام” فى الإدلاء بأصواتهم. وقد نفذ ذلك حوالى 13% من الناخبين والناخبات فى الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطى فى ميشيجان. وكان التصويت الاحتجاجى أكثر وضوحًا فى مدينة ديربورن، لأن غالبية السكان من أصل عربى.
ومع ذلك، أداء هاريس أفضل فى ميشيجان، فى الوقت الحالى. فقد أظهر استطلاع للرأى أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” بالتعاون مع كلية سيينا، بين الناخبات والناخبين المحتملين، تفوقها بأربع نقاط. وهناك أدلة تشير إلى أنها لا تتعرض للوم واسع النطاق مثل جو بايدن على إراقة الدماء فى غزة.
بشكل عام، التصويت الاحتجاجى بين الناخبات والناخبين العرب الأمريكيين فى ميشيجان يعود إلى ما قبل غزة، وتسير تفضيلاتهم السياسية مع حروب أمريكا على خط متوازٍ. بعبارة أوضح، فاز جورج بوش الابن بأغلبية أصوات العرب فى الولاية فى عام 2000، ولكن بعد أحداث الحادى عشر من ايلول/سبتمبر 2001 وغزو العراق، انحرف العرب الأمريكيون نحو الحزب الديمقراطى. وفى الانتخابات الرئاسية الخمسة التالية بدت قوة الحزب الديمقراطى بين هؤلاء الناخبين لا تتزعزع حتى الانتخابات العامة عام 2020.
لكن فى انتخابات التجديد النصفى لعام 2022، قبل وقت طويل من اندلاع الحرب فى غزة، عاد التصويت نحو الحزب الجمهورى. فقد اندلعت الحروب الثقافية فى مدينة ديربورن، عندما اتضح أن مكتبة المدرسة بالمدينة تحتوى على كتب للشباب بها شخصيات مثلية الجنس مما أثار المخاوف، وتحولت اجتماعات مجلس المدرسة إلى اجتماعات عدائية.
وفى انتخابات أجريت لترسيخ حقوق الإجهاض فى دستور ميشيجان، فاز التشريع بأغلبية 13 نقطة على مستوى الولاية. لكنه خسر بشكل قاطع فى بعض دوائر ديربورن ومدينة هامترامك، التى تضم عددًا كبيرًا من السكان اليمنيين.
ثم جاءت الحرب فى غزة. يقول حمود-أحد سكان ميشيجان: «كانت هناك نار تغلى، وسكب أحدهم البنزين عليها. فى هذه المرحلة، يُنظر إلى كل شىء من خلال عدسة غزة». ومع ذلك، ومنذ أن أصبحت هاريس المرشحة، فإن الأمور فى وضع أفضل بكثير.
فى حزيران/يونيو الماضى، نحو 65% من الديمقراطيات والديمقراطيين- الذين قالوا إنهم متعاطفون مع الشعب الفلسطينى فى صراعهم مع إسرائيل- صرحوا بأن لديهم وجهة نظر إيجابية لهاريس. وفى أول استطلاع أُجرى بعد انسحاب بايدن، ارتفعت الآراء الإيجابية لها بين هذه المجموعة بمقدار 14 نقطة. كما حسّنت دعمها بين الديمقراطيين الأكثر تعاطفًا مع إسرائيل، حيث ارتفع تقييمهم الإيجابى لهاريس من 73% إلى 89%”.
(*) النص الأصلي في “ذا إيكونوميست“.. والترجمة للعربية عن “الشروق“