الضجر والوحدة.. أفضل المصاعب

أعيش في مدينة نانسي الفرنسية. أحضر اطروحة دكتوراه في العلوم البيوكيمائية. التزم الحجر المنزلي، فاعمل من المنزل بالرغم من ان معظم دراستي تحتاج الى عمل مخبري.

مع كل صباح من هذه الصباحات الإستثنائية في زمن كورونا، أقرأ بعض المقالات العلمية المرتبطة بدراستي، واتناقش مع استاذتي عن بعد. في بعض الأحيان، استثمر الوقت في تقوية لغتي الفرنسية. اطبخ، أشاهد بعض الفيديوهات، أتواصل مع الأصدقاء عبر منصات التواصل الاجتماعي (خبرية من هون، ونكتة من هونيك)، واتابع أخبار بلدي لبنان خصوصا عبر قراءة آراء الأشخاص على حساب تويتر.

لي عادة يومية. فعند الساعة السابعة والنصف مساء، ادقق بارقام المصابين الجدد في فرنسا وفي بلدان أخرى. تصيبني كآبة شديدة. لا أعرف ما السبب الرئيس لهذه الكآبة، ربما الجو العام المشحون بعبارات المرض والخوف والعزلة. في آخر الليل، أحمد الله، لانني، فقط، أعاني من الضجر والشوق الى حياة طبيعية مقارنة مع آخرين مصابين بالفيروس وبالمرض، أو مع آخرين فقدوا أحبة واصدقاء لهم، فاردد في نفسي ان الضجر والوحدة قد يكونان من أفضل المصاعب في هذه الفترة.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  "ما في حدا بيدق عبابي"
Download Premium WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  ورشة دوائية عالمية لعلاج كورونا.. ولا علاج