
يشكّل المجلس النيابي اللبناني، منذ تأسيسه، القلب النابض للنظام السياسي في لبنان، إذ يُعتبر المسؤول الرئيس عن سن التشريعات ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية، فضلاً عن دوره المركزي في انتخاب رئيس الجمهورية وفق الدستور ومنح أو حجب الثقة عن الحكومات.
يشكّل المجلس النيابي اللبناني، منذ تأسيسه، القلب النابض للنظام السياسي في لبنان، إذ يُعتبر المسؤول الرئيس عن سن التشريعات ومراقبة أعمال السلطة التنفيذية، فضلاً عن دوره المركزي في انتخاب رئيس الجمهورية وفق الدستور ومنح أو حجب الثقة عن الحكومات.
في اللحظة التي تنقطع فيها خيوط الزمن وتتوقف عقارب الأرض عن الدوران، يجد الإنسان نفسه على أعتاب عالم آخر، لا يشبه شيئاً مما عرفه. هناك، عند بوابة السماء، حيث يتلاشى ثقل الجسد وتبقى الروح وحدها عارية من كل أقنعة الدنيا، وقف قس مسيحي وسياسي، وقد وصلا معاً في اليوم ذاته. كان المشهد أشبه بامتحان أخير، لا تُقاس نتائجه بالانتخابات أو بالصلوات، بل بميزان خفي لا يراه سوى من أوكلت إليه مهمة الفصل بين المصائر الأبدية.
تحتل مسألة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية موقعاً محورياً في النقاش الوطني منذ ربع قرن تقريباً، وهي أبعد من أن تكون قضية أمنية أو عسكرية، بل تعكس جوهر إشكالية الدولة اللبنانية الحديثة؛ هل تستطيع أن تكون المرجع الأوحد في احتكار العنف الشرعي وقرار السلم والحرب؟ وهل تستطيع أن تنسج توازناً دقيقاً بين مقتضيات السيادة الوطنية وضمانات السلم الأهلي في مجتمع تعددي بالغ التعقيد؟
ينسج خطاب الرئيس نبيه بري في الذكرى الـ47 تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه حبكته من ثلاثة خيوط متداخلة: ذاكرة الجريمة المُؤسِسّة (1978)، سياسة اللحظة اللبنانية تحت ضغط الحرب والفراغ، ونقدٌ تاريخيّ لِـ"رهان البعض على الإسرائيلي" كآليةٍ انقلابية متكرّرة لإنتاج موازين قوى داخلية جديدة. وهنا لا ينطبق هذا النقد إلا على القوات اللبنانية ورئيسها سمير جعجع.
الانغماس في المعرفة، كما تقول الحكمة القاسية، يؤهلك دائماً لسمعةٍ سيئةٍ وسط قطيعٍ يقدّس الجهل. خلف هذه الجملة خبرة اجتماعية ونفسية متراكمة: فكل مجتمع ينتج آليات دفاعية تحمي سرده المريح من الأسئلة المقلقة. حين تختار أن تبحث وتفكر وتشكّك، فإنك لا تكتفي بإزاحة الستار عن معلومة ناقصة؛ أنت تمسّ توازنات القوة والهيبة والرموز، وتحرّك ما يسميه علم الاجتماع "حدود المقبول". لذلك لا تُستقبل المعرفة بالتصفيق، بل تُستقبل أحياناً بالريبة والاتهام، لأن السؤال الصادق يحرج المؤمنين باليقين الكسول.
من بيروت إلى تل أبيب، غادرنا الموفد الأميركي توم برّاك ترافقه شريكته في الملف اللبناني مورغان أورتاغوس. هناك سيحاول إقناع المسؤولين الإسرائيليين بما يسميها "هندسة الإلتزامات المتبادلة"، وبطبيعة الحال مع انحياز أميركي لم يعد خافياً على أحد لمصلحة وجهة النظر الإسرائيلية في ما يخص التعامل مع اتفاق 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، على أن يحمل الرد الإسرائيلي إلى بيروت مجدداً قبل الأول من أيلول/سبتمبر المقبل.
اليوم، لا نرثي رجلاً فقط. نرثي لحظة من وعينا. قطعة من ضميرنا. مرآة نادرة كانت تعكس قبح الواقع بصراحة، وجمال الحلم بسخرية.
مرّ الأول من تموز/ يوليو وقبله السادس عشر من حزيران/يونيو، ولم تُسلّم طلقة رصاص فلسطينية واحدة، لا من مخيمات بيروت (مار الياس وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا) التي كان يُفترض أن تشملها المرحلة الأولى ولا من مخيمي البداوي في شمال لبنان والجليل قرب بعلبك في شرق لبنان. الآن، عاد الحديث فجأة عن أولوية نزع السلاح الفلسطيني في جنوب نهر الليطاني!
في روايته "محطّة العريس: سيرة مفتش ومدينة، حكاية بيروت الضائعة"، لا يكتب البروفسور محمد محسن رواية، بل يُطلق نشيداً شفيفاً لمدينة بأكملها، مختزلاً تاريخها، ومزاجها، وتحوّلاتها، وأوجاعها، في سيرة رجل واحد.
في ظل اشتداد التوترات والتجاذبات الإقليمية والدولية وتحوّل ساحات النزاع إلى أدوات لرسم خرائط جديدة للنفوذ، تبرز إسرائيل كلاعب يسعى لتحقيق مكاسب استراتيجية تتخطى حدود الصراع التقليدي مع الشعب الفلسطيني.