عندما تزور طهران في هذه الأيام لا تحتاج الى كثير عناء لمعرفة ما يحصل فيها من تطورات، ولا تحتاج لأن تلتقي مسؤولاً من هنا أو خبيراً من هناك، فشوارع طهران وأزقتها وساحاتها تخبرك بما يحصل من دون الحاجة أيضاً لان تملك عيون صقر.
عندما تزور طهران في هذه الأيام لا تحتاج الى كثير عناء لمعرفة ما يحصل فيها من تطورات، ولا تحتاج لأن تلتقي مسؤولاً من هنا أو خبيراً من هناك، فشوارع طهران وأزقتها وساحاتها تخبرك بما يحصل من دون الحاجة أيضاً لان تملك عيون صقر.
يستغرب الكثيرون أسباب استمرار الاحتجاجات وأعمال العنف في إيران التي دخلت أسبوعها التاسع دون أن تتمكن السلطات من إنهائها، ومن دون أن ينتهي زخم المحتجين الذين يواصلون حركة احتجاجهم ورفع مطالبهم.
في مناطق عديدة من طهران، عادت الحياة إلى ما كانت عليه سابقاً. وعاد الكثير من الجمر ليستقر تحت الرماد إلى حين. لكن الصوت الذي سمعه الجميع في إيران لم يخفت بعد، في ساحات بعض الشوارع، في المدن، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم داخل البيوت وفي المقاهي والجامعات، بل وحتى في الحوزة الدينية.
في شوارع العراق، باستثناء الدعاية الأيديولوجية والصور المبعثرة بين شارع وآخر، لا شيء حقيقيًا يقول إن إيران تركت أثرًا طويل الأمد هنا. في الحوارات مع عراقيين عاش بعضهم في إيران وقاتل معها في الحرب ضد نظام صدام حسين، إجماعٌ على أنّ حلفاء طهران لم يتركوا لها ذِكرًا حسنًا، بل صنعوا كل الأسباب التي تجعلها اليوم عنوانًا من عناوين الشعارات السلبية في التظاهرات ضد المنظومة السياسية.