لماذا تراجع تمثيل المرأة في العالم عام 2024؟

نشر موقع «بى بى سى» مقالًا حول أسباب انخفاض تمثيل المرأة في المواقع السياسية ليصل إلى أدنى مستواه فى 2024، والعوامل التى تسهم فى زيادة تمثيلها، والفوائد التى تعود على الدول الوطنية من جرّاء إشراك المرأة فى الحكم.

شهد عام 2024 أبطأ معدل نمو فى تمثيل المرأة منذ 20 عامًا؛ ففى انتخابات سبعة وعشرين برلمانًا جديدًا، فى الولايات المتحدة، والبرتغال، وباكستان، والهند، وإندونيسيا، وجنوب إفريقيا، أصبح تمثيل المرأة أقل مما كان عليه قبل الانتخابات. وللمرة الأولى فى تاريخ البرلمان الأوروبى، تم انتخاب عدد أقل من النساء فى عضويته.
صحيح، حقّقت المرأة مكاسب فى المملكة المتحدة ومنغوليا والأردن وجمهورية الدومينيكان، كما انتخبت المكسيك وناميبيا أول رئيستين لهما. ومع ذلك، فإن نمو تمثيل المرأة العام الماضي كان ضئيلًا (0.03%) بعد أن تضاعف على مستوى العالم بين عامى 1995 و2020.

***

تقول ماريانا دوارتى موتزينبرج، متخصصة فى إحصاءات النوع الاجتماعى، إن بعض البلدان لا تزال تحقق مكاسب بسبب الاعتماد على حصص النوع الاجتماعى (الكوتا)، إذ قفزت منغوليا من 10% إلى 25% فى تمثيل المرأة فى عام 2024، بعد إدخال حصة إلزامية بنسبة 30% لترشيح المرأة. لكن فى المتوسط، انتخبت البلدان التى لا تطبق حصصًا 21% من المرأة، مقارنة بـ29% مع حصص.
على سبيل المثال، ساعدت الحصص (الكوتا)، والإرادة السياسية، المكسيك على تحقيق التكافؤ بين الجنسين فى عام 2018، بعد أن قرر الرئيس السابق، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، أن يكون نصف أعضاء البرلمان من المرأة.

أظهرت الدراسات فوائد إشراك المرأة فى مفاوضات السلام، ما يشير إلى أن العمليات التى تستند إلى مساهمات جوهرية من المرأة من المرجح أن تحقق نتائج مستدام

من جانبها، تقول جولى بالينجتون، من هيئة الأمم المتحدة لشئون المرأة، إن الإرادة السياسية يمكن أن تكون عامل تغيير عندما يتعلق الأمر بالمناصب الوزارية. فالوزارات لديها القدرة على التأثير على المجتمع، ومع ذلك لا يزال يوجد بها أدنى تمثيل للمرأة، حيث يقتصر تعيين المرأة عادة فى وزارات معينة مثل الإشراف على حقوق الإنسان والمساواة والشئون الاجتماعية، بدلًا من المالية أو الدفاع.

***

انخفاض تمثيل المرأة فى عام 2024، له أسباب عديدة:
السبب الأول؛ أظهرت الأبحاث وجود فجوة بين طموحات الجنسين، تقول أستاذة السياسة روزى كامبل، فى “جامعة الملك” بلندن: “عندنا تستيقظ المرأة لا تفكر كيف تكون جيدة فى القيادة العامة بل تحتاج إلى من يدفعها إلى التفكير فى ذلك”. وحتى عندما يقررن الترشح لمنصب ما، ففى الغالب يكون وضعهن المالى غير مناسب. إذ وجدت مجموعة من الأبحاث أنه من الصعب على المرأة الحصول على تمويل لحملة سياسية أو الحصول على الحرية لأخذ إجازة من العمل. وفى معظم المجتمعات، لا تزال المرأة تتحمل مسئوليات منزلية أكثر من الرجل، ما يؤثر سلبًا على كيفية النظر للمرأة.
السبب الثانى؛ الطريقة التى تم بها تصميم الأنظمة الانتخابية، فالبلدان التى تستخدم نظام التمثيل النسبى (PR) أو النظم الانتخابية المختلطة (mixed systems) تنتخب نسبة أعلى من المرأة مقارنة بأنظمة (من يحصد أكثرية الأصوات يفوز/ first past the post systems).

لكن العاملين السابق ذكرهما ليسا جديدين.. فما الذى تغير إذن؟
أولًا: تشير دراسات أجريت فى العديد من البلدان المختلفة إلى زيادة فى الهجمات على المرأة فى الحياة العامة، سواء على الإنترنت أو فى الواقع. فى المكسيك، مثلا، كان العنف القائم على النوع الاجتماعى مرتفعًا بشكل خاص فى 2024، إذ تم استهداف السياسيات من خلال محاولة تدمير سمعتهن بطريقة أو بأخرى. وكل هذا له تأثير عكسى ويمنع الشابات الأصغر سنًا من الرغبة فى الترشح.
ثانيًا: رد الفعل العنيف تجاه التمكين الاقتصادى للمرأة والنسوية.

***

لماذا علينا الاهتمام بتمثيل المرأة؟

أولاً؛ الأمر يتعلق بالحقوق والعدالة، فكل فرد بصرف النظر عن جنسه، له الحق فى الحصول على نفس الفرصة، وبلوغ نفس المناصب.
ثانيًا؛ البرلمانات المتساوية عددًا من ناحية الجنس من شأنها أن تعمل على تحسين الاقتصادات الوطنية، فالمجموعات المختلطة جنسيًا تتخذ قرارات أفضل، وتؤدى إلى أرباح أعلى.
ثالثًا؛ أظهرت الدراسات فوائد إشراك المرأة فى مفاوضات السلام، ما يشير إلى أن العمليات التى تستند إلى مساهمات جوهرية من المرأة من المرجح أن تحقق نتائج مستدامة.

***

فى النهاية، الأمر لا يتعلق بضعف تمثيل المرأة بل بتمثيل الرجل بشكل مبالغ فيه.

(*) بالتزامن مع “الشروق“؛ النص بالإنكليزية في موقع “بي بي سي

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  صدام ورامسفيلد.. ويل للمهزوم
Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download Premium WordPress Themes Free
Download Premium WordPress Themes Free
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  التنوّع الثقافي.. والهويّات المتمايزة والمختلفة