لم تكن النظارةُ كافيةً للبحث عن مَنْشَأ السلعة؛ المكتوب بخطٍ مُنمنم يكاد لا يُرى. باءت المحاولاتُ التي بذلتها السَّيدةُ بالفشل، وبدا عليها حرجُ السؤال. أخيرًا تغلَّبت على مشاعرها وواجهت البائعَ برغبتها في معرفة ما إذا كان المُنتَج الذي انتقته يدخل في نطاقِ حَملة المُقاطعة. رمقها البائع في دهشة؛ ولسانُ حاله يقول إن قليلينَ هُم من لم يزالوا لعهدِهم ذاكرين، أغلبُ الناسِ قد غشاها النسيان وطوى إرادتهم الإحباط على المستوى العام؛ فرجعوا إلى قواعدِهم مَدحورين، يبتاعون ما يجدون دون اهتمام بمصدره.