فتشتُ الأمكنة كلها
المصحات وسيارات الإسعاف
سألتُ الجرحى الأحياء
توسلت الموتى على الأرصفة
كدت أختنق
لم يدلني أحد عليّ
من أنا؟
أين أنا؟
إلى أين أنا؟
***
منزلي لم يعد موجوداً
إبتلعه العصف الأسود
مات بيتي
كيف أعود اليه
مفتاحه في روحي
لكن بابه في لامكان أبداً
أظنه مقيماً فقط في روحي
ربما إذا وجدت المفتاح أستدعيه
المفتاح في جيبي
لكن لا جيب عندي ولا ثوب
***
أضعت أحلامي كلها
لم يبقَ شيء منها
تشظت وتناثرت
تماماً كالنافذة التي أخذها الهواء الأسود
تماماً كالستائر التي فتتها ريحٌ وفحيحٌ
تماماً كصحون وآنية صارت طحيناً يابساً
تماماً كالكراسي التي تشبه الأرامل المزمنة
تماماً كثيابي.. أين ثيابي؟ أظن أني عار..
***
الأثاث المنزلي أشباح ملقاة بشكل فوضوي
على منصات في الشارع تحت
تماماً كاللوحات التي فقدت جدرانها وألوانها
تماماً كأخوة وأخوات، كانوا، كن معي،
ثم لا أحد معي ومني
ثم لا أني..
ساعدوني، دلوني عليّ.
***
في الطريق إلى المستشفى
إفتقدتُ جسدي
انتظرته طويلاً ولم يحضر
قلت: لن أجدني هنا
لعلي في لا مكان هنا
لعلي حضرت موتي
وسرت في جنازة جثتي
أو لعل ليل العصف كان أطول من أسبوع
أطول من عمر.
***
إنه الليل ولستُ فيه
يا جسدي الحلو
خذني إليك
عارياً خذني
جراحي زي بلون الغياب
خبئني في عتمتك
لا تتركني كالهواء بلا هدى.
أعرف أنني وحيد
وأنني فقيد
وأن لا أحد في إنتظاري
أنتظر قداس القتلى
إذاً
دعني أبكي قليلاً عليَّ.