الإدارة التحويلية.. نماذج ريادية شابّة

عندما يُقال "الإدارة مهارة"، فإنّ ذلك يُدلّل بالتأكيد، بحسب الدراسات والمراجع المعنيّة، إلى قدرة المدير على التخطيط، التنظيم، القيادة والسيطرة على الموارد، لتحقيق أهداف وغايات مبتكرة ومحدّدة.

تتضمّن الإدارة الفعالة إذًا، مجموعة من الكفاءات، بما في ذلك القدرة على صنع القرار، التواصل، حل المشكلات، حل النزاعات، التفويض والتحفيز.. أمّا الإدارة بحدّ ذاتها فيمكن تطويرها وتحسينها من خلال التعلّم والممارسة.

منطلقات أساسية دفعتني لأن أبدأ رحلة البحث الأولى التي خضتها عندما قرّرت التخصّص في مجال الإدارة. عندها، وجدتني أمام أسئلة كثيرة تراودني، وبدأت معها مسار التنقيب عن إجابات علّها تشكّل منارة لهدفي. تنقيب ليس بالصعب على الإطلاق، لكنّه وضعني أمام مجموعة واسعة من المهارات المطلوبة من أجل النجاح في هذا الدور الصعب. مهارات لا يمكن استبعادها لنتلمّس مسار الإدارة الرشيدة والمتميّزة.

وهنا اسمحوا لي أن أبوح بسر دفعني للخوض في هذا الموضوع الذي أصبح شغلي الشاغل، سر يعود فيه الفضل إلى مواكبتي لمدير شاب، من لبنان، أثناء القيام بأبحاثي الميدانية.

شخصية لا يعرف الطموح لديها حدًا، عنوانها الاجتهاد والعزم، والالتزام بقيادة فريقها نحو تحقيق التميّز في العمل. تتابع بدقّة متناهية، ولا تسألوني كيف تتمكّن من ذلك، سير العمل في تفاصيل العمليات التي تقوم بها فرق العمل التي تُشرف عليها وتديرها.

وجدت نفسي أمام كم من المرتكزات للمدراء الكفوئين القادرين على إلهام وتوجيه الأفراد أو الفرق نحو النجاح وبما يضمن استخدام الموارد بكفاءة وفعالية. قدرات لأشخاص عرفوا بأساليبهم المميّزة في القيادة التحويلية، فركّزوا على تمكين الموظفين وعلى ترسيخ ثقافة المساءلة، وعلى إيجاد واعتماد ثقافة الابتكار والتميّز والثقة والتعاون

أتحدّث هنا عن رجل الأعمال والإدارة المربّي رضا شمس الدين، الذي تتمحور خطواته حول فهم مهارات وقدرات كل عضو من أعضاء فريقه. فهو الحريص على مجالستهم منفردين لمناقشة أهدافهم وتطلّعاتهم والمجالات التي يحتاجون إلى تحسين فيها، كما لفت إنتباهي عمله معهم لحل المشكلات كلما ظهرت.

تعلّمت من رضا شمس الدين، المعروف بمهاراته القيادية، أنّ الدافع هو العنصر الحاسم في تحقيق النجاح، ولذلك اتخذ نهجًا نشطًا نحو خلق بيئة عمل مواتية، فقدّم أنظمة جلبت التوازن بين العمل والحياة.

أمّا خطط المحاضر في الاقتصاد الجزئي، رضا شمس الدين، فتتمحور حول إلهام وتحفيز فريقه لتقديم أفضل أداء، في ظل السعي إلى تبسيط سير العمل، والتأكّد من أن كل عضو في الفريق يعرف مسؤولياته، مثلما يدرك الجداول الزمنية المرتبطة بكل مشروع.

لم يكن شمس الدين قادرًا على تعزيز الإنتاجية فحسب، بل طالت قدراته أيضًا، تطوير الشعور بالملكية والإنجاز في الفريق. وسرعان ما تحدّثت نتائج أسلوب إدارته عن نفسها، فبدأ الفريق في تحقيق نتائج استثنائية، ونجح في تجاوز الأهداف، وفي كسب قلوب العملاء وعقولهم في هذه العملية.

من خلال نهجه في الإدارة التحويلية، قدّم شمس الدين مثالاً يحتذى به في الإدارة، وبالاستناد على قدرته في إلهام فريقه قطع شوطًا إضافيًا في تحقيق نتائج ناجحة. لقد حوّلت قيادته الفاعلة والفعّالة، وأسلوب إدارته فريقًا متوسط المستوى إلى فريق استثنائي.

أمّا النموذج الثاني الذي استوقفني بين النماذج الشابّة والرائدة التي عملت على دراسة مشاريعها وكيفية وآلية منهج الإدارة لديها، فيعود إلى هدى اللواتي، وهي أول امرأة عُمانية ترأس شركة بيع بالتجزئة في منطقة الخليج، وشغلت العديد من المناصب في مجالس الإدارات واللجان في جميع أنحاء المنطقة، كما أنّها اختيرت واحدة من أقوى 100 شخصية من سيّدات الأعمال في الشرق الأوسط للعام 2023.

عُرفت اللواتي أيضًا بأسلوبها القيادي، والتزامها بتعزيز بيئة عمل إيجابية وداعمة لموظفيها، كما عُرفت بجهودها في تعزيز تمكين المرأة وتنميتها في مكان العمل. ووفقًا لمصادر متعدّدة نفّذت اللواتي العديد من الاستراتيجيات المبتكرة لزيادة الإيرادات وجذب عملاء جدد في الشركات التي عملت فيها.

حقّقت اللواتي، وهي الخبيرة في الإدارة والاقتصاد، تحت قيادتها العديد من الإنجازات ليس أقلّها توسيع عمليات الشركات التي شغلت مناصب فيها، كما عملت على تقديم منتجات وخدمات جديدة، بما في ذلك منصة التسوّق عبر الإنترنت، لتلبية الاحتياجات المتطوّرة للعملاء وجعل التسّوق أكثر ملاءمة.

ركّزت اللواتي اهتمامها على تحسين خدمة العملاء ورضاهم، ولم تهمل تشجيع الموظفين على تبادل الأفكار والاستحواذ على عملهم، دون أن تتغافل عن تمكينهم وتدريبهم. أمرٌ أدّى إلى زيادة الإنتاجية والإبداع، مع قوّة عاملة أكثر تحفيزًا والتزامًا.

في المحصّلة، وجدت نفسي أمام كم من المرتكزات للمدراء الكفوئين القادرين على إلهام وتوجيه الأفراد أو الفرق نحو النجاح وبما يضمن استخدام الموارد بكفاءة وفعالية. قدرات لأشخاص عرفوا بأساليبهم المميّزة في القيادة التحويلية، فركّزوا على تمكين الموظفين وعلى ترسيخ ثقافة المساءلة، وعلى إيجاد واعتماد ثقافة الابتكار والتميّز والثقة والتعاون.

ما أرغب بمشاركتكم إياه، هو هذا الأسلوب القيادي التحويلي، الملتزم بتنمية وتطوير قدرات العاملين معهم، إضافة إلى العمل على خلق بيئة تعزّز النمو والتعلّم المرتكز على تحفيز الموظفين للعمل نحو هدف مشترك، والمعروف بإعطائه قيمة عالية للابتكار وتركيزه على إرضاء العملاء من خلال تعزيز قيم الاحترام والصدق والاتّساق والشفافية.

إقرأ على موقع 180  حماس ستعود إلى دمشق.. مهما طال السفر!

Print Friendly, PDF & Email
بلال عبدالله

طالب دكتوراه في الإدارة، لبنان

Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Premium WordPress Themes Download
online free course
إقرأ على موقع 180  فاسيلي كولوتوشا: كم تساوي حياة سفير محسوبة بمادة "TNT"؟