يا شباب لبنان العظيم.. حضّروا حقائب السفر!

تمرّ الأيام وتزداد الأمور تعقيداً والماً وقهراً وعذاباً وإذلالاً في لبنان.

هذا حالي أنا ومعظم شباب لبنان. نعم من المُمكن ان يكون كل شباب لبنان بهذه الحالة. ما زلنا جميعاً  نبحث عن وطن.

هنا اتذكر قول الشاعر العراقي الكبير مظفر النوّاب: “ويسألني من انت؟ خجلتُ أقولُ له.  قاومتُ الإستعمار.  فَشرّدني وطني”.

وأُكمل قائلاً والغصّة في قلبي والدمعة في مقلتيّ :خيرة شباب برسم السفر. خيرة شباب لبنان للبيع او للهجرة فمن يشتري؟

خيرة شباب لبنان يجهّزون حقائب السفر، ويبحثون عن فيزا سفارة. اية سفارة. اية دولة. أقلّ دول العالم فقراً اصبحت افضل لنا من لبنان. لا بأس. نقبل بها إن قبلت هي بنا.

جهّزوا شنطكم أيها الشباب وارحلوا. ارحلوا إلى ما شئتم أن ترحلوا فارحلوا. لم يعد لكم مكان هنا. لم يعد لكم مستقبل هنا. هنا دفنوا أحلامكم، وهنا سفّهوا وعودكم، وهنا، لن تستطيعوا حتى أن تحلموا بحب وزواج. ببيت وسيارة. بتأمين على صحة أطفالكم وعيالكم.

انسوا هذا كله، فهنا مقبرة الأحلام، وهنا دمع الأمهات، وهنا عبيد الزعيم.

بالروح وبالدم وبالمستقبل وبالتاريخ وبالجغرافيا وبالكهرباء وبالفيول المغشوش وبالدجاج المُنتهي الصلاحية  وبكل ما نملك، نفديك يا زعيم!

جهّزوا شنطكم أيها الشباب وارحلوا. ارحلوا إلى ما شئتم أن ترحلوا فارحلوا. لم يعد لكم مكان هنا. لم يعد لكم مستقبل هنا. هنا دفنوا أحلامكم

وها نحن نُنبذ او نُبعد او نُطرد إِن لم نكن كباقي اعضاء القطيع ونُلبّي دعاء الزعيم لأي حفل او مهرجان او مناسبة!

نحن نعرف منذ زمن طويل، وطويل جداً. إنهم  يتاجرون بأرواحنا وبمصيرنا وبمستقبلنا ويسرقون كل شيء بإسم الشعب الذي يستخفّون بعقول ابنائه.

هنا لم يعد لكم مكان ان كنتم احراراً او مُستقلّين او ثوّارا على الفساد والهدر وتريدون دولة القانون والعدالة والكرامة وإن لم تكونوا كما باقي اعضاء القطيع، تصرخون ليلاً ونهاراً : بالدم بالروح نفديك يا زعيم، بالدم بالروح نفديك يا زعيم!

اي زعماء هؤلاء ولماذا كُتب علينا هذا المصير وهذا العذاب  ومن اية طينة ومن اي نوع من البشر هم ومن اي كوكب اتانا هكذا زعماء؟ متى نتخلّص من معظمهم ونرمي الحاقدين علينا منهم على مزابل التاريخ او في المرامل والمحارق والمكبّات والكسّارات التي زرعوها في معظم مُدننا وقُرانا.

هم سمسروا وركّبوا علينا كل هذه الديون والقروض ليعيشوا بهناء وامان ورفاهية. نعم هم وحاشيتهم وزوجاتهم والأبناء والأصهرة والأقارب!

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  لنحذر "الصندوق السيادي"
د. طلال حمود

رئيس ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا

Download Premium WordPress Themes Free
Download Nulled WordPress Themes
Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  "رحلة الفرصة الأخيرة".. تأمّلات في الشقاء اللبناني!