لا يكفي أن تأخذنا أحكامنا السلبية على دونالد ترامب إلى حد وضع يدنا بيد الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة بسلاسة. لا بد من عقل بارد يستند إلى الشواهد، وهي كثيرة في العقدين الأخيرين، في محاولة تشريح الإدارة الديموقراطية التي ستحكم الولايات المتحدة وتتحكم بقرارها طوال أربع سنوات.
لاتيني، آسيوي، بولندي، روسي، إفريقي.. متحوّل جنسي. كل التنوّع جمعت، لكن اللون اليهودي طاغٍ على حكومة جو بايدن. حكومة مؤلفة من كوادر شغل معظم من فيها مناصب محورية، سياسة وعسكراً وشبكات تربط التكنولوجيا بالأمن وتصنيع السلاح والأمن القومي.
لويد أوستن وزير الدفاع خطف الأضواء كأول أسود في موقعه. قائد جبهات العراق وأفغانستان. المارد، الصامت، العامل في الإدارة المركزية. عميد ملف التفاوض والتدريب الأميركي في العراق. عسكري مخضرم في البنتاغون منذ ثلاثة عقود، لكنه للمرة الأولى في الضوء. درجت عادة اختيار الجنرالات لوزارة الدفاع أنها تعكس ضعف الرؤساء وتحديات رئاساتهم في الماضي، هذا الأمر ينطبق إلى حد كبير على شخصية جو بايدن الضعيف قبل أن تبدأ رئاسته.
أوستن ليس يهودياً، لكنه مثل كثيرين، يبدي حماسته لإسرائيل. وبرغم معرفة دوره الريادي في العديد من الغزوات الأميركية في العالم، وحضور إسمه في شركات تصنيع الأسلحة والحديد، لكن لويد أوستن للمرة الأولى في سدّة القيادة المباشرة.. المعلنة.
أول امرأة وزيرة خزانة، أول امرأة رئيسة الإستخبارات، أول وزير من أصل كوبيّ، وكلّهم من العائلات السياسية اليهودية العريقة. وزير الخارجية ونائبته، وزير الداخلية، وزيرة الخزانة، وزير العدل، رئيس موظفي البيت الأبيض، رئيسة الإستخبارات الوطنية، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا. كل هؤلاء من اليهود الداعمين فعلاً وقولاً وفعلاً للكيان الصهيوني.
النظرة الأولى تقودنا إلى إستنتاج سريع: اللوبي اليهودي اعتلى المسرح بشكل كامل. من هم أبرز عناصره في القيادة الجديدة وما مختصر تصريحاتهم وأفكار كل منهم حيال الشرق الأوسط؟
قد يبدو الرئيس جو بايدن رأس الحربة إلا أنه لم يكن أقوى الديموقراطيين. لهذا السبب وبعد تقاذف كلامي عنيف بينهما، إختار أن يتحالف مع كامالا هاريس. وتبدو كامالا، زوجة الإسرائيلي العميق دوغ إيمهوف، هي الإعلان والصورة اللماعة للفريق الجديد في البيت الأبيض.
منذ أولى لحظات حفل التنصيب، كتبت الصحافة الإسرائيلية أنها لحظة تاريخية لليهودية الأميركية. على سبيل المثال، جو بايدن صرّح عام 2016 أن أفضل مقوماته هي مصاهرته لليهود:
I’m the only Irish Catholic you know who had his dream met because his daughter married a Jewish surgeon,” Biden quipped about his Jewish son-in-law, Howard Krein, at a political event in Ohio in 2016.
وزير الخارجية أنتوني بلينكن
- كان معاون جو بايدن في العام 2003 وصانع حجّة بايدن أمام مجلس الشيوخ لطلب تقسيم العراق وهو واضع الخريطة التقسيمية التي تقترح تجزئة العراق الى ثلاثة اقاليم، تلك التي ناقشها جو بايدن ولم تنل موافقة مجلس الشيوخ وأيضاً رفضها العراقيون.
- بين العامين 2009 و2013، كان بلينكن منخرطاً في مطبخ رسم السياسة الاميركية في افغانستان، باكستان والبرنامج النووي الايراني.
- هو من المفاتيح الاساسية والمؤثرة في سياسة اميركا ازاء سوريا عام 2013 (سنتذاك، كان باراك اوباما يلوّح بقصف دمشق).
- من العاملين في ملف “الثورة الأوكرانية”.
- دعم غزو ليبيا، وتسليح ثوار سوريا، دعم تدخل السعودية في اليمن (2005).
- شريك مؤسس في شركة استشارات سياسية، احد مستخدميها: شركة ذكاء اصطناعي اسرائيلية، شركة تصنيع تقنيات عسكرية.
في مقابلة معه منذ سنوات، يصف الشركة التي يعمل فيها بالجسر الرابط بين “التكنولوجيا silicon valley” ووزارة الدفاع والأمن القومي. ثمة من قارن دورها بدور شركة kissinger associates.
- عمله في شركة WESTEXEC ولمدة عقدين من الزمن في مراكز اساسية في الخارجية الأميركية، أمران وفّرا شبكة مالية/امنية/خارجية تضم وزير الدفاع أوستن، المرشحة لوزارة الدفاع ميشيل بورنوي، كما الرئيسة الجديدة للإستخبارات الوطنية أفريل هاينز، وشبكة من الديموقراطيين تقف خلف منظومة على شكل شركة استشارات، تختص بجلب الدعم والتمويل والتغطية.
باين آيلاند
بلينكن وشركاؤه في بايد آيلاند Pine Island Capital Partners كانوا من أمنوا ونفّذوا التعاون الرقمي مع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، وبينما نفذت شركتهم الإستشارية المهمّة، حرص هو من موقعه في مطبخ جو بايدن داخل مجلس الشيوخ يومها، على التقدّم بطلب التمويل، والحصول على 218 مليون دولار.
خلفية بلينكن:
- يتكلم بلينكن الفرنسية بطلاقة.
- يدعو للتقارب مع أوروبا ودول حلف الأطلسي.
- أمضى ست سنوات يعاون بايدن في مجلس الشيوخ ما أكسبه صلات وثيقة بأعضاء آخرين من فريق الرئيس الجديد أبرزهم نائبة رئيس CIA وقتذاك أفريل هاينز التي تترأس اليوم بموجب قرار بايدن، الاستخبارات الوطنية.
- عائلة عمل عام (والده كان سفيراً في حقبة بيل كلينتون). زوجته في فريق هيلاري، أخته من أمه مستشارة في البيت الأبيض. عمه سفير. زوج أمه الناجي من محرقة اليهود كان مستشاراً للرئيس جيمي كارتر ولرؤساء فرنسا ولزوج أمه تأثير كبير في بناء شخصيته.
- كان حاضراً في الغرفة التي تدير عملية اغتيال أسامة بن لادن بحسب الصورة التي عممها البيت الأبيض وغزت الإعلام العالمي.
مواقف بلينكن:
- لن نربط مساعدة اسرائيل العسكرية بقرارات الحكومة الاسرائيلية ، ستستمر المساعدات العسكرية مهما قررت اسرائيل بشأن الإستيطان.
- العلاقة الأميركية السعودية بحاجة إلى مراجعة استراتيجية بحيث نرى كم وكيف تخدم مصالحنا وقيمنا.
- قد تستمر العقوبات غير النووية على إيران للحد من دورها و”مشاغباتها” في المنطقة.
- خروج ترامب من الإتفاق النووي الإيراني كان إخفاقاً.
- على إيران العودة إلى الإتفاق النووي قبل عودة الولايات المتحدة إليه.
- سنعيد النظر في قرار وضع الحوثيين على لائحة الإرهاب.
- الإجراءات السعودية في اليمن تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
- سنبحث مع اسرائيل وحلفائنا العرب أي اتفاق نصل إليه مع إيران.
- اغتيال قاسم سليماني جعل المنطقة أقل أماناً.
As for Trump’s decision to assassinate top Iranian general Qassem Soleimani last year, Blinken argued that it made the region less safe.
- برغم إيجابية اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين، إدارة بايدن ستعيد النظر في بعض الشروط التي وردت (تلميح إلى صفقة الطائرات للإمارات التي تم تجميدها)
Blinken praised the Abraham Accords negotiated by the Trump administration that saw Israel normalize ties with the United Arab Emirates and Bahrain, saying such agreements make the region safer. However, he said the Biden administration would “take a hard look at” some of the “commitments” that were made in tandem with those accords.
He appeared to be referencing weapons deals made with the UAE, which was set to receive 50 F-35 advanced fighter jets from the US following the signing of the normalization agreement.
- أدعم حل الدولتين لكني لا أراه قريباً بسبب تعنت طرفيّ النزاع
- أرفض عزل ومقاطعة اسرائيل ولكن لن أدعم فرض عقوبات على من يقاطعها
- ستبقى سفارتنا في القدس ونعتبر القدس عاصمة مقدسة لإسرائيل
ترحيب الهيئة اليهودية الأميركية بتعيينه: خطوة هامة لمستقبل إسرائيل وترسيخ مكافحة أعداؤها
“Tony Blinken has the breadth and depth of experience to ably oversee the implementation of U.S. foreign policy under President Biden,” said AJC CEO David Harris, who has met with Blinken on numerous occasions in the latter’s various posts. “He is intimately familiar with the full scope of the President-elect’s foreign policy views, as well the issues of utmost concern to the Jewish community, including full-throated support for the U.S.-Israel relationship, widening the growing circle of Arab-Israel peace, the fight against global antisemitism, and the danger posed by Iran and its proxies.”
- سنبقي الدعم في كل الميادين لإسرائيل كما دعمنا في السابق بالفعل لا بالقول، سلاحاً، تمويلاً وأبرز ذلك القبة الحديدية، وجمع أكثر من 3 مليارات للتجهيز العسكري (خطاب في منظمة يهودية أميركية في عهد أوباما حين كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية جون كيري)
أقوالهم ـ أفعالهم:
حين يتكلّم بلينكن عن دعمه لإسرائيل، يتكلم عن عقدين من الزمن في مواقع متنوعة ومتنقلة وفي رئاستين: كلينتون وأوباما.
هو الحلف العتيق بين ثلاثي الأمن، الدفاع والدبلوماسية للفريق الديموقراطي. هو من رعيل “الصقور”. ففي البحث عن الشركة، والسلاح، والتمويل، تلمع ثلاثية تحالف بين:
الأمن: أفريل هاينز (مديرة المخابرات الوطنية اليوم) ووليام بيرنز (مدير الإستخبارات CIA).
الدفاع: ميشيل بورنوي ولويد أوستين.
دبلوماسية: أنطوني بلينكن وفيكتوريا نولاند.
لقد تدرّج كل من بلينكن/هاينز/لويد في مراتبهم صعوداً في الميادين الثلاثة، وعمر شبكتهم وشراكتهم وتعاونهم منذ ما قبل هذه الإدارة بعقدين، مرورا بحروب العراق/ أفغانستان/سوريا/ ليبيا
مشهد سوريالي:
بعد ترشيحه للمنصب، وفي جلسة الإستماع والمساءلة للحصول على الموافقة من مجلس الشيوخ، ترافق بلينكن وشركاؤه على طاولة واحدة أمام أسئلة واحدة. أصلاً قاربهم المجلس بهذه الثلاثية. نحن نتكلم عن فريق وثيق الروابط يدخل معمودية المنصب أيضاً كفريق واحد.
جلس بلينكن (الخارجية) وأوستن (الدفاع) وأفريل هاينز (المخابرات) سوياً في جلسة المساءلة التي طرح فيها موضوع اليمن، العلاقات مع السعودية، النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، الإتفاق النووي الإيراني. دارت تصريحاتهم وإجاباتهم في الفلك نفسه، وكانت جلسة مهمة جداً لوزير الدفاع خاصة. لماذا؟
لأن لويد أوستن كان أمام تحدّي الخروج من خطايا حقبة أوباما ومن كونه أبرز داعمي ومنفذي التعاون مع السعودية عسكريا في مرحلة سابقة.
مصطلح INTERVENTIONIST هو السمة العامة للفريق الثلاثي، وهو مصطلح يطلق على محبذي التدخل في الدول بشكل مباشر. هو سيف ذو حدين للإدارة الجديدة. فالتدخل هذا أدى إلى فضيحة إنسانية في اليمن.
الصحف والتصريحات تتحدى الثلاثي بلينكن وأوستن وهاينز بالقول إن هذا الفريق نفسه كان من محبذي تدخل السعودية في اليمن، تلك الخطوة التي أدت “إلى أسوأ مأساة إنسانية في العالم” (العبارة قالها بلينكن بعد تسلمه منصبه الجديد)!
طبعاً ثمة موقف متوارث للديموقراطيين حيال الحريات في السعودية. تجميد شحنات السلاح التي أبرمتها إدارة ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومع الإمارات هو أول مؤشر في هذا الإتجاه. تصريحات القيادة الجديدة تشي بذلك، من وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي قال بضرورة إعادة النظر الإستراتيجية في العلاقة مع المملكة بحيث تنسجم مع قيمنا وقناعاتنا ومصالحنا. لا يتصل الأمر فقط على الداخل السعودي. هناك قضية الصحافي جمال الخاشقجي. حتماً، سيعيد الديموقراطيون فتحها وإستخدامها في مفاوضاتهم مع القيادة السعودية وهناك أيضاً حرب اليمن.
في ما يلي اقتباس من “هافينغتون بوست” حول الحاجة إلى تلاوة فعل الندامة من قبل الثلاثي:
The people I have spoken to in the Obama administration who now have roles in the Biden administration … see the need for a course correction and grasp the moral urgency of the situation. I have no doubt Gen. Austin will align himself with the approach of ending the war
وفي جلسة الإستماع، تمكن أنطوني بلينكن ببلاغته وحنكته (الفيديو متوفر) من تمرير المطلوب قوله: نعم السعودية صديقة قديمة، نعم رأينا الدفاع عن أمنها هاماً، لكن الحوثيين هم الآن يحكمون 80 بالمئة من اليمن والناس بحاجة لمساعدة ماسة في اليمن وهم تحت حكم الحوثيين، وضع الحوثي على لائحة الإرهاب لن يقرّبهم إلى التفاوض.
And one aspect of that situation is that about 80 percent of the Yemeni population right now is in areas controlled by the Houthis. Whether we like it or not, we have to find ways to get assistance to them if we’re going to do anything about addressing the situation.
So, my deep concern about the designation that was made is that at least on its surface, it seems to achieve nothing particularly practical in advancing the efforts against the Houthis and to bring them back to the negotiating table, while making it even more difficult than it already was to provide humanitarian assistance to people who desperately need it.
ما قاله بلينكن عن المحادثات الإيرانية مفتوح الأبعاد، مع التركيز على أن المحادثات تشمل دور إيران في الإقليم، مؤكداً للمستمعين أن الصواريخ البالستية ستكون محط نقاش.
وكما بلينكن، خرج تصريح أوستن ضامناً أنه غيّر تموضعه ورأيه حيال السعودية واليمن إلا أنه كان أكثر عدائية في تعابيره المستخدمة في أثناء حديثه عن إيران.
وزير الدفاع لويد أوستن
- أول وزير دفاع أسود.
- دخل البنتاغون منذ 27 عاماً.
- قيادي عسكري نوعي لفرق الغزو.
- 2003 كان جزءا من فريق قيادة غزو العراق، وكان قائد اجتياح بغداد.
- 2003-2005 قائد MOUNTAIN DIVISION التي من شأنها تدريب العسكري الكامل للغزو، ويعد هذا الفريق من أشرس الفرق التي قادت الحرب على أفغانستان.
- 2008 أصبح يحتل ثاني أعلى مركز عسكري للقوات الأميركية في العراق حيث أدار وقاد وأشرف على تدريب نحو 152000 جندي ضمن العمليات المشتركة بين الإحتلال الأميركي والأجهزة العراقية الناشئة.
- 2011 عارض الانسحاب من العراق لكنه عاد إلى بلاده.
- 2012 رشحه أوباما رئيساً للقيادة المركزية.
- 2014 مع قيام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لعب دوراً في تحييد أميركا عن الحرب ضد داعش على الساحة السورية واقتصارها على العراق وناقش ورفع سقف هذه الفكرة بمواجهة فكرة جون ماكين في مجلس الشيوخ الأميركي عام 2015 ومعروف بقدرة تأثير عالية وقلة وندرة كلام وإذا تحدث تتسم مواقفه بالمواجهة.
- يعرف العراق جيداً، أرضاً وأحزابا وأجهزة وسياسيين. قاد التفاوض العراقي الأميركي الذي أدى إلى اتفاقية التعاون الإستراتيجي.
- كتبت عنه مجلة فورين بوليسي الأميركية ما يظهر ريادته كصانع قرار وليس كمتلقّي. ويعتبر من أصلب الكفاءات العسكرية المخضرمة في البنتاغون
- إضافة إلى دوراته ومناصبه وأدواره القيادية الكبيرة في العراق وأفغانستان والسعودية، وإلى موقعه في شركة بلينكن “باين آيلاند”، هو عضو مجلس إدارة في شركة تصنيع أسلحة ثقيلة بارزة وتاريخية RAYTHEON TECHNOLOGY وكذلك في أكبر شركة حديد أميركية.
إشكالية شخصية
منذ ظهور إسم أوستن، بدأت شخصيات في مجلس الشيوخ تعلن معارضتها لشخصية عسكرية متورطة في شركة تصنيع أسلحة. عشرات المقالات من نيويورك إلى تل أبيب تناولت الموضوع.
اقتباس من “هآرتس”:
His nomination could also draw fire from some progressive groups given his role on the board of a number of companies, including weapons maker Raytheon Technologies Corp.
لكن وجهة نظر أخرى تقول إن بايدن اختاره لخبرته الطويلة في الدبلوماسية في ساعات الحرب. وإن شخصاً دفن مئات الجنود يعرف ثمن الحرب ولن يعتبرها خياراً أولاً وسريعاً
Biden was also comforted that Austin knew the cost of war firsthand, having buried soldiers.
“You’re not going to see Austin turn to the military first to resolve a problem,” said one former official who knows him.
إشكالية السعودية
منذ بروز إسمه وترشيحه بدأت مساءلة لويد أوستن. ليس لدوره في غزو العراق، إنما لدوره في فضيحة المأساة الإنسانية التي غطاها في اليمن.
هناك مقال بعنوان “على لويد أوستن أن يجيب أسئلتنا حول أكبر خطأ ارتكبته إدارة أوباما: اليمن”
Lloyd Austin Should Answer For One Of The Worst Mistakes Of The Obama Era:Yemen
If Biden truly wants to build a more progressive foreign policy, his Pentagon pick needs to be frank about his role in creating the world’s worst humanitarian crisis.
لقد أمضى أوستن ثلاث سنوات في عهد أوباما في موقع قيادة عمليات الولايات المتحدة العسكرية في الشرق الأوسط وأشرف خلالها على دعم أميركا للسعودية في حربها على اليمن.
في تصريح له عام 2015، يؤكد أوستن أمام مجلس الشيوخ أن الدعم للسعودية والتنسيق معها في اليمن هو استخباري معلوماتي لوجستي وتخطيطي.
Our current position is that we will help the Saudis with intelligence and logistics and planning support,” Army General Lloyd Austin, Zinni’s successor as chief of Central Command, told the Senate Armed Services Committee March 26
لكن أوستن لم يقرأ نجاح الحملة ولا اعترف بمسؤولية مباشرة حول الضربات إذ قال في تلك الجلسة أنه لا يعرف الأهداف ليعلّق وأن وزير الدفاع السعودي أعلمه بالقصف في اليوم نفسه!
When it comes to the Saudi effort against the Houthis, Austin acknowledged at that armed services committee session that he’s all but clueless. “I don’t currently know the specific goals and objectives of the Saudi campaign,” Austin said. “I would have to know that to be able to assess the likelihood of success.”
When you’re out of the loop, you also don’t know what’s going to happen next. The Saudi defense chief informed him of the impending strikes “the day of the attacks,” Austin said, “so it was not much before that they actually started the attacks.”
https://www.defense.gov/observe/photo-gallery/igphoto/2001128477/
ومن جانب آخر حول هذه الإشكالية، وفي مقال مفصل بعنوان “لويد أوستن ليس من تظنونه” في مجلة “فورين بوليسي”، يظهر خلاف أوستن الحاد حول الموضوع السعودي ومشادة كبرى مع السيناتور جون ماكين حولها إذ يتهم الأخير القيادة بانحيازها لإيران، وهذا سبب عدم إعلام السعوديين بالضربات، فيما يشرح المقال الدور الإستخباراتي الذي كان قائماً يومها مع الحوثيين لمحاربة تنظيم القاعدة:
As crucially, the Saudi intervention marked the first time that Austin would cross swords with then-Senate Armed Services Committee Chairman John McCain, who slammed the military for its failure to fully support the Saudi effort. The reason the Saudis didn’t notify Centcom of their plans ahead of time, McCain said, was because “they believe we are siding with Iran.” The rebuke didn’t sit well with senior U.S. officers at Centcom or at the U.S. Special Operations Command, who had been quietly supporting the anti-AQAP effort. And it didn’t sit well with Lloyd Austin. A senior commander who served with Austin said that McCain purposely “blindsided” Austin in order to make the Obama White House look bad. Siding with Iran? McCain, this officer suggested, knew better: “The reason the Saudis didn’t inform us of their plans,” the officer told me at the time, “is because they knew we would have told them exactly what we think—that it was a bad idea.”
مواقف أوستن
بالفم الملآن قال أوستن في خطابه أمام مجلس الشيوخ: لم أطلب هذا المنصب لكنه يشرفني. ولم أكن لآتي إلى هنا لو لم أكن مستعداً لمساءلة نفسي ومن عملت معهم في مواقع سابقة من رؤساء ومرؤوسين.
في الخطاب عينه، لم يأت أوستن على ذكر أي دولة كتهديد إلا الصين، متجاهلاً روسيا، كوريا الشمالية، وإيران.
برغم أن بلينكن أخذ الحديث الأعمق والأوسع حول ملفات إيران والخليج وإسرائيل، أتت تعليقات أوستن على الشكل التالي:
إذا أعطينا إيران القدرة النووية، كل مشاكلنا في المنطقة ستصبح أصعب، وسيبقى نشاط إيران وسلوكها عامل توتر. إنني آمل – والرئيس كان واضحاً – أن يكون شرطنا للعودة إلى المحادثات هو التزام إيران بما كان قائماً، كما آمل بأن نناقش مع عودتنا إلى الإتفاق، نشاطات إيران الأخرى في المنطقة وجعلها جزءا من المعاهدات، كالصواريخ الباليستية مثلاً.
If Iran were ever to gain a nuclear capability, almost every problem that we deal with in the region would be tougher to deal with because of that. So Iran’s activity, or its behavior, continues to be destabilizing.
“I would hope, and the president-elect has been clear, that the preconditions for us considering reentering into that agreement would be that Iran meets the conditions outlined in that agreement. So back to where they should have been. I would hope that as we enter into that agreement, we have this discussion about the sunset [provisions], and also take a look at broader things that may or may not be a part of this treaty but certainly things that need to be addressed. One of those things is ballistic missiles.”
تجربة العراق وخيار بايدن
كتب جو بايدن عن سبب خياره لأوستن في كانون الأول/ديسمبر 2020
https://www.theatlantic.com/ideas/archive/2020/12/secretary-defense/617330/
في هذه المقالة، يشرح بايدن أن أداء هذا القائد العسكري إبان خروج القوات الأميركية، وتأمين عودة 150 ألف جندي أميركي إلى بيوتهم كانت مهمة يلزمها الدبلوماسية.
وفي الحرب على داعش يقول بايدن: ذهبنا أنا والرئيس أوباما حينها إلى أوستن للنصيحة بشأن الحرب على داعش في سوريا والعراق، وهو الذي صمم ونفذ حلفاً وحملة شملت سبعين دولة ضد عدو واحد.
إلا أن مواصفات أوستن هذه التي إعتبرها بايدن سبباً لتنصيبه، هي عينها أسباب مساءلته من كتاب وصحافيين أميركيين إعتبروا أن الخروج من العراق لم يكن حكيماً طالما إستوجب عودة بعد ثلاث سنوات وإن بشكل مختلف. لنقرأ نموذجاً للنقاش في “ستار تريبيون”:
But Biden’s plea in the Atlantic to support his nominee is troubling nonetheless. The 2011 withdrawal from Iraq was an error forced by a failure of diplomacy. One would hope Biden learned from this experience. His defense of Lloyd Austin suggests he has not.
معارضة السيناتور ماكين
برغم ندرة تصريحاته في سنوات مسؤولياته على أهميتها، إلا أن لويد أوستن ظهر في الضوء وبشراسة عام 2015 حيث عارض وبشدة نظرة ماكين التي نادت بمنطقة عازلة في سوريا للمدنيين.
إبان الحرب على داعش، عارض أوستن الدخول إلى سوريا، معتبراً إن عمليات الولايات المتحدة الأميركية ضد داعش يجب أن تتمركز في العراق. حينذاك، وأمام مجلس الشيوخ، قال له جون ماكين:
“أنت تقول لي لا شيء يحدث بينما نرى آلاف اللاجئين على أبواب أوروبا ومئتين وخمسين ألف سوري قتلوا، لم أرَ جلسة استماع منفصلة عن الواقع كهذه”.
وبرغم استفزاز ماكين له، لم يرد أوستن عليه وأصر على موقفه.
“Basically general, what you’re telling us is everything if fine as we see hundreds of thousands of refugees leave and flood Europe as we’re seeing now – 250,000 Syrians slaughtered,” McCain said to Austin after the USCENTCOM Commander said he would not recommend a “buffer zone” to allow the Syrian refuges to escape to, as it would require U.S. forces.
“I’ve never seen a hearing that is as divorced from the reality of every outside expert in what you are saying,” the late senator said during an awkward moment as the general looked on at the Senate Armed Services Committee chair.
عام 2014 وأثناء تروسه للقيادة المركزية، عارض أوستن بشدة تنصيب جنرال عسكري في موقع قيادة قوات الولايات المتحدة في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب حتى أنه لم يأذن للجنرال المعيّن يومها جون ألان استخدام طائرات المركز.
Austin was also a private, though outspoken, critic of how Obama shaped the anti-Islamic State coalition in Iraq, in 2014, when Austin was the head of the U.S. Central Command. Austin stewed when Obama appointed retired Marine Gen. John Allen as the administration’s special envoy to the coalition, preferring that the president appoint a veteran diplomat. Austin complained to aides that Allen’s appointment would lead to confusion about who was leading the anti-Islamic State effort
وكتبت صحيفة واشنطن بوست أن خيار بايدن لأوستن يعكس إرادته بعدم تكرار واستمرار حروب الماضي.
In selecting Austin, Biden may be seeking to prevent a repeat of the situation that resulted from Obama’s choice of a strong, well-connected and independent defense secretary in his first term.
Former officials who have worked with Austin described him as disciplined and often taciturn, someone who will argue his position privately but is unlikely use his influence in Washington to try to steer the policy debate in his favor with think tanks or on the Hill.
Peter Feaver, an expert on civil-military relations at Duke University, said the pick signaled that the Biden team is placing a premium on individuals with whom the president-elect has an existing relationship and whom he trusts.
He said Austin fell in a different category than former military leaders like Mattis, Petraeus or McChrystal, who are known as “change-makers” in military ideas or strategy. “That’s not his reputation,” he said of Austin.
هناك وجهة نظر أخرى تقول بإن اختيار الجنرالات لوزارات الدفاع تاريخياً عكس ضعف الرؤساء:
Here is the awkward fact: Historically, appointing a retired four-star general or admiral to the post of secretary of Defense has been a sign of weakness—almost a vote of no confidence in the rest of the administration’s civilian team. Truman needed Marshall because his presidency was in trouble, his two prior civilian secretaries of Defense had failed miserably, he was fighting a losing war in Korea run by a powerful general who was more popular than he—indeed, who was one of his most potent political rivals. Trump needed Mattis because he was manifestly unprepared to be commander in Chief and had only a weak pool of national security talent on his team.
فريق أخطبوطي
لهذا الفريق بقيّة. الإسم الثالث موصول بشكل مباشر وغير مباشر بكل من أنتوني بلينكن ولويد أوستن.
المحامية الأوباموية أفريل هاينز، نائبة مدير CIA سابقاً ومديرة الإستخبارات الوطنية اليوم، المتعاقدة مع أنتوني بلينكن سياسة وأعمالا ووظيفة (في شركته WESTEXEC).
وسيظهر مع إسم أفريل هاينز، إسم ويندي شيرمان (المفاوضة في الملف النووي سابقاً ونائبة وزير الخارجية حالياً) وفيكتوريا نولاند (النائبة الثالثة للخارجية) وجاك سوليفان، ووليام بيرنز، وستيف ريشيتي، عميد الـLOBBYISTS في واشنطن.
لكن لماذا البحث حول هذه الشخصيات في سياق واحد؟
لأن فهمها وفهم ترابطها يعرفنا أكثر إلى إدارة بايدن وما يمكن أن نتوقع من تصرفاتها حيال الملفات التي تخص منطقتنا.
لأن هذا الفريق يمثّل جبهة واجهت معارضة حتى داخل الحزب الديموقراطي.
لأن مفهوم الصقور، كما يعني الخبرة، يعني أيضاً التورّط في ما مضى وما يترتب عنه اليوم وغداً.
يعني أن ويندي شيرمان في الملف النووي الإيراني حملت ذنوب الفشل، وأفريل هاينز في الCIA حملت اتهامات أخلاقية (التعذيب، التجسس على حواسيب مجلس الشيوخ)، وفي رئاسة أوباما حملت مساءلة أخلاقية كبيرة عن تشريع الإغتيالات بالمسيّرات.
ولأن الصقور يعني إن ستيف ريشيتي المستشار الأساسي لبايدن هو نفسه ستيف ريشيتي الذي أثار تعيينه مع نائب الرئيس (بايدن) خلافا مع أوباما بسبب ماضي ريشيتي الـ”لوبييست”.. هذا المصطلح السياسي يستخدم لوصف من يكون عملهم هو تشبيك العلاقات والمعارف للتأثير على القرار.
ريشيتي نفسه الذي كان من العقول المدبرة في الحملة الرئاسية 2020، رجل يملك شركة وزبائن عالميين من general motors يعطونه الملايين ليحصدوا تغييرات في القرارات تراعي مصالحهم، الأمر الذي أثار حفيظة كثيرين من الديموقراطيين.
https://www.nytimes.com/2020/08/01/us/politics/biden-lobbyist-ties.html
وبحسب مقال نيويورك تايمز أعلاه إبان بدايات حملة بايدن الرئاسية الذي يفصّل دور الفريق وريشيتي، يبدو أن الرجل إنضوى في مكان مؤثر جداً على بايدن، ويجب أن نترقب بصماته في المستقبل
Eight years later, that same confidant, Steve Ricchetti, is helping to run Mr. Biden’s presidential campaign. Also involved to varying degrees are other advisers, operatives, fund-raisers and allies with deep connections to Washington’s lucrative lobbying, communications and strategic consulting industry.
That puts Mr. Biden at odds with powerful elements of his party’s liberal base. Increasingly, they are expressing concern that the military contractors, Wall Street banks and other major corporations that paid members of Mr. Biden’s inner circle while they were out of government could hold disproportionate power in a Biden administration.
Mr. Ricchetti was hired and by late 2013 was officially appointed Mr. Biden’s chief of staff. Over the next few years, he essentially took control of Mr. Biden’s post-presidential life, setting up a network of nonprofits and academic institutions that would serve as a base of operations, negotiating the former vice president’s lucrative book deal, and, most important, helping to set up the initial structure of the 2020 campaign, according to aides and Biden associates.
وكان أوباما قد استحدث مرسوماً يشترط على أي شخص موظف في LOBBYIST ترك وظيفته قبل عامين من تولّيه منصبه في البيت الأبيض.
نحن نتكلم عن رئاسة بايدن التي هي معمودية العمل الجماعي وليس الفردي، هؤلاء جزء من حلقة من الديموقراطيين الأوباماويين، تتمدد وتتفرّع ما بين السفارات والقواعد العسكرية والمنظمات العالمية وشبكة رجال الأعمال.
عناصر الأحجية تكتمل وتبرز بوضوح حين نتعرف إلى سيرة أفريل هاينز، مديرة المخابرات الوطنية، نائبة مدير الCIA سابقاً، التي ترتبط بشكل مباشر مع بلينكن. ليس فقط لأنها خلفته في موقعه مع رئيسهما وقائدهما أوباما، بل لأنها عملت معه في شركته لاحقاً. الشركة نفسها التي تضم لويد أوستن.
أفريل هاينز مديرة الإستخبارات الوطنية
- أول يهودية في موقعها.
- عمرها في الإدارة نحو عشرين عاماً.
- بدأت محامية من قسم المعاهدات إلى “الشؤون السياسية العسكرية”.
- 2007 دخلت مستشارةً في مجلس الشيوخ مع الأكثرية الديموقراطية وجو بايدن وإختصاصها العلاقات الدولية.
- بقيت في الإدارة ودخلت البيت الأبيض الأوبامي مساعدة للشؤون الأمنية عام 2010.
- صعدت مع أوباما إلى مركز نائبة مديرCIA.
- 2015 واجهت مساءلة في موقفها حيال تأديب موظفي الCIA الذين دخلوا إلى حواسيب أعضاء مجلس الشيوخ وحاولوا التأثير على قرارهم إبان جلسة مساءلة وكالة الإستخبارات. وقد نجحوا يومها، فالتقرير عن التعذيب الذي يدين الوكالة خرج منقوصاً في نهاية الأمر كما تقول الصحافة الأميركية. هاينز هنا مذنبة بأنها أمنت غطاءً لأعضاء وكالة الإستخبارات الذين عبثوا بحواسيب السيناتورات وغيروا التقرير، حماية لمنظمتهم..
- عملت في إدارة أوباما تحت رئاسة جون برينان في قسم تشريع استخدام المسيرات للإغتيالات. كتبت عنها في هذا السياق مجلّة نيوزويك أنها كانت الشخص الذي يتصلون به في ساعات الفجر والليل المتأخر للسؤال عن التخريجة القانونية لقصف أحد الأهداف بالطائرات المسيّرة.
Newsweek reported Haines was sometimes called in the middle of the night to evaluate whether a suspected terrorist could be “lawfully incinerated” by a drone strike.
تصفها بعض مجموعات حقوق الإنسان بالأداة الحقيقية لشرعنة اغتيالات المسيرات للأهداف الإرهابية في الصومال واليمن وباكستان والتي ذهب ضحيتها مئات المدنيين. وفي موقف معاكس تماماً، تقول جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن وجودها في موقع القرار قلّل من ضربات المسيرات:
They have noted that she was a big force in getting more
detainees transferred from indefinite detention at Guantanamo,
increasing the number of Syrian refugees allowed into the US and
in reducing the volume of drone strikes
- بعد خروجها من البيت الأبيض، عملت مع شركتين: Palantir Tech وهي شركة جمع وتحليل وبيع داتا، وشركة WESTEXEC التي أسسها بلينكين وميشيل فورنوي ولويد أوستن للإستشارات العسكرية المالية. فور طرح إسمها للمسؤولية الجديدة مع بايدن ومشاركتها في حملته الرئاسية، لوحظ أنها أزالت هذا الجزء من مسيرتها العملية، عن صفحتها الخاصة في جامعة بروكينغز حيث لها منصب هناك أيضاً.
- جامعة بروكينغز وجامعة كولومبيا، أقسام القانون الدولي، النقاشات السياسية، اللوبيهات، الإعلام، حلقات البحث، الشخصيات الأمنية والمراكز، حيثما بحثت ستجد آثار خطواتها وبصماتها في مكان ما. ولعل هذا أبرز ما يريب الإسرائيليين ويجعلهم ينقزون منها.
إتهامات وإخفاقات
أفريل هاينز هي الأصغر بين زميلاتها الديموقراطيات ممن يصنفن في خانة “الصقور”. أذكاهّن، أكثفهنّ تجربة في عمر سريع، وأكثرهنّ ريبة وتساؤلاً.
حين تبدأ بمعاينة هذه الشخصية، اليهودية، المحامية، الفيزيائية قبل المحاماة، نائبة مديرة وكالة الإستخبارات سابقاً، مساعدة أوباما، المؤثرة في مجلس الشيوخ، المشرعة لقصف الأهداف العسكرية واغتيالات المسيرات، حامية “ألعوبة” أفراد منظمتها. ثم تستمع إليها في جلسة المساءلة الأخيرة أمام مجلس الشيوخ وكيف وفرت الحماية للعبث بحواسيبه وخرجت “كالشعرة من العجين”.
ساعات من الإستماع إلى كل ما أدلت به بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني، في جلسات المجتمع الحقوقي الجامعي المختلفة، سينقلب بعدها يقينك شكاً. لربما قد تكون هذه “الصقرة” أكثر ليونةً واعتدالًا مما نظن. ولربما أخطاء مرحلة ترامب وضعت هذا الفريق الأميركي الجديد ـ القديم، أمام محاذير مختلفة.
عند ظهور إسمها مع بايدن في مقال نقلته الهيئة اليهودية عن Front Page يقول الكاتب حرفياً ان خيار بايدن لهاينز يعني أن الديموقراطيين، وإدارة بايدن، سيأخذون إتجاهاً مناهضاً لإسرائيل:
Haines’s role taking point on foreign policy for Biden signals that the DNC platform and, more importantly, his administration, will take an anti-Israel direction.
ويرجع البرهان على ذلك، أن إحدى منظماتها المستحدثة في جامعة كولومبيا، تتلقى تمويلاً من رجل أعمال سعودي ومن نجل مليونير لبناني شقيق رئيس وزراء سابق وإبنة رائد إعلامي تركي ومؤسسة كلينتون، وشخصيات أخرى من هونغ كونغ وتشيلي ما يطرح علامات استفهام على تقاطع المصالح.
Funding for Columbia World Projects comes from a variety of donors,
including a Saudi businessman, a Lebanese billionaire who is the brother of a former prime minister,
the daughter of a Turkish media tycoon, a Chilean businessman and the billionaire head of a major Hong Kong real estate company. Much like the Clinton Foundation, this raises serious questions about Haines’s conflicts of interest.
تجدر الإشارة أنه وبعد الولوج إلى موقع المنظمة المذكورة، يظهر أن المليونير اللبناني الممول هو عزمي طه ميقاتي:
https://worldprojects.columbia.edu/advisors-supporters
في السياق نفسه، يستكمل كاتب المقال نظريته عن معاداة هاينز لإسرائيل بشواهد:
– أنها عملت أيضاً في إدارة منظمة فورين بوليسي فور أميركا التي كان مجلس إدارتها يضم شخصية داعمة لشرعنة النووي الإيراني (جوزيف كرينكيون).
– أن مجلس إدارة جامعة كولومبيا يضم روبرت مالي الذي طُرد من منصبه بسبب علاقاته بشخصيات من حركة حماس.
– أنها تعمل في بروكينغز التي تتلقى تمويلا من قطر التي بدورها تدعم حماس.
Even while at Columbia, Haines continued her political work as
the co-chair of foreign policy for Foreign Policy for America. The board of
Foreign Policy for America includes Jeremy Ben Ami, the head of J Street,
while the advisory board includes Joseph Cirincione, the head of Ploughshares,
a key Iran nuclear legalization pressure group, alongside Haines and Rob Malley
the Obama adviser initially forced out for his Hamas contacts who now heads Soros’s International Crisis Group. Malley is also an advisor at Columbia.
Avril Haines is also a Nonresident Senior Fellow at Brookings, which is heavily funded by Qatar. The wealthy tyranny is closely entangled with a variety of Muslim Brotherhood groups, including Hamas.
لكن نظرية معاداة هاينز لإسرائيل لا تتوقف على مقال واحد ورأي واحد. ففي وسيلة إعلامية غربية أخرى يعتبر الكاتب الأميركي مايكل فينينبوك، أن الخوف من الديموقراطيين المعادين لإسرائيل الذين يريدون الهيمنة على الاجندة الخارجية، وأنهم سيفعلون ما يريدون ولن يستطيع إيقافهم محور الأصدقاء الداعمين لإسرائيل، ويستطرد قائلاً إن ملف إيران ليس مريحاً بسبب وجود أفريل هاينز التي لها تاريخ في معاداة إسرائيل.
The fear is that anti-Israel left-wing Democrats who want to control the Biden Administration foreign policy agenda will be able to do whatever they wish and pro-Israel friends won’t be able to stop them.
On Iran, there is reason to be unsettled by Biden’s recent appointment of Avril Haines as director of national intelligence. Haines has a lengthy and strident anti-Israel history. https://themedialine.org/news/opinion/the-biden-administration-and-the-future-of-the-abraham-accords/
تجدر الإشارة إلى ان المقال عينه يطرح الشك والخوف الإسرائيلي (وجهة نظر إسرائيلية) من تعيين كل من ويندي شيرمان وأدائها في ملف النووي ومواقفها وكذلك ويليام بيرنز وفيكتوريا نولاند وجاك سوليفان.
William Burns is Biden’s choice as CIA director. Burns was involved in the early stages of forging the Iran nuclear deal. Burns is quoted as saying, “We need to find a way back to an updated nuclear deal with Iran.”
Veteran diplomat Victoria Nuland will be nominated for the role of undersecretary of state for political affairs. As a State Department spokeswoman in the Obama Administration, Nuland was often relentless in her public criticism of Israel during the runup to the Iran nuclear deal.
إلا أن نظرية معادة هاينز لإسرائيل تبقى مجرّد تضخيم وبحث عن إدانة في سياق التنافس السياسي، نعود ونقرأ ما كتبت صحيفة جيروزالم بوست في أفريل هاينز: ليس معروفاً أين سيكون موقفها في الشؤون الإسرائيلية لكنها عموماً تخلط البراغماتية بالتقدمية، وهذا صنف بايدن الموالي لإسرائيل.
It is not particularly clear where she will stand on Israel-related issues. Yet, generally she mixes progressivism with pragmatism, something the generally pro-Israel Biden is known for. https://m.jpost.com/israel-news/women-take-spy-world-by-storm-avril-haines-as-bidens-dni-marks-a-new-age-650153/amp
في سياق البحث أكثر عن القلق الإسرائيلي، يقول موقع “والا” الإسرائيلي إن مخاوف نتنياهو مفهومة وإن إدارة بايدن الجديدة تحاول طمأنتهم (وهذا فعلاً ما حدث لاحقاً وبعد نشر المقال المذكور في جلسة الإستماع لكل من لويد أوستن وأنتوني بلينكن وكذلك أفريل هاينز، لقد أرسلوا تطمينات لإسرائيل وللعرب بأن أي تفاوض مع إيران سيكون بالعودة والتشاور معهم وسيشمل السلاح الباليستي).
Walla, an Israeli daily, wrote that senior Israeli government officials are currently displaying “symptoms of drug addicts in the rehabilitation process” after being “pampered” for four years by Trump.
“[Israeli Prime Minister Benjamin] Netanyahu’s fears are understandable and not surprising. The new administration of US President Joe Biden is trying to calm these fears a little. However, it is not clear whether it will succeed in that,” it added.
The daily noted that Netanyahu was also concerned with some of Biden’s picks for top-level positions. These include Robert Malley, who is being considered for special envoy on Iran, Wendy Sherman, Biden’s nominee for deputy secretary of state, his nominee for CIA director, and his national security advisor Jake Sullivan.
These officials, in one way or the other, had a role in the negotiations leading to the 2015 nuclear deal with Iran, which was vehemently opposed by Israel and some Gulf states
لكن القلق الإسرائيلي يشمل أيضاً ويندي شيرمان وروبرت مالي وجايك سوليفان الذين كان لهم يد وتعاون في التفاوض السابق مع إيران، والذي رفضته إسرائيل وحلفائها من العرب. (ثلاثية ويندي شيرمان وروبرت مالي وجايك سوليفان محور الجزء الثاني من هذا البحث).
لكن ما يجب التوقف عنده هو حديث أفريل هاينز مع مجموعة القانون الدولي الأميركية في نقاش مرحلة ما بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني في العراق. فقد حاورها القانونيون الدوليون من باب خبرتها وريادتها مع أوباما في قوننة الطائرات المسيرة في مثل هذه العمليات ولكن باستهداف تنظيم القاعدة وأشباهه، وهذا الحديث متوفر على هذا الرابط الآتي:https://www.asil.org/resources/podcast/ep16
ومن بين أبرز النقاط التي تستوقف المستمع إلى حديث أفريل هاينز عن اغتيال سليماني هو الآتي:
- نظرياً قد يكون هذا الإغتيال قانونياً إذا توفرت موافقة الأمم المتحدة او البلد حيث نفذت العملية وفي هذه الحالة (العراق) أو وجود خطر واضح على الولايات المتحدة الاميركية وهذا ما يفتح باب الشرعنة لكن إدارة ترامب لم تعط دلائل واضحة على ذلك الخطر.
- بصرف النظر عن دور سليماني وخطره ومناهضته لأميركا ومصالحها؛ الرجل قائد وشخصية سياسية هامة لإيران وقد إعتبر قتله إعلان حرب وأدى إلى خسائر كبيرة للولايات المتحدة الاميركية.
- حتى وإن لم يكلفنا رد إيران خسائر عسكرية وخسائر في الأرواح، لقد أدى إلى تقوية إيران وحلفائها في العراق، وأضعف أصدقاء الولايات المتحدة في العراق وباتت التظاهرات العراقية تطالب بخروج أميركا من العراق.
- مقتل سليماني أدى إلى الإضرار بمعركتنا ضد داعش وكلفنا كبلاد أكثر مما اعطانا.
(*) ملاحظة: هذا البحث يرصد مقالات منشورة ومذكورة المراجع وحصيلة الإستماع إلى مقابلات وجلسات إستماع وتغطيات متوفرة في شبكة يوتيوب، ثم ترجمتها. إن هذه المعلومات خالية من أي تخمين أو رأي أو تحليل شخصي ولا يوجد أي تفصيل في الصفحات أدناه إلا وتم إسناده بمصدر.
مراجع وروابط إضافية:
3-https://www.youtube.com/watch?v=RutDRAkTrKQ
4-https://www.jpost.com/international/janet-yellen-the-feds-steady-hand-504970
11-https://www.nytimes.com/2021/01/19/us/politics/lloyd-austin-confirmation-hearing.html
13-https://time.com/3769835/yemen-saudi-arabia-military/
17-https://www.jns.org/opinion/bidens-foreign-policy-boss-called-for-an-anti-israel-dnc-platform/