
كلما تم التوغل في قضية الباخرة "روزوس" التي كانت محملة بـ 2755 طناً من نيترات الأمونيوم، كلّما ازدادت الشكوك وصارت "فرضيّة المؤامرة" هي الأكثر ترجيحاً.
كلما تم التوغل في قضية الباخرة "روزوس" التي كانت محملة بـ 2755 طناً من نيترات الأمونيوم، كلّما ازدادت الشكوك وصارت "فرضيّة المؤامرة" هي الأكثر ترجيحاً.
سفينة بُنيت في اليابان، تحمل علم مولدوفا، مملوكة لشركة يملكها روسي يعيش في قبرص ومسجلة في جزر مارشال، طاقمها روسي - أوكراني، نقلت مواداً خطيرة من جورجيا إلى موزمبيق، ورست بشكل (ظاهرُه) مفاجئ في مرفأ بيروت... نتيجة كل ما سبق باتت معروفة: انفجار "هيروشيمي" دمّر العاصمة اللبنانية.
منذ اللحظة الأولى للانفجار، تحوّل مرفأ بيروت إلى نقطة جذب لقوى اقليمية ودولية يسعى بعضها إلى استعادة نفوذ سياسي في لبنان.
ما زالت بيروت تلملم جراحها. صوت كنس الزجاج المتهشم يلاحقك حتى حين تصمت المدينة، وتفسح ما يكفي من وقت لكي يتفقدها الشهداء ليلاً، فيختلط بأصوات الذاكرة القريبة – معزوفة موسيقية هنا، قرقعة كؤوس هناك، وبينهما أطراف الحديث والضحكات. غريبة هي بيروت… لم تكن هكذا حتى في أحلك سنوات حربها الأهلية، وكل ما تلاها من حروب صغيرة وكبيرة وتفجيرات وثورات وأزمات وتسويات.
ثلاثة أيام مضت على "النكبة". مأساة مقيمة في كل بيت بيروتي. في كل مؤسسة. في كل زاوية. جروح أعمق من أن تلتئم بسرعة. تحتاج إلى سنوات. هذا حدث تأسيسي بكل معنى الكلمة. علينا أن نقر ونعترف أن لبنان الذي عرفناه منذ مئة سنة قد إنتهى وأن الوطن الآتي هو قيد التأسيس والتفكير.