لطالما تشدق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعلاقته الشخصية التي صاغها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وشجّع كوريا الجنوبية على التقارب مع شقيقتها الشمالية، وبالفعل شهدت المرحلة الماضية لقاءً ثنائياً ملحمياً على “خط الفصل” بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه والزعيم الكوري الشمالي، ثم سلسلة من التحركات تصب في الإطار نفسه.
لكأن هذا الأمر كان مُنغصاً للدولة العميقة في العالم التي “تقاتل” بكل الوسائل لاسقاط ترمب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، فكانت حملة البالونات الموجهة إلى سماء كوريا الشمالية حاملة إنتقادات لنظام الحكم فيه، بقصد خلق مناخ سلبي.
وبالفعل، شهدت الايام المنصرمة حفلة توتر لا مثيل لها بين الشقيقتين الكوريتين أطاحت بمنجزات بنى ويبني عليها ترامب، رئاسياً.
هذه جبهة جديدة تُفتح بوجه الرئيس الأميركي، وتضاف إلى جبهة فيروس كوفيد 19 التي تُوجَهُ أصابع الإتهام لمنظمة الصحة العالمية بالعمل على تضخيمها عالمياً، بهدف الضغط على الاقتصاد الأميركي، وهو المضمار الآخر الذي يتباهى به ترامب، داخلياً، ويمكن أن يتحول سلاحاً ضده.
هل يندرج تحريك “قانون قيصر” وفرض تبنيه من قبل إدارة ترامب، في خانة توتير العلاقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للغاية نفسها؟
ماذا أيضاً وأيضاً في جعبة هذه “الدولة العميقة” من آثام وشرور حتى تفرض منطقها ومعادلاتها؟
الخوف يُزنّر العالم بأسره، ونحن أمام إنتخابات أميركية ستترك نتائجها بصمات على مجمل المشهد الدولي. لننتظر الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم.. بعده، يوم آخر في الولايات المتحدة والعالم.