ماذا بقي للبنانيين؟ لا تسأل. إنسَ. الناس جدران متحركة. البلاد كانت موعودة. أضحت موؤودة. اختصر الكلام. لا لغة تعبر عن الموت الناشط.. إنسَ. نحن أموات نحث الخطى نحو اللاشيء.. إنسَ.
ماذا بقي للبنانيين؟ لا تسأل. إنسَ. الناس جدران متحركة. البلاد كانت موعودة. أضحت موؤودة. اختصر الكلام. لا لغة تعبر عن الموت الناشط.. إنسَ. نحن أموات نحث الخطى نحو اللاشيء.. إنسَ.
"إيني ميني سيني.. تحت البساتينِ.. في ليمونة حامضة.. بتاكل وبطعميني.. توتوبا.. توتوبا.. بلّوطة"؛ هي إحدى العدّيات التي كنّا، صغاراً، نتوزّع بموجبها الأدوار للانطلاق باللعب. وحين يرسو آخر حرف من آخر كلمة من العدّية عند أحدنا، فهذا يعني أنّ الدور هو دوره لإطلاق اللعبة. "الغمّيضة"، "اللقّيطة"، "وقعت الحرب في.."، "أبطال وحراميّة"... وهكذا.
"لبنان اليوم، هو من أكثر البلدان انقساماً، لكنّه غير قادر على تحمُّل أعباء هذا الانقسام. والمفارقة، أنّ اللبنانيّين أنفسهم، ممّن يتفشّى بينهم وباء الانقسام، هم على وعيٍ تامّ بهويّتهم المشتركة". من هذه الحقيقة، يعيد المؤرّخ والمفكّر اللبناني الراحل كمال الصليبي النظر، في الأساطير التاريخيّة المرويّة عن لبنان.
"أُعلنُ توقّفي عن ممارسة مهامّي كرئيسٍ للجمهوريَّة". بسبعِ كلماتٍ، تنازل الجنرال شارل ديغول عن السلطة في فرنسا. لم يتحمّل عنفوانه الشخصي وتاريخه النضالي، رفْض 52،41% من المواطنين الفرنسيّين إصلاحاته التشريعيَّة التي كان قد طرحها في استفتاءٍ عامّ بعد ثورة أيّار/مايو الشهيرة (1968). عقب صدور النتائج بعشر دقائق، صدح ليلاً صوت الجنرال الفرنسي الأشْهَر وهو يخاطب الشعب مودِّعاً.