كتب المحلل العسكري في “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع تقريراً يتناول فيه مناقشات قيادة المنطقة العسكرية الشمالية حول تجهيز الجيش “لخوض حرب يقوم خلالها حزب الله بشن هجوم عسكري على المستوطنات الشمالية”، وتضمن التقرير الآتي:
“صحيح أن حزب الله مشغول في الوقت الحالي بالأحداث الداخلية التي يشهدها لبنان، وليس لديه أية مصلحة بالدخول في مواجهة عسكرية الآن، لكن في قيادة الجيش الإسرائيلي يدركون أن هناك احتمالاً بأن يتم توجيه النار إلى إسرائيل كي يؤدي ذلك إلى خفض حدة اللهب في بيروت. وبناء على ذلك، وبسبب خطورة التهديد الذي يشكله الحزب، يستمرون في قيادة المنطقة العسكرية الشمالية في الاستعداد لمواجهة احتمال اندلاع مواجهة كهذه.
وجرى التدريب العسكري الذي انتهى، الثلاثاء الماضي، في منطقة فرقة الجليل، وركز على خطط الدفاع في مواجهة سيناريو تسلل قوات برية لحزب الله من كتائب الرضوان التي عادت بعد 6 سنوات قتال في سوريا مع تجربة عملانية كبيرة. ومع أن هذه التجربة تعتبر هائلة لمقاتلي حزب الله إلّا إن تحولهم إلى جيش نظامي يوجد فرصاً أفضل للمساس بهم.
يتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ سنة 2011 عن مسألة “احتلال الجليل”. وهو لا يقصد التسلل عدة كيلومترات داخل الأراضي الإسرائيلية وإنما السيطرة على مستوطنات محاذية للخط الحدودي. وجرى التشديد في التدريب الذي أشرف عليه قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أمير برعام على منع تسلل قوات حزب الله وإخلاء سكان المستوطنات.
يعتقد برعام أنه يجب تنفيذ “عقيدة الضاحية” بغية التأكيد لحزب الله أن عملياته الهجومية لن تحقق هدفها. كما أن برعام هو من القادة المؤمنين بالمفهوم الهجومي وليس الدفاعي فقط من خلال منظومة “القبة الحديدية”، وسبق أن أكد في الماضي أن كل “قبة حديدية” بحاجة إلى مطرقة، أي إلى عملية هجومية قوية مكملة
ويؤمن اللواء برعام أن توجيه ضربة قاسية وغير متناسبة إلى القرى الشيعية التي تعد معاقل لحزب الله بمحاذاة منطقة السياج الحدودي سيؤدي إلى تغيير مجرى القتال. فهذه القرى الآهلة تحولت إلى مناطق قتال، ويعتقد برعام أنه يجب تنفيذ “عقيدة الضاحية” فيها بغية التأكيد لحزب الله أن عملياته الهجومية لن تحقق هدفها. كما أن برعام هو من القادة المؤمنين بالمفهوم الهجومي وليس الدفاعي فقط من خلال منظومة “القبة الحديدية”، وسبق أن أكد في الماضي أن كل “قبة حديدية” بحاجة إلى مطرقة، أي إلى عملية هجومية قوية مكملة.
الفجوات بين الجانبين ما زالت واسعة، لكن في الحرب المقبلة سيكون هناك صعوبة كبيرة في كل ما يتعلق بمواجهة آلاف الصواريخ والقذائف التي ستسقط في منطقة الحدود، وتحت غطائها ستقوم القوات البرية لحزب الله بالتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية. ومن أجل ذلك يجب تسريع إقامة العائق البري في الشمال، وإقامة محاور طرق بديلة، والمبادرة إلى عمليات هجومية، وأساساً ملء المخازن بالذخيرة والمضادات الدفاعية. ولا شك في أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية ـ الأمنية مدرك لهذه السيناريوهات، لكن بسبب الأزمة السياسية المستمرة منذ نحو سنة لا يوجد إنصات كبير لها. بناء على ذلك، بادر اللواء برعام إلى القيام باختبار جديد لفحص جهوزية قوات الجيش لخوض مواجهة في الجبهة مع لبنان.
وسيستمر هذا الاختبار، الذي سيخرج إلى حيز التنفيذ في بداية سنة 2020، نحو سنة ونصف السنة، وستخضع له كل الألوية النظامية في الجيش وكذلك قسم من ألوية تشكيلات الاحتياط. وخلال الاختبار الذي سيجري لكل لواء على حدة في قاعدة التدريبات إلياكيم أو في مناطق إطلاق النار في هضبة الجولان سيتم أيضاً التدرب على القتال الليلي في مناطق شائكة ومعقدة. كما سيجري دمج بنى تحتية تدريبية جديدة وأساليب تدريب متطورة يمكنها أن تواجه التحديات الماثلة أمام الجيش في الجبهة الشمالية”.
التقرير كما ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية: www.palestinestudies.org/ar/daily/mukhtarat-view