مضت أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي هزّ العاصمة والبلد المهتز أساساً من كثرة أزماته وأدى إلى سقوط نحو ٢٢٠ قتيلاً ومفقوداً وأكثر من ستة آلاف جريح، فضلاً عن أضرار مادية في معظم أحياء العاصمة بيروت.
مضت أربع سنوات على انفجار مرفأ بيروت المأساوي الذي هزّ العاصمة والبلد المهتز أساساً من كثرة أزماته وأدى إلى سقوط نحو ٢٢٠ قتيلاً ومفقوداً وأكثر من ستة آلاف جريح، فضلاً عن أضرار مادية في معظم أحياء العاصمة بيروت.
مصرف لبنان هو مصرف الدولة، والدولة ليست مفلسة بالمعنى الحرفي للكلمة. صحيح أنها متوقفة عن سداد سندات الدين بالعملة الأجنبية منذ حوالي السنتين، وصحيح أنها غير قادرة على تسيير مرافقها بالحد الأدنى اللائق ولا تستطيع زيادة الأجور التي باتت في الحضيض عالمياً، لكنها حتماً ليست مفلسة. الافلاس هو سمة من يحكمون الدولة ويتحكمون بها، أي منظومة الأحزاب المتسلطة طائفياً ومافيوياً فضلاً عن الاستقواء بالميليشيات والبلطجيين.
يحطّ وزير خارجيّة تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم (الإثنين) ضيفًا على بيروت. لا يُمكن لكل مهتمٍ بالشأن التركي إلّا أن يُلاحظ أن أنقرة تنتهج سياسة خارجية لا يهدأ طنينها على إمتداد الكرة الأرضية، من مجاهل إفريقيا إلى أهم عواصم القرار في العالم.
هل نهار الأربعاء أسوأ من يوم الخميس؟ مجنون أنت؟ غداً يوم أسود وأسوأ. لقد خسرنا كل شيء. دمّروا الطبقة الوسطى. سحقوا الفقراء. شرّدوا العائلات. أبادوا الأمل.. ومع ذلك، مطلوب من اللبناني أن يخسر بعد.
لو أراد الأميركيون منع بلد مثل لبنان من الغرق في "بحر الفساد"، لكانوا قد أعانوه مُبكراً، وحالوا دون سقوطه، لكن حساباتهم مختلفة، تبعاً للمردود السياسي ـ الإقتصادي لهذا البلد أو ذاك. هذا الأمر يقود المحللين إلى الإستنتاج أن إنهيار "النموذج" اللبناني لم تكن أسبابه لبنانية وحسب. فما هي مناسبة هذا التنظير؟
لا كلفة للوقت في لبنان. كل شيء قابل للتأجيل وصولاً حتى الانهيار الكامل، كرمى لعيون ائتلاف زعماء الطوائف، وانتظاراً لتفاهماتهم التحاصصية الفاسدة مهما طال الزمن.
"أتذكرين ما فعله ياسر عرفات، بُعيد حرب السنتيْن؟"، سألني صديقي أثناء نقاشٍ لنا حول خفايا كواليس السياسة والسياسيّين. "كلا. كنتُ صغيرة في تلك الفترة"، أجبتُه. فتابع يروي الواقعة: "مرّةً، إتّصل أبو عمّار بكميل شمعون رئيس الجبهة اللبنانيّة. ليطلب منه أن تقصف قوات الجبهة بيروت الغربيّة"!
كل اللبنانيين يجمعون على وجوب الكشف عن الحقيقة في جريمة تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس 2020، لا بل يريدون لهذا الملف أن يصل إلى خواتيمه وأن يؤسس لمسار جديد عنوانه عدم الافلات من العقاب.