من غسان إلى نايلة تويني.. من يقتدي بمن؟

لا يساورني أي شك في موقف ودور وحرص آل تويني على سيادة دولة لبنان الكبير من جبران الجد الأكبر مؤسس جريدة "الأحرار" في العام 1924 إلى الصحافي والسياسي اللامع غسان تويني وجريدة "النهار" مروراً بالشهيد جبران تويني الذي روى بدمائه الطاهرة أرض لبنان دفاعاً عن حريته واستقلاله وسيادته.

على أثر الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978، كان الراحل غسان تويني ممثلاً للبنان في الأمم المتحدة، حيث جهد ونجح في فصل قضية لبنان عن أزمة الشرق الأوسط، وفي موافقة مجلس الأمن الدولي على القرار 425 الذي اعتُمد لترسيم الخط الأزرق مع الكيان الصهيوني، ويشمل هذا القرار الجزء الشمالي من بلدة الغجر.

في المقابل، يُفاجأني مقال السيدة نايلة تويني في جريدة “النهار” في العاشر من تموز/يوليو 2023 الذي تنتقد فيه خطوة عدد من نواب التغيير في زيارتهم إلى الشريط الحدودي المحاذي لبلدة الغجر، ورفعهم الصوت عالياً بوجه العدو الإسرائيلي دفاعاً عن السيادة اللبنانية في القسم الشمالي لبلدة الغجر، الذي سيطرت عليه مؤخراً وحدات عسكرية إسرائيلية في انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية، حيث قرأت السيدة تويني هذه المبادرة باعتبارها وقوعاً في فخ حزب الله، ربطاً بالاستعصاء الرئاسي وتقدير السيدة تويني أن حزب الله المأزوم رئاسياً يحاول شد الانتباه بعيداً عن الاستحقاق الرئاسي والأزمة الداخلية التي من ضمنها السلاح غير الشرعي، والاستراتيجية الدفاعية.

وهنا لا بد من لفت انتباه السيدة تويني، إلى أن العدو الإسرائيلي هو من تقدم وسيطر على الجزء الشمالي لبلدة الغجر، وأن الخيمتين المنصوبتين في أرض لبنانية في مزارع شبعا اعقبتا اعادة إحتلال إسرائيل لبلدة الغجر، ثم لماذا التسليم وكأن معاداة إسرائيل والدفاع عن سيادة لبنان في أي نقطة حدودية مع العدو الإسرائيلي تصب في خدمة أجندة حزب الله وليست موقفاً وطنياً سيادياً موجباً على كل حامل للهوية اللبنانية، إلا إذا كان من يطلق على نفسه “سيادياً” لا تعنيه حدود دولة لبنان الكبير؟

إن خطوة النواب التغييريين بزيارة محيط بلدة الغجر، هي تأكيد على دور مؤسسات الدولة الدستورية والأمنية وفي مقدمتها الحيش اللبناني في التصدي لمهمة الدفاع عن سيادة لبنان.

ومن جهة أخرى، ألفت نظر السيدة تويني، إلى أن المواجهة الديموقراطية الفعلية مع حزب الله تكون بأن هي يحذو النواب الضنينين بالسيادة حذو نواب التغيير وتحديداً نجاة عون صليبا وملحم خلف المقيمين في القاعة العامة لمجلس النواب منذ ١٧٠ يوماً إنفاذاً للمادة ٧٤ من الدستور، غير منتظرين لا جان ايف لودريان، ولا أي توجيهات من الخارج، وموقفهما هذا من مسألة تطبيق الدستور واحترام الاستحقاقات الدستورية وممارسة العملية الديموقراطية وفق أصولها المتعارف عليها في أعرق الديموقراطيات (“أكثرية تربح وأقلية تخسر وتعارض”)، لا يثنيهما عنه مثلما لا يجب أن يثني أي مواطن صالح واجب الدفاع عن سيادة لبنان ضد أي اعتداءٍ عليها كما في الغجر اليوم والتمسّك بالخط ٢٩ لترسيم الحدود البحرية في الأمس، وفي ترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا غداً.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  في الإحباط السني.. اللهم إني بلغت
يوسف مرتضى

صحافي وكاتب سياسي لبناني

Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  المخرجتان الكوش وبدير.. وجع بيروت سينمائياً