بعد ساعات قليلة يُغلق العالم ولبنان صفحة العام 2025؛ عامٌ استحال فيه «وطن النجوم» حقلَ صيدٍ مستباحًا لآلة القتل الإسرائيلية، وكرمًا على درب المشاريع المتعددة التي مزّقت الوطن الصغير، ولم يعد يكترث «لِمَن أنا، ومَنْ أنا»، والجميع بين حيرة ودهشة، ينتظر ساعة موته المؤجَّل؛ فمن لم يمت برصاصة، سيقتله عجز أولي الأمر وأصحاب الكلمة والأوصاف الرنّانة. لم يعد في لبنان متّسع لوطن، وعدنا إلى منطق القبيلة ـ الدولة. هكذا يصبح الحال عندما تفقد الأوطان قدرتها على الردع؛ تُصبح عُرضة للاستباحة، ويجد أهلها أنفسهم وحدهم في وجه العواصف، ويصبح «ملوك الطوائف» أسياد النزال والتنازل.