لم أتردد لحظة في تحديد فندق الكومودور مكاناً لاقامتي خلال العمل على مشروعي البحثي في بيروت عن خطاب الكراهية في الاعلام في اوقات الازمات. إقامة كادت أن تودي بحياتي، في لحظة الرابع من آب/أغسطس 2020.
لم أتردد لحظة في تحديد فندق الكومودور مكاناً لاقامتي خلال العمل على مشروعي البحثي في بيروت عن خطاب الكراهية في الاعلام في اوقات الازمات. إقامة كادت أن تودي بحياتي، في لحظة الرابع من آب/أغسطس 2020.
قبل نحو عشر سنوات، كان بائع الخضار التونسي المتجوِّل محمد البوعزيزي يسوق عربته في أحد شوارع مدينة سيدي بوزيد. فاعترضت سبيله شرطيّة وصرخت به بالفرنسيّة:"Dégage" (إرحل). بحجّة أنّ البيْع ممنوع للباعة المتجوّلين في ذاك المكان حيث كان يقف. ولمّا حاول البوعزيزي ثنيها عن مصادرة عربته وبضاعته، دفعته وصفعته أمام الناس.
صحيح أنه لم تعد هناك دولة عربية تستقبلك أيها المواطن العربي بابتسامة، ولكل منها أسبابها وتبريراتها. صحيح أيضاً أن زواراً كثيرين من العرب لبلاد عربية قضوا أيامهم الأخيرة فيها يردّدون مع الفنانة الرائعة فيروز أغنية تغرّد في مطلعها بالكلمات التالية "أنا صار لازم ودعكن". كنت أحد هؤلاء الزوار، وكان لبنان البلد العربي الذي فشل في إقناعي بتمديد إقامتي. تغيّر لبنان أم تغيرتُ أنا أو تغيرنا كلانا حتى ضاقت بنا فسحة اللقاء وغابت كل المتع والفرص وحل الضيق والقلق محل السعادة والبهجة.