بعد أن شرحنا فى المقالتين السابقتين اثنى عشر ملمحا من ملامح السياسة الدولية منذ مطلع القرن العشرين، يكون موعدنا اليوم مع شرح الملامح الثلاثة الأخيرة مع التمهيد لوضع تصور للمنحنى الذى قد تأخذه تلك السياسة فى العقود القليلة القادمة.
بعد أن شرحنا فى المقالتين السابقتين اثنى عشر ملمحا من ملامح السياسة الدولية منذ مطلع القرن العشرين، يكون موعدنا اليوم مع شرح الملامح الثلاثة الأخيرة مع التمهيد لوضع تصور للمنحنى الذى قد تأخذه تلك السياسة فى العقود القليلة القادمة.
فى هذا المقال أكمل الجزء الثانى من الملاحظات الختامية التى رصدتها سلسلة مقالات «السياسة الدولية منذ القرن العشرين» والتى بدأتها فى يوليو/تموز من العام الماضى وأكمل فيها سرد هذه الملامح فى هذا المقال. كنت فى مقال الأسبوع الماضى قد رصدت سبعة ملامح من أصل ستة عشر، واليوم أكمل البقية، وثمة بقية ثالثة الأسبوع المقبل.
الفوضى هي القاعدة. لا عجب إذاً، إن كُنا نعيش في الفوضى. العالم يتقدم لفظياً ولغوياً.. الطوباوية كذبة مزمنة، والسلام لن يحضر في يوم من الأيام. لذا، نحن في دوامة تجديد الكوارث. لقد كان هيرقليطس على حق. السفسطائية المتهمة، وحدها على صواب، إذ، لا صواب أبداً. العقل يدعي النزاهة. انه خادم أمين لنوازع الغلبة والقهر والظلم.
فى جلسة مجلس الأمن الأخيرة لمناقشة قضية سد النهضة، تراوحت خطب الدول الكبرى بين كلمات دبلوماسية هادئة حالمة وبين أخرى حاسمة، وفى كلتا الحالتين، لم يخرج مجلس الأمن لا بقرار ولا حتى ببيان يصوغ موقفا أوليا من القضية المثارة أمامه، مما دعا الكثير من المصريين والعرب الذين لم يكن معظمهم قد تابع جلسات مشابهة لمجلس الأمن للتساؤل عن سبب هذا العجز رغم أن جلسة المجلس جمعت العديد من الدول الكبرى كروسيا والولايات المتحدة وفرنسا والصين وبريطانيا!