حليم فيّاض21/03/2022في وهج انتفاضة ١٧ تشرين/ أكتوبر ومن وحي مشاهد الحشود الشعبية التي عبّرت بصدق وبراءة عن الوحدة الوطنية والتصميم على المحاسبة وخلع الطغمة الحاكمة وبناء الدولة المرتجاة، راودتني فكرة الطلب من المنتفضين أداء القسم الآتي: “اقسم بشرفي ومعتقدي ان التزم بانتخاب من يمثل الانتفاضة في الانتخابات النيابية المقبلة”.
ومن وحي هذه الفكرة، أطالب هذه الجماهير الغفيرة ان تجسد فكرة القسم بتحشيد أصواتها في صناديق الاقتراع، وهذه الأصوات بمجموعها الهائل كفيلة بإحداث التغيير شرط ان تتوحد فصائل التغييريين في لوائح واحدة عملاً بمقتضيات قانون الانتخاب النسبي.
قديماً قال الشاعر: “اذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لن تلقى الذي لا تعاتبه”. فلتكن المفاضلة بين طغمة حاكمة أفقرتنا ودمرت الدولة وبين وجوه جديدة وكفاءات على كل صعيد وتصميم على التصدي والخلاص
وفي خضم تقديم الترشيحات وتأليف اللوائح تبرز إشكالية الأسماء والمفاضلة بينها، وهنا لا بد من اعتماد معايير محددة مع وجود الكثير من الانانيات والخصوصيات. أما بالنسبة للناخب فعليه ان يتقبل الوجوه الجديدة مع العلم ان أياً منها، كائناً من كان، ما هو الا رمز للتغيير لا يتوجب تقييمه في ميزان الأفضل بالمطلق. ليس بالضرورة التطابق المطلق مع أي عبارة من هنا او موقف جانبي من هناك لمرشحي التغيير. لا مثاليات على أرض الواقع وقديماً قال الشاعر: “اذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لن تلقى الذي لا تعاتبه”. فلتكن المفاضلة بين طغمة حاكمة أفقرتنا ودمرت الدولة وبين وجوه جديدة وكفاءات على كل صعيد وتصميم على التصدي والخلاص. إن الذين يتصدون لمقارعة التنين ومنازلة الاخطبوط انما يتحلون بالشجاعة وروح الصراع، وهم جديرون بالتأييد والمساندة، فالمعركة ليست معركتهم الشخصية بل معركة الإنقاذ.
ختاماً، استذكر عامية انطلياس منذ حوالي المائتي سنة، التي كانت اتفاقاً شعبياً على قيام مشروع وطن ودولة، والتي كانت انطلاقة مباركة ما لبث ان تم اجهاضها من قبل الطغمة النافذة في ذاك الزمان. لا نريد لتلك التجربة ان تتكرر، وان يتم اجهاض انتفاضة ١٧ تشرين/ أكتوبر في هذا الزمان. إن الإجهاض المتكرر لا يترك مجالاً للولادة والحياة.
