يُروى أنه عندما تبلغ جوزيف ستالين من رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل أن الحبر الأعظم في الفاتيكان أعلن الحرب ضد الزعيم الألماني أدولف هتلر، كان جواب الديكتاتور السوفياتي: "وكم دبابة يمتلك بابا الفاتيكان"؟
يُروى أنه عندما تبلغ جوزيف ستالين من رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل أن الحبر الأعظم في الفاتيكان أعلن الحرب ضد الزعيم الألماني أدولف هتلر، كان جواب الديكتاتور السوفياتي: "وكم دبابة يمتلك بابا الفاتيكان"؟
تتسارع التطورات على الجبهة الروسية - الأوكرانية، مع اصرار الكرملين على انجاز ما يسميه "كامل المخطط المرسوم منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في 24 شباط/ فبراير عام 2022"، والهادفة إلى إقامة منطقة عازلة بعمق نحو 300 كيلومتر، وبالتالي فصل الشرق عن الغرب وجعل أوكرانيا الواقعة تحت وصاية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بلا منفذ بحري.
في 31 مارس/آذار 2023 الحالي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما بالمفهوم الجديد للسياسة الخارجية الروسية، بما يعني الانتقال من مرحلة القطب العالمي الاوحد (أميركا)، الى مرحلة التعددية القطبية المرتكزة على القوة الاقتصادية التي تقدمت على القوة العسكرية في صوغ الاستراتيجيات على مساحة المعمورة.
كان لافتاً للإنتباه إستحضار الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ملف التنقيب عن النفط والغاز في البحر اللبناني وتحديداً في الرقعة الرقم (9)، وقوله في خطابه الأخير "إننا لن نسمح أبداً بحصول تسويف بشأن إستخراج النفط من مياهنا، ونحتاج إلى قرار جدي من الحكومة الحالية والآتية والقول للأميركيين يحلّوا عنا".
سبعة عشر عاما أتمها "تفاهم مار مخايل" بين تيارين شعبيين كبيرين، وهو جاء ثمرة حوارات ولقاءات امتدت من باريس منفى "الجنرال" ميشال عون الى لبنان يوم شكّلت عودته ما وُصِفَ بـ"التسونامي" الذي تجمّعت في مواجهته احزاب المنظومة في انتخابات عام 2005.
اعتاد اللبنانيون التعلق بحبال الهواء وطرق أبواب الأمل المجهولة، لعلها تُفضي إلى حلول لأزماتهم التي تدنو إلى قعر لا قعر له. هكذا عوّدتهم الطبقة السياسية على مر العقود، بهروبها من تحمل مسؤولياتها ورهن الاستحقاقات الوطنية بالمشيئة الخارجية.
يكثر "تجار الأزمات" في لبنان، وتتوسع دائرة نفوذهم مستفيدين من حالة الفوضى والتحلل على مستوى كل مؤسسات الدولة، إلى درجة أن هؤلاء صاروا يمتهنون حرفة الاستثمار على واقع الاستعصاء السياسي لتكديس المزيد من الثروات المالية.
ثمة أسلحة أشد فتكاً من الحرب العسكرية، تتمثل في الحصار الاقتصادي والمالي والسياسي، وأخطرها سلاح العقوبات، بعدما تمكّنت الإدارات الأميركية المتعاقبة، من تحويل قانون أميركي داخلي الى قانون مُلزم التطبيق خارجياً.
2023 هو عام الصراع على النفوذ في مصير التحكم بالثروة الغازية في البحر اللبناني. على سطح الماء، نشهد صراعاً سياسياً حول الرئاسة الاولى، لكن تحت ماء السياسة، ثمة صراع حول من يمسك بقرار الثروة الغازية ومن يُوفّر الضمانات للشركات الدولية التي ستُنقب في البحر اللبناني.
اكثر ما يحيّر المتابع، هو تحديد مكامن خطر في ملف النفط والغاز في البحر اللبناني بمياهه الاقليمية وفي المنطقة الاقتصادية الخاصةمن دون ان يرف جفن أهل السلطة، ذلك على أنهم، على جاري عادتهم، في التعامل مع ملفات عديدة، ينتظرون وقوع المحظور حتى تبدأ عملية الترقيع التي تزيد الخسائر وتدخلنا في مسارات اكثر خطورة.