«الأشباح» الإسرائيلية VS أشباح “الرضوان”؟

Avatar18002/11/2020
برغم تركيز العديد من المحللين الإسرائيليين في الآونة الأخيرة على أولوية جبهة الجنوب، في قطاع غزة، في أية مواجهة مقبلة يخوضها الجيش الإسرائيلي، وذلك برغم المخاطر الأكبر الآتية من جبهة الشمال، فإن المحللين العسكريين رون بن يشاي في "يديعوت أحرونوت" وعاموس هرئيل في "هآرتس" ركزا على أبعاد المناورات التي حملت مؤخراً عنوان "السهم القاتل"، وتخللتها محاكاة للحرب المقبلة مع حزب الله.

كتب عاموس هرئيل في “هآرتس” تقريراً هذا أبرز ما تضمنه:

“صُوِّرت سلسلة التلال القريبة من بلدة كابول العربية الواقعة في منطقة الجليل الغربية والتي لم تشهد هكذا تدريبات منذ عقود، على أنها الأراضي الإسرائيلية المحتلة، بينما صوِّر نهر حيلازون الصغير على أنه الحدود اللبنانية، وافترضت المحاكاة أن القرى الواقعة في الشمال هي الجبهة الأمامية، التي سينشر عليها حزب الله قوات وحدات النخبة المسماة «الرضوان». وبحسب سيناريو المحاكاة، كانت الحرب نتيجة لسلسلة من الأحداث المنفصلة التي تتصاعد سريعا من مجرد جولة محدودة من القتال حتى تتحول إلى مواجهة شاملة، وكانت للحرب تداعيات على سوريا وقطاع غزة كذلك.

ترسل قيادات حزب الله قوات النخبة أو الكوماندوس إلى التجمعات المحلية الإسرائيلية القريبة من الحدود، بينما تمطر أسلحتها الداخل الإسرائيلي بالقذائف والصواريخ. وفي المقابل، يتولى الجيش الإسرائيلي مهمة التصدي للهجوم ويشن في الوقت نفسه هجمات على جميع أنحاء لبنان بالإضافة إلى إرسال إسرائيل بعض قواتها البرية الموجودة في الشمال إلى عمق الأراضي اللبنانية.

ولأن المعيار الأساسي لنجاح الجيش الإسرائيلي في التدريبات يُقاس بقدراته الهجومية، يصبح هدف القوات الإسرائيلية الكشف عن بنية حزب الله التحتية وعناصره المنتشرة حول المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية والانقضاض عليهم ومنعهم من شن أية هجمات على إسرائيل. ومن أجل إنجاز هذا الهدف توظف إسرائيل شبكة ضخمة تتكون من عدة وحدات للاستخبارات والطائرات وقوات الاستطلاع، بالإضافة إلى وحدة التكنولوجيا السيبرانية. وتمتلك الوحدات العسكرية التي تقود المناورات الأرضية بالفعل بعضا من هذه القدرات والإمكانات.

وقبل بزوغ فجر يوم الثلاثاء بساعات في بلدة كابول العربية، بدأت “وحدة الأشباح» المتعددة الأبعاد والمعروفة بـ”سواد عين كوخافي” (رئيس الأركان) بإجراء التدريبات، وهي مشروع تجريبي من المخطط تكراره في غير وحدة من وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي إذا نجح في دمج بعض التقنيات المتنوعة والموارد لدعم المناورة العسكرية الأرضية. وعند هذه النقطة، أبلِغ عن إحراز تقدم سريع، لكن لم يتضح بعد مدى السرعة التي يمكن من خلالها نشر هذه القدرات والإمكانات أيضا بين صفوف الكتائب العامة.

لن تحسم المواجهة العسكرية المقبلة المعارك القتالية على الأرض فحسب، لكن ستلعب المحادثات الهاتفية بين القدس وواشنطن دورا فعّالا أيضا، وكذلك الاتصالات مع موسكو بصورة أساسية. لذا كان ينبغي على القيادات من هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي التعامل مع هذه التطورات في تدريبات المحاكاة أيضا: هل من الضروري اتخاذ إجراءات ضد الأسلحة التي اكتشِف تورطها في المواجهة العسكرية لكنها كانت في سوريا؟ وكيف سترد روسيا على ذلك؟ وهل ستطالب موسكو بوقف فوري لإطلاق النار”؟.

رون بن يشاي

ماذا يقول المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، في تقريره؟

“شملت مناورات التدريب الجبهة مع لبنان فقط، وبمشاركة كافة الأذرع العسكرية، التي تدربت على لجم هجوم بري مفاجئ من جانب حزب الله والتوغل إلى الأراضي الإسرائيلية القريبة من الحدود، يليه انطلاق سريع للطائرات الحربية الإسرائيلية من أجل تدمير وشل إمكانية إطلاق صواريخ ومقذوفات، ومن ضمنها صواريخ موجهة وطائرات مسيرة، تُطلق من عمق الأراضي اللبنانية باتجاه الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وفي موازاة ذلك، تنفذ الفرقة العسكرية الإسرائيلية 162، التي تضم خمسة ألوية عسكرية، اجتياحا بريا سريعا للأراضي اللبنانية، بهدف شلّ نيران حزب الله القصيرة المدى، وتدمير منظومة حزب الله العسكرية داخل الأراضي اللبنانية. كما تدربت وحدات خاصة، بما فيها لواء الكوماندوس ولواء الأشباح المتعدد الأبعاد، على تنفيذ عمليات خاصة في لبنان.

هذا التدريب جرى بموجب مفهوم تفعيل القوات الجديد في الحرب، الذي وضعته هيئة الأركان العامة بقيادة الجنرال أفيف كوخافي. ويقضي هذا المفهوم بتنفيذ عمليات “هجومية وفتاكة، بحيث تتطلع إلى كشف دقيق لمكان العدو ونواياه، والوصول إليه وتعطيله بواسطة دمج بين الاستخبارات، النيران من الجو والبر والبحر، واجتياح بري”.

أما العنصر الثاني في المفهوم الجديد، فهو “تعاون متعدد الأذرع والأبعاد، بحيث تعمل قدرات كافة أذرع الجيش الإسرائيلي، ومن ضمنها السايبر والقتال الإلكتروني، بتعاون وتنسيق وثيق، من أجل الوصول إلى حسم بأقل ما يمكن من الوقت. الحد الأقصى من القوة العسكرية والحد الأقصى من الدقة”.

أما العنصر الثالث “فيقضي باستخدام ناجع للتكنولوجيا، الأسلحة وأساليب جديدة، خاصة من أجل رصد وتشخيص العدو واستهدافه قبل أن يتمكن من العمل ضدك. والغاية هي الوصول إلى وضع يكون فيه لدى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بنك أهداف جديد، فيه آلاف التفاصيل التي يتعين على سلاح الجو مهاجمتها بوتيرة سريعة جدا”.

 وبعد تركيزه على حجم الإستثمارات التي يتطلبها “المفهوم الجديد”، قال بن يشاي إن الجيش الإسرائيلي “وضع مؤخرا قوة الهجوم البري النظامي السريع في رأس أولوياته، وحوّل كافة الموارد الممكنة إلى تدريب وتسليح “الفرق الأمامية” وإنتاج أهداف في شعبة الاستخبارات العسكرية وتسليح سلاح الجو وقتال السايبر”.

إقرأ على موقع 180  المأزق التركي في سوريا: مروحة من الخيارات الخاسرة

وأشار بن يشاي إلى أنه خلال التدريب جرى اختبار القدرة الهجومية للجيش الإسرائيلي، “وهذه الحقيقة لا يمكنها أن تغطي على نقص الجهوزية في الجبهة الداخلية المدنية. فتحصين المباني والجهوزية لامتصاص ضربات صاروخية وجهوزية الطوارئ في مناطق كثيرة، وخاصة في الشمال، هي أقل من الحد الأدنى المطلوب”. وخلص إلى أن التقدير في هيئة الأركان أن القوة النظامية في الجيش الإسرائيلي “مستعدة جيدا للقتال الآن، سواء كان الحديث عن أيام قتالية في جبهة واحدة أو حرب شاملة على عدة جبهات”. (المصدر: هآرتس، يديعوت أحرونوت، ساسه بوست)

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Free Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  حقل غازي إسرائيلي جديد في بقعة النزاع مع لبنان.. وبري يحذر