ورد في مجلة “العرفان” (1) اللبنانية في عددها الصادر في 30 نيسان/أبريل 1909 أن اسم سوريا مشتق من مدينة صور الواقعة في جنوبي لبنان. ويقول المطران يوسف الدبس (1833-1907) في كتابه المعروف “تاريخ سوريا الديني والدنيوي” إن أول من استعمل اسم سوريا، هو المؤرخ الإغريقي، هيرودتس، وتبعه الجغرافي والمؤرخ استرابون، وقد زار هيرودتس مدينة صور، ولما كان الإغريق على علاقة تجارية وثيقة مع المدينة، ويزورونها بإستمرار، راحوا يطلقون على أهالي المدينة اسم الصوريين، ومن الصوريين اشتقوا كلمة السوريين، لأن اللغة اليونانية لا تحتوي على حرف “ص”، فإستبدلوه بحرف “س” (2).
وبحسب المطران الدبس، فإن كلمة صور مشتقة من كلمة “صر” الفينيقية، ومعناها: الصخر أو السور أو القلعة.
وإذا كان الدبس لا يُسقط من قائمة الإحتمالات ما يقوله مؤرخون آخرون من أن اسم سوريا يعود بجذوره إلى آشور، وتم استبدال “الشين” بـ”السين”، للتخفيف، فإنه لا يُرجّح هذا الإحتمال، وهذا ما ذهب إليه الشيخ أحمد عارف الزين (1884ـ 1960) صاحب مجلة “العرفان” في كتابه “تاريخ صيدا”، حيث يفرد في مقدمة الكتاب مساحة للتعريف بسوريا، فيشير إلى احتمال العلاقة غير المرجحة بين آسور وآشور، ويورد احتمالات أخرى، إلا أنه يقول: “الظاهر أن الكتبة اليونانيين خلطوا بين إسم سوريا و آشور” (3)، واستشهد في الوقت نفسه بما يقوله رولنسون، من أن إسم سوريا مشتق من صور، ولصور معنى واحد بالفينيقية والعبرية والعربية، أي الصخرة، لأن مدينة صور التاريخية كانت مبنية على الصخر.
والمرجح أن اسم سوريا كان قليل الإستعمال وشحيح التداول بين عرب المنطقة، فالشام كصفة تعريفية مطلقة طغت على التداول اليومي والكتابي والتأليفي بين السكان المحليين، خصوصاً بعد استعراب بلاد الشام أو سوريا القديمة، واستمر هذا الأمر سائداً وشائعاً إلى فترة متأخرة.
السلام عليك يا سوريا
ومن أوائل الذين استخدموا إسم سوريا في القرون الحديثة، البطريرك اسطفان الدويهي (1630 ـ 1704) في كتابه “تاريخ الأزمنة” إذ يقول: “لما بلغ هرقل ملك الروم، أن دمشق قد أخذت، قطع الأمل من كل بلاد الشام وقال: السلام عليك يا سوريا، وسار إلى القسطنطينية”. (4)، ليرد بعد ذلك إسم سوريا مرة واحدة في الصفحة 26، في كتاب يتجاوز عدد صفحاته ستمائة صفحة، بينما استخدم أكثر من ثلاثمائة مرة الشام وبلاد الشام والبلاد الشامية.
والملاحظ هنا ان استخدام اسم سوريا كما جاء في كتاب الدويهي، أول ما ورد على لسان هرقل +، في حين ان الدويهي ما انفك في كتابه يستعمل الشام أو بلاد الشام.
إلا أن المفارقة في كتاب الدويهي تكمن حين يسرد واقعة عسكرية جرت بين مدينتي صيدا وبيروت فيقول:
“فيما كان نزول الفرنج على الدامور بين صيدا وبيروت، وهناك قُتل فخرالدين عبد الحميد إبن جمال الدين، حجي التنوخي من أمراء الغرب، وأسروا أخاه شمس الدين عبد الله، فإشتراه ناصر الدين حسين إبن خضر بثلاثة آلاف دينار صورية” (5) ـ ويقصد سورية ـ مثلما يشرح محقق الكتاب الآباتي بطرس فهد، الأمر الذي يعود أدراجه إلى اشتقاق سوريا من صور، كما ورد آنفا في كتاب المطران الدبس، ونظير ذلك، يمكن قراءته في”تاريخ الزمان” لإبن العبري (1226 ـ 1286) حين يروي نزاعات وخصومات أمراء حلب ودمشق، فيقول حين فرّ: “الأفضل إلى حلب عند أخيه الظاهر وزحفا الى منبج واحتلاها وانقلبا الى حماه، دفع لهما ناصرالدين بن تقي الدين ثلاثين ألف دينار صوري” (6).
ولا يبتعد العلامة محمد كرد علي (1876ـ 1953) في موسوعته “خطط الشام” عن التفسيرات الجذورية السابقة لإسم سوريا، ففي الجزء الأول من الموسوعة يشير، حيناً، إلى أن “سورية إسم غلب إطلاقه على القطر الشامي خلال عهد الإسكندر”، مع تخفيفه من إسم أشوري لغلبة الأشوريين عليه، وفي حين آخر يقول: “وقيل إن سبب تسميته بسورية نسبة لصور ثغر الشام القديم، ومخرج الصاد والسين واحد” (7).
أيها القرشيون اسمعوني
ويرى بطريرك انطاكية مار ميخاييل السرياني الكبير (1126ـ 1199) في تاريخه، أن آشور هم السريان (8). ويرد اسم سوريا بسعة وكثرة في المصادر السريانية ومنها “تاريخ الزمان” لإبن العبري المذكور سابقاً، (راعي ابرشية حلب) فيقول على سبيل المثال: “وفي سنة 772 م ارتحل ابو جعفر المنصور من بابل إلى ما بين النهرين وسوريا واشتد على الأهالي بضرائب باهظة وحشد كل الفضة والذهب في خزائنه، فتضايق الناس وجعلوا ينبشون القبور علهم يعثرون على حلي مصوغة مدفونة مع الموتى” (9).
وما يمكن ملاحظته أن ابن العبري لا يجمع دائماً بين سوريا وآشور، ويصعب استخلاص مقصده ومبتغاه وعما إذا كان ذلك سهو قلم أم غاية لنفسها، إلا أنه يقول: “وانتشر في تلك الغضون وباء وجوع في سوريا وآشور لا لنقص الحنطة بل لخلو أيدي الناس من الدراهم” (10)، ويُكرّر إبن العبري اسم سوريا في “كتاب الزمان” 82 مرة من دون أن يأتي على ذكر بلاد الشام.
ويقول ديونسيوس التلمحري السرياني (818ـ 845)++ في “تاريخ الأزمان”: “في عام 692، أجرى عبد الملك (بن مروان) تعديلاً في سوريا، فقد أصدر قانوناً صارما ينص على أن يلحق كل فرد ببلدته أو قريته أو مسقط رأسه ويسجل إسمه وإسم أبيه، وكذلك كرومه وزيتونه وثروته وعدد أولاده وكل ما يملك، كان هذا بداية الجزية المفروضة على رؤوس الأفراد” (11)، وكذلك قوله إن الخليفة الأموي يزيد بن عبد الملك، أصدر مرسوماً قاسياً يأمر بموجبه بقتل الكلاب البيضاء والحمام الأبيض والديوك البيضاء والقضاء على كل الرجال الشقر، كما أمر أيضاً ألا تؤخذ شهادة سوري ضد عربي، وحدّد فدية العربي بإثني عشر ألف دينار والسوري بستة آلاف (12).
ولا يخرج مرجع سرياني آخر عن هذا السياق، فتاريخ بطريرك انطاكية ميخائيل السرياني الكبير يحفل بوجود سوريا في أجزائه الثلاثة، ومما جاء في الجزء الثاني: “في سنة 992 يونانية (غير الميلادية) توفي معاوية في دمشق، بعد أن ساس سوريا 21 سنة، وخلفه ابنه يزيد وأمضى في الحكم ثلاث سنوات وستة أشهر، وحدث شغب بين المسلمين، وفي غمرة هذه القلاقل، ظهر شخص يدعى مروان بن الحكم، جاء من يثرب الى دمشق، وجمع الزعماء وقال: أيها القرشيون اسمعوني، أنا أكبر سناً من الجميع وقد جئت لأوفق بين أبناء يثرب وأبناء سوريا” (13) وهذا الحضور الكثيف لسوريا يمكن أن نجده في تاريخ يوحنا الأسيوي (14) المتوفي في سنة 585 ميلادية.
لكن في الفترة نفسها تقريباً التي تُعيننا المصادر السريانية على قراءة مفاصل التاريخ يأتي ابن القلانسي (1077 ـ 1160 م) ليتحدث عن الشام وليس سوريا، ويسرد:
“في ذي القعدة 630 هجرية، وصل القرامطة الى دمشق ونصبوا على أسوارها السلالم وتعلقوا بها وفتحوها قصداً، وأوقعوا بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، وشنّعوا بأهلها وقتلوا واليها جعفر بن فلاح، وسبب ذلك أنهم لما رأوا جعفرا استولى على الشام، أهمهم أمره وأزعجهم وقلقوا، لأنهم كانوا قرروا مع ابن طغج أن يحمل إليهم في كل عام ثلاثمائة ألف دينار، فلما ملكها جعفر، علموا أن المال يفوتهم، فعزموا على المسير إلى الشام” (15).
أرض آرام وأرض كنعان
وبين الإتجاه العام للمصادر والمراجع العربية بإستخدام الشام، وبين المراجع والمصادر السريانية واليونانية بإستخدام سوريا، يقف ابن عساكر (1106ـ 1176) في منتصف الطريق، وهو على الرغم من استخدامه الشام إلا أنه يقول: “وقال بعض الرواة إن إسم الشام الأول كان سوريا” (16)، وهذا ما يذهب إليه أو ما يقاربه ياقوت الحموي (1177ـ 1229) في “معجم البلدان”، فيقول: “كان إسم الشام الأول سوريا” (17)، غير أن ما ذهب إليه إبن عساكر وياقوت الحموي، يثير جدلاً علمياً وتاريخياً، حول أن تكون بلاد الشام هي الإسم الثاني لسوريا، فقبل سوريا، وبصرف النظر عن جذرها الصوري أو الآشوري، أطلقت المدونات المقدسة القديمة، على المنطقة المذكورة إسم، أرض آرام، وأرض كنعان.
وليس بعيداً عن الإسم الثاني، ينقل ابن خلدون (1332ـ 1406) عن ابن العميد (1202 – 1273) قوله “في آيام آحاب أوحى الله إلى ايليا على اياس بن بغسا، ففعل ذلك وأن يبارك على أدوم في دمشق ففعل ذلك.. وعلى عهد آحاب جاء سنداب ملك سوريا فحاصر آحاب بن عمري والأسباط العشرة في السامرة (18)“.
وما يبعث على التأمل والتفحص في نص آخر لإبن خلدون، ما يقوله عن بابل وخلائط أهلها، فيجري قوله على هذا النحو: “وأما وجود السحر في أهل بابل وهم من النبط والسريانيين فكثير” (19)، ومن دون أن يشير إلى رباط وارتباط أو إلى صلة موصولة بين السريان وسوريا وبلاد الشام على الرغم من ورود السريان عشرات المرات في تاريخه.
وليس بعيداً عن المرحلة الزمنية لإبن خلدون، يكتب ابو الفضل الحلبي (1402ـ 1485م) في كتابه المعروف “تاريخ مملكة حلب” قائلاً: “من مدن الشام المستقلة مدينة طرابلس، وهي مدينة قديمة تعرف بطرابلس الشام وذلك أنها على شاطىء البحر الشامي” (20)، ويرد اسم سوريا في هذا الكتاب سبع مرات وإسم الشام 21 مرة، و في الكتاب المذكور، يحاجج أبو الفضل الحلبي، بعض أسلافه القائلين إن مدينة حمص كان اسمها القديم سوريا فيرد عليهم قائلاً: “إن اسم سوريا يطلق على الشام كله وعلى حلب وعلى غيرها” (21)، ومما جاء في كتاب ابو الفضل الحلبي نقلا عن آخرين:
“إن سوريا بلدة خربة، قريبة من حلب، وإليها يُنسب اللسان السرياني والقلم السرياني، وكذلك قولهم إن مدينة قنسرين لم يكن اسمها قنسرين، وإنما كان اسمها سوريا”، فيعيد أبو الفضل الحلبي تكرار ما سبق قوله حول شمولية سوريا (22)، وواقع التاريخ لا ينفي احتمال وجود سابق لبلدة أو مدينة إسمها سوريا، ومن دون أن يلحق مس أو انتقاص من سوريا التاريخية، فياقوت الحموي في “معجم البلدان”، يقول هو الآخر: “سوريا موضع في الشام بين خناصرة وسلمية” (23).
ولو اقتربنا قليلاً نحو القرن الخامس عشر الميلادي، وتم التقليب في كتاب “تاريخ بيروت” لصالح بن يحي (نحو العام 1445) لعثرنا على إسم الشام مرات عدة، ويغيب عن الكتاب ذكر سوريا (24) وعلى ما يبدو أن هذا النحو الشامي، شكّل المسار التاريخي للمؤلفين والمؤرخين والأعلام العرب أو المستعربين تاريخياً، ومن ضمنهم أبو الحسن المسعودي (895 ـ 957) وكتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر”، حيث الوفرة غير المحصورة باستخدام الشام وبلاد الشام والثغور الشامية والساحل الشامي، وكذلك أبو جعفر الطبري (839 – 923 م) في “تاريخ الرسل والملوك”.
المراجع والحواشي:
(1) مجلة “العرفان” ـ صيدا (لبنان) الجزء الرابع من المجلد الأول ـ 30 ـ 4 ـ 1909.
(2) الدبس، يوسف المطران ـ تاريخ سوريا الديني والدنيوي ـ الجزء الأول ـ مراجعة وتدقيق الدكتور مارون رعد ـ إشراف نظير عبود ـ دار نظير عبود ـ بيروت ـ طبعة العام 1994 ـ ص: 32.
(3) الزين، احمد عارف الشيخ ـ تاريخ صيدا ـ مطبعة العرفان (صيدا) ـ طبعة العام 1913ـ ص: 15.
(4) الدويهي ـ اسطفان البطريرك ـ تاريخ الأزمنة ـ ـ المخطوطة الفاتيكانية رقم 215 من القسم السرياني ـ تحقيق الآباتي بطرس فهد ـ الطبعة الثالثة ـ منشورات دار لحد خاطر ـ بيروت ـ ص:16ـ من دون ذكر لتاريخ النشر.
+ تحية الوداع المهزومة، من قبل هرقل لسوريا، ترد في العديد من كتابات المؤرخين والمؤلفين العرب الذين سبقوا البطريرك الدويهي، ومن ضمنهم ياقوت الحموي في “معجم البلدان “.
(5) ص: 282ـ المصدر نفسه.
(6) إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ نقله إلى العربية الأب إسحق أرملة ـ تقديم موريس فوييه ـ دار المشرق ـ بيروت ـ طبعة العام 1991ـ ص: 232.
(7) كرد، محمد علي ـ خطط الشام ـ الناشر: مؤسسة النوري ـ دمشق ـ طباعة: مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1982 ـ ص: 7.
(8) السرياني، ميخائيل الكبير ـ تاريخ مار ميخائيل الكبير السرياني ـ الجزء الأول ـ تعريب مار غريغوريوس صليبا شمعون ـ تقديم مارغريغوريوس يوحنا ابراهيم ـ دار ماردين للنشر ـ السليمانية (العراق) ـ طبعة العام 1996ـ ص: 20.
(9) إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ مصدر سابق ـ ص: 9.
(10) إبن العبري ـ تاريخ الزمان ـ مصدر سابق ـ ص: 10.
++ ثمة اختلاف في مولد ووفاة التلمحري السرياني، وفي هذا البحث تم اعتماد تاريخ مولده ونشأته استنادا إلى مقالة لحاتم الطحاوي في صحيفة “الحياة” ـ 3ـ 11ـ 2018.
(11) التلمحري ديونسيوس البطريرك ـ تاريخ الأزمان ـ ترجمة شادية توفيق حافظ ـ مراجعة السباعي محمد السباعي ـ المركز القومي للترجمة ـ إشراف جابر عصفور ـ القاهرة ـ الطبعة الأولى 2008 ـ ص: 29.
(12) ديونسيوس التلمحري ـ ص: 40ـ المصدر نفسه.
(13) مار ميخائيل الكبير السرياني ـ مصدر سابق ـ ص: 365
(14) الأسيوي يوحنا ـ تاريخ الكنيسة ـ الكتاب الثالث ـ ترجمة صلاح عبد العزيز محجوب ـ مراجعة محمد خليفة حسن ـ المجلس الأعلى للثقافة ـ القاهرة ـ طبعة العام 2000.
(15) إبن القلانسي ـ تاريخ دمشق ـ الجزء الأول ـ تحقيق سهيل زكار ـ دار التكوين ـ دمشق ـ طبعة العام 2007ـ ص: 36.
(16) إبن عساكر ـ تاريخ مدينة دمشق ـ الجزء الأول ـ تحقيق محب الدين العمري ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت ـ طبعة العام 1995 ـ ص: 10.
(17) الحموي ياقوت ـ معجم البلدان ـ الجزء الثالث ـ دار صادر ــ بيروت ـ طبعة العام 1977 ـ ص: 311.
(18) إبن خلدون ـ تاريخ إبن خلدون: ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ـ الجزء الثاني ـ تحقيق سهيل زكار ـ دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت ـ طبعة العام 2000 ـ ص: 130.
(19) إبن خلدون ـ الجزء الأول ـ ص: 658ـ المصدر نفسه.
(20) أبو الفضل الشحنة الحلبي، محب الدين ـ الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب ـ تحقيق يوسف بن اليان سركيس الدمشقي ـ المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت ـ طبعة العام 1909 ـ ص: 263.
(21) أبو الفضل الحلبي ـ تاريخ مملكة حلب ـ ص: 270 ـ المصدر نفسه.
(22) المصدر نفسه ـ ص: 21ـ 22ـ 23.
(23) ياقوت الحموي ـ معجم البلدان ـ ص: 279ـ مصدر سابق.
(24) بن يحي، صالح ـ تاريخ بيروت وأخبار الأمراء البحتريين من بني الغرب ـ تحقيق الأب لويس شيخو ـ المطبعة الكاثوليكية ـ بيروت ـ الطبعة الثانية 1927.