ما اعتبر في أواخر سبعينيات القرن الماضي صحوة إسلامية كان توسعاً في المزاج الديني وتوسعاً في ممارسة الطقوس الإسلامية، وتراجعاً في الإيمان وفي الفكر عامة والسياسة. كان الأمر نهوضاً دينياً ولم يكن نهوضاً في الدين.
العقل الثوري يعتقد أن الثورة تحدث بتخطيط بشري مسبق. هذا مناف للتاريخ. الثورة تحدث وحسب. ينفجر المجتمع تحت وطأة تراكم تطورات صارت تتناقض مع أسباب وجود النظام.
سجل أنا عربي، هكذا قال محمود درويش... وتخجل العروبة من عروبتنا، هكذا قال نزار قباني.
يتحدثون بين الفينة والأخرى عن الدولة المدنية ولا يتحدثون عن الدين المدني. تنشأ الدولة عادة بالغلبة أو بطرق أخرى. مع تقادم الزمن تصبح خياراً. عندها تصير احتمال دولة مدنية. وهناك نوع آخر من الغلبة وهو في الدين.
الله، الإقتصاد، الإنسان؛ أيهم سبب لغيره. أيهم غاية لغيره؛ ذلك هو الموضوع الأخلاقي الذي ربما كان ميتافيزقياً.
العالم قرية كونية. سرعة الانتقال، وكثرة الاختلاط، واختصار المسافات، كل ذلك جعله وحدة مترابطة. يستطيع الواحد منا أن يقول يا سكان العالم اتحدوا. في القرن التاسع عشر كانت صرخة ماركس وانجلز: يا عمال العالم اتحدوا. اختلفت الظروف، لكن البشرية الآن تواجه أخطارا ثلاثة، كما عبر عنها نعوم تشومسكي: الخطر النووي، الخطر البيئي، خطر الوباء. ما عادت الإبادة تهدد طبقة بعينها، بل تهدد البشرية بأكملها. تهدد نمط العيش كما تهدد، وهذا هو الأهم، بقاء البشرية. نداء الطبقة العاملة يدفع الى تشكيل أممية أخرى تشمل طبقات ما كانت تخطر على البال في القرن التاسع عشر.
تساءل حاكم ولاية نيويورك عن السبب الذي يجعل الفقراء يدفعون الثمن الأعلى بكثير في الكوارث عموما، بما في ذلك كارثة وباء الكورونا فيروس.
صنع الكورونا فيروس كارثة كبرى. ثورة ليس لها سابقة. إفشال العلم في توقعها وتطوير اللقاحات والأدوية هو من صنع السياسة.