تقرير الإستشاري: ترامب يتراجع.. والمعركة القضائية تنطلق

Avatar18022/10/2020
أصدر المركز الإستشاري للدراسات والتوثيق تقريره الأسبوعي الثالث عشر (16 ـ 21 تشرين الأول/أكتوبر) بعنوان "مؤشرات الإنتخابات الرئاسية الأميركية 2020" وتضمن الآتي:

لا تزال إستطلاعات الرأي عامة تمنح المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدمًا واضحًا على المستوى الوطني. وقد منح الإطار الإحصائي لمجلة “الإيكونوميست” بايدن حظوظًا بنسبة 93% للفوز بالمجمع الإنتخابي بحسب مؤشرات يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر 2020.

يتقدم بايدن بهامش مريح على المستوى الوطني يلامس 10 نقاط، وبالمقارنة، كانت هيلاري كلينتون تتقدم على ترامب في انتخابات 2016 بـ 3 نقاط فقط. كما يتقدم بايدن في معظم الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وبنسلفانيا ونورث كارولاينا وويسكنسون وميتشيغن فيما يتقدم ترامب في ولاية تكساس، وهذا ما يُصعِّب مهمة الفوز على ترامب بدرجة كبيرة. بينما لا تزال ولايات جورجيا وأوهايو وأيوا متأرجحة مناصفة بين المرشحين.

وقد إنطلق التصويت المبكر في العديد من الولايات الأميركية، وبلغ عدد المصوِّتين حتى تاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر حوالي 38 مليون مقترعًا، وهو رقم قياسي في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأميركية.

معركة قضائية

تحاول حملة ترامب التركيز على قمع تصويت الديمقراطيين من خلال تكتيكات مثل تقليل صناديق الاقتراع في مناطق الديمقراطيين وفرض شروط على التصويت بالبريد وتقليص مدة قبول الأصوات القادمة بالبريد، إضافة إلى تشجيع الميليشيات والعصابات الموالية للبيض على التظاهر أمام مراكز الاقتراع وترهيب الناخبين. كما يحاول ترامب تقليص فوز بايدن إن كان سيحصل ليتاح له الادّعاء بوجود تزوير واطلاق معركة قضائية لإبطال أصوات الديمقراطيين الآتية بالبريد.

الأصوات التي تطرح وجود احتمال لفوز ترامب تستند على فرضيات مثل نجاح قمع التصويت وانخفاض الاقتراع الديمقراطي وعدم دقة الاستطلاعات ووجود فئة صامتة لم تحسم خيارها بعد أو خجولة بالتعبير عن دعم ترامب.

في المقابل، هناك أصوات ترى أنه بات صعبًا جدًا على ترامب إدراك الفارق مع بايدن لعدة أسباب: الفارق الكبير على المستوى الوطني بهامش لا يسمح بحصول خطأ كما في انتخابات 2016 إضافة إلى الاصلاحات والتعديلات التي جرى إدخالها على عمليات الاستطلاع لتلافي الفجوات السابقة، ولذلك، كان تقدّم بايدن ثابتًا ومستقرًا طوال الوقت، وكانت هناك أفضلية لبايدن في معظم الولايات المتأرجحة، أما الفئة التي لم تحسم خيارها بعد فهي قليلة (6% تقريبًا) وهؤلاء في معظمهم من البيئة المعارضة لترامب.

وبدأت تظهر أصوات من الحزب الجمهوري تنتقد محاولة ترامب الإيحاء أنه لن يقبل بنتائج الانتخابات. كما تم تشكيل لجنة في الكونغرس تضم ديمقراطيين وجمهوريين لضمان نزاهة الانتخابات وانتقال سلمي للسلطة. وهذا يشير إلى أن الحزب الجمهوري في حال كان فوز بايدن واضحًا سيحاول منع ترامب من تخريب النتائج ومنع انتقال السلطة. ولن يكون سهلًا على ترامب منع انتقال السلطة لأن ذلك يستلزم تواطؤ واسعًا من داخل المؤسسات الرسمية وهذا غير متوفّر.

وتتزايد المخاوف الأمنية من وجود مؤشرات على نية الميليشيات الموالية لترامب إحداث اضطرابات في بعض الولايات ثم محاولة التهجم على مراكز الفرز في حال كانت النتائج لصالح بايدن بحجّة وجود عمليات تزوير.

وقد استمرّ ترامب في تصوير نزاهة الإنتخابات على أنّها أمرٌ شبه مستحيل، وفي إفساح المجال لنفسه للطّعن بنتائجها إن كانت “غير عادلة”. مجرّد القول بأنه قد لا يوافق على ترك منصبه ينتهك الأعراف الديمقراطية غير المكتوبة. أمّا في حال رفضه ترك منصبه إذا نجح بايدن، فهو بذلك ينتهك القوانين المكتوبة، وهو الإحتمال الأسوأ؛ فالإدّعاء بتزوير الإنتخابات ورفض قبول الخسارة من شأنه أن يُعجِّل بأزمة دستورية على نطاق لم يحدث منذ الحرب الأهلية.

إلّا أنّ حصول ذلك يبقى احتمالًا ضعيفًا نظرًا لأنّ ترامب يحتاج للإقدام على هذه الخطوة إلى تواطؤ آلاف من الأشخاص في الحكومة، من مسؤولي الإقتراع، إلى أعضاء الكونغرس، وهذا ما يضع الدّيمقراطيّة على حافّة الهاوية.

إذا افترضنا السّيناريو الأسوأ، أي فوز بايدن بنتيجة المجمّع الإنتخابي، وحاول ترامب حينها إدّعاء تزوير الإنتخابات، ورفض مغادرة البيت الأبيض، فسيتمّ إخراجه من المبنى بعد الإفتتاح. لا يمكن للرئيس أن يفلت من خرق القواعد المكتوبة إلا عندما يقرّر الكثير من الناس تأييد ذلك.[1]

قمع الناخبين

مع انتشار جائحة الفيروس التاجي الذي دفع بإستخدام التصويت عبر البريد إلى مستويات غير مسبوقة، خاض الجمهوريون والديمقراطيون معارك في المحكمة حول القواعد الدقيقة لكيفية التعامل مع بطاقات الاقتراع. ندَّد ترامب بعمليات الاقتراع عبر البريد ووصفها بأنها إحتيالية، وحارب حزبه وحملته لتأمين قيود أكثر صرامة على استخدامها.

تعدّ المواعيد النهائية للاقتراع في بنسلفانيا وويسكونسن بنسلفانيا وويسكونسن من الولايات الحاسمة في ساحة المعركة التي حصل عليها ترامب بحوالي 44000 و23000 صوتًا على التوالي في عام 2016. ويمكن أن يعتمد نجاح أي من المرشحين على ما إذا كانت بطاقات الاقتراع الخاصة بالناخبين تصل في الوقت المناسب ليتم احتسابها.

في ولاية بنسلفانيا، رفع الحزب الديمقراطي المحلي دعوى قضائية في وقت سابق من هذا العام من أجل مجموعة واسعة من التغييرات في إجراءات الانتخابات التي من شأنها زيادة عدد الأصوات التي يمكن عدَّها بالبريد. وعارض الجمهوريون وحملة ترامب الدعوى. تضمَّنت هذه التغييرات تمديد الموعد النهائي للتصويت عبر البريد الذي يتطلب عادةً وصول جميع بطاقات الاقتراع مساء يوم الانتخابات. في ولاية ويسكونسن، رفع الديمقراطيون والجماعات الليبرالية دعوى قضائية للحصول على تمديد للمواعيد النهائية للتصويت عبر البريد.

إقرأ على موقع 180  هيل يُلزم لبنان بمعادلة هوف الحدودية.. والمرسوم "إلى الجارور"!

الدعوى في ولاية بنسلفانيا في انتظار قرار من المحكمة العليا الأميركية. فبعد أن مدَّدت محاكم الولاية الموعد النهائي للإقتراع لمدة ثلاثة أيام، طلب الجمهوريون من المحكمة العليا وقف التغيير؛ المحكمة العليا لم تحكم بعد. في دعوى ويسكونسن، حصل الديمقراطيون على حكم بأن بطاقات الاقتراع ستكون صالحة..

وقال ريتشارد بيلدس، خبير القانون الانتخابي والأستاذ في جامعة نيويورك، إن قدرة خدمة البريد على إدارة كل ذلك بكفاءة هي عنصر أساسي في الانتخابات هذا العام. لويس ديجوي، أحد المتبرعين لترامب الذي تم تعيينه كرئيس تنفيذي للخدمات البريدية هذا العام، قام على الفور بتنفيذ تغييرات كاسحة قال إنها ستزيد الكفاءة ولكن هذا يتسبب أيضًا في تراكم كبير في البريد في أجزاء من الولايات المتحدة. واتهمه الديمقّراطيون بالسعي إلى عرقلة الخدمة لمساعدة آمال ترامب في إعادة إنتخابه، وهي تهمة نفاها. على الرغم من أنه وافق على وقف الإصلاح تحت الضغط السياسي، رفع العديد من المدَّعين العامَّين الديمقراطيين للولاية دعوى قضائية لمنع أي تغييرات أخرى. وحكم قاض في الشهر الماضي لصالحهم وأصدر أمرًا على مستوى البلاد يمنع خدمة البريد من إجراء أية تغييرات على عملياتها العادية قبل الانتخابات.

كما يقوم مسؤولو الانتخابات في جميع أنحاء البلاد بتوفير صناديق الاقتراع حيث يمكن للناخبين وضع بطاقات الاقتراع المكتملة بدلًا من إرسالها. هذه أيضًا أصبحت محل نزاع في المحاكم. كما يحاول الجمهوريون فرض شروط على التصويت البريدي مثل توقيع شاهد أو استخدام مظروفين عند إرسال بطاقات الاقتراع: أحدهما لإرفاق بطاقة الاقتراع، والثاني “مظروف سري” فوق ذلك. تُلغى أوراق الاقتراع التي تحتوي على المظروف الأول فقط – والمعروفة باسم “بطاقات الاقتراع المجردة”. سعى الديمقراطيون إلى إلغاء هذا الشرط في دعاواهم بشأن إجراءات التصويت في الولاية.

ونجح الجمهوريون في إلغاء الكثير من تأثير توسيع حقوق التصويت. في عام 2019، أقر المجلس التشريعي لولاية فلوريدا التي يسيطر عليها الجمهوريون قانونًا يطالب المدانين السابقين بسداد أية ديون قبل أن يتمكنوا من التصويت. منذ ذلك الحين، أيّد القضاة المعيّنون من قبل الجمهوريين هذا المطلب، على الرغم من أن حكومة فلوريدا ليس لديها سجل مركزي للمبلغ المستحق فعليًا على المجرمين السابقين من الإدانات التي قد تكون منذ عقود.

 توقّعات الأطر الاحصائية

أطلقت مجلة “إيكونوميست” إطارًا إحصائيًا لإحتساب حظوظ كل من ترامب وبايدن من خلال نتائج الاستطلاعات والعوامل السياسية والاقتصادية وتقوم بتحديثه بشكل يومي. وبحسب نتائج يوم 21 تشرين الأول/اكتوبر 2020 كان بايدن يتقدم بفارق كبير إذ كانت حظوظه بالفوز بأغلبية المجمع الانتخابي هي 93% مقابل 7% لصالح ترامب[2].. بناءً عليه يحصل بايدن على 350 صوتًا في المجمع الانتخابي مقابل 188 لصالح ترامب (يفوز من ينال 270 صوتًا).

 أما بحسب الإطار الإحصائي للفاينانشال تايمز  في ما يتعلق بتوازنات المجمع الانتخابي في نفس التاريخ فإن بايدن يضمن 207 أصوات ويميل له 72 صوتًا، أما ترامب فيضمن 83 صوتًا ويميل له 42 صوتًا ويبقى هناك 134 صوتًا معلقًا بين الطرفين[3].

وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” تتجه الأنظار حاليا إلى أريزونا وفلوريدا وميتشيغن ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن. ففي العام 2016، خسر ترامب التصويت الشعبي بما يقرب من 3 ملايين صوت، لكنه تمكن من تحقيق سلسلة من الانتصارات في ولايات فلوريدا وميتشيغن وأوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن، كما حقق فوزا كبيرا في المجمع الانتخابي.

وتظهر متوسطات استطلاعات الرأي الأخيرة التي جمعتها (ريل كليربوليتكس) أن ترامب يتخلف عن منافسه الديمقراطي بأكثر من 6 نقاط مئوية في ويسكونسن وأكثر من 7 نقاط في ميتشيغن. أما في فلوريدا وكارولينا الشمالية، فإن السباق بات متقاربًا حيث تقدم بايدن بنحو 1.4 نقطة مئوية و 2.7 نقطة مئوية على التوالي. يتقدم بايدن كذلك أيضًا في بنسلفانيا  بنسبة 4.4 نقطة مئوية و 3.9 نقطة مئوية في أريزونا. وفي الوقت نفسه، يتمتع ترامب بميزة ضيقة بمتوسط 0.5 نقطة مئوية فقط في ولاية أوهايو.

[1] https://www.bloombergquint.com/gadfly/trump-can-t-ignore-the-election-results-without-a-lot-of-help

[2] https://projects.economist.com/us-2020-forecast/president

[3] https://ig.ft.com/us-election-2020 

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Premium WordPress Themes Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  اتفاق بكين بعيون الصحافة الصينية.. إنه "الحزام والطريق"