ماهر الصقال01/02/2020
غادرت بريطانيا بعد منتصف ليل الجمعة السبت الماضي الاتحاد الأوروبي الذي دخلته عام 1973 بمقاطعاتها الاربع: انكلترا، ويلز، سكوتلاندا، أيرلندا الشمالية.
كان الاقتصاد البريطاني يومها في حالة مزرية من ناحية ومن ناحية أخرى كان الاقتصاد الأميركي ينزف ويفقد تغطيته الذهبية، مما يفسر الارتماء البريطاني في الحضن الأوروبي سعيا وراء أسواق القارة العجوز وبرامج الدعم.
بعد 47 عاما تغيرت الصورة: الاقتصاد الأميركي والسوق الأميركية في أحسن حالاتها من ناحية والأسواق الأوروبية في أزمة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى انتهت الحرب الباردة عام 1991 وبعد عشرين سنة خرجت إمبراطورية روسيا “القيصرية” من تحت الرماد بقدرات عسكرية متجاوزة ما وصل اليه الاتحاد السوفياتي، وفي أقصى الشرق عملاق اقتصادي يهدر بقدرات تجتاح أوروبا مجتمعة وأفريقيا وحتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها. إنها الإمبراطورية الصينية.
عاد الحديث عن اوراسية كوحدة حضارية منافسة للحضارة الغربية.
الاتحاد الأوروبي بدوله ال 27 سيكون في فلك هذه الشموس الصاعدة.. اقتصاديا.. الآن، واذا استمر الخط البياني في تطوره الحالي، سيليه البعد العسكري.
تدرك الإمبراطورية الأميركية هذا التحدي وهي في سباق مع الزمن لمواجهته. انظر الخط الزلزالي الممتد من مناطق الايغور في الصين، إلى الحدود الباكستانية الهندية، إلى ميانمار، إلى أفغانستان، إلى إيران، إلى العراق، إلى سوريا، الى لبنان.
ولكن إذا سقطت أوروبا عزلت الإمبراطورية الأميركية وراء الأطلسي وفقدت عالميتها. يجب أن تكون الأقدام الأميركية في شرق الأطلسي… فمن اقدر واوفى من القلعة البريطانية.
العولمة سقطت كشعار المرحلة مع شمس شرقية.
ثمة حرب إمبراطوريات جديدة قادمة: ما أشبه اليوم بالأمس، ولكن إذا كانت ضحايا الحرب العالمية الأولى حرب الامبراطوريات الست، بحدود 16 مليون وفاة و20 مليون إصابة، فكم سيبلغ عدد ضحايا الحرب القادمة.