تظهر الخريطة المرفقة أدناه منطقة عمليات فرق الانقاذ في مرفأ بيروت، التي غالباً ما يكون لها هدف معلن (انساني)، وآخر غير معلن (عسكري – أمني).
وفقاً للتقسيم المعتمد، ثمة ملاحظة أساسية مثيرة للانتباه، تتمثل في أن فرنسا وروسيا استحوذتا على المنطقة التي حصل فيها الانفجار. ومن غير المعلوم ما اذا كان الجانب التقني هو ما فرض ذلك، بالنظر إلى الامكانات التي تتمتع بها الفرق الفرنسية والروسية في هذا المجال، أم ثمة اعتبارات امنية خاصة.
الجدير بالذكر أن السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه كان قد أكد في تغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر”، أن “فرنسا تشارك بالتحقيق في انفجار المرفأ”، مضيفاً أن 46 من رجال الشرطة والدرك يقدمون الدعم الفني للتحقيق القضائي.
كذلك، سارعت روسيا بعيد الانفجار إلى ارسال خمس طائرات إلى لبنان حملت مستشفى ميدانياً، بما في ذلك مختبرا لإجراء فحوص كورونا، وفريقاً طبياً ولوجستياً قوامه نحو 150 فرداً، بينهم متخصصون في مجال ازالة الانقاض والبحث عن المفقودين، وقد باشر عمله على الفور في مرفأ بيروت.
علاوة على ما سبق تظهر الخريطة انتشار فرق الانقاذ التشيكية والقطرية في منطقة الحوض الثاني، والفرق اليونانية على المنطقة الممتدة من مكان الانفجار حتى جسر شارل حلو، والفرق القطرية الرقعة الممتدة بين الحوض الثالث وجادة شارل حلو، فيما شملت منطقة عمليات فرق الانقاذ الهولندية الرصيف الممتد بين الحوض الثالث والحوض الرابع، فرق الانقاذ البولندية منطقة الكرنتينا.
كان ملفتاً للانتباه أيضاً دخول سفينة مسح بحري تابعة للبحرية الملكية البريطانية مرفأ بيروت في مهمة رسمية تتمثل في “تقييم الأضرار التي لحقت بالمنشآت” و”مساعدة اللبنانيين في ترميمها”.
هذه السفينة، كما لاحظ أحد الخبراء الروس، تحمل معدات للاستطلاع، وهي من الطراز ذاته للسفينة “أكو” التي أرسلتها بريطانيا قبالة سواحل القرم في أواخر العام 2018، غداة التوتر البحري الشهير بين روسيا واوكرانيا في مضيق كيرتش.
https://mobile.twitter.com/ukinlebanon/status/1292778424633892864/photo/1
يضاف إلى ذلك، اقتراح نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي خلال زيارته للبنان، بعد الانفجار، مساهمة تركيا في اعادة بناء مرفأ بيروت، وعرضه على المسؤولين اللبنانيين استخدام موانئ مرسين واسكندرون.
https://www.trtworld.com/turkey/turkey-offers-help-rebuilding-ruined-beirut-port-38748
ومع أن حسم مسألة الجهة التي ستتولى اعادة بناء مرفأ بيروت يبقى أمراً سابقاً لأوانه، لكنّ يمكن الافتراض أن الأمر سيكون موضع تزاحم، أخذاً في الحسبان أهمية المرفأ من وجهة نظر أن دوره قد ازداد بشكل كبير بعد فرض قيود العقوبات على سوريا، لا سيما أنه الميناء العربي الوحيد في شرق البحر الأبيض المتوسط الذي يمكن من خلاله نقل البضائع بشكل قانوني نسبياً.