علاء حلبي, Author at 180Post - Page 4 of 6

2018-04-18T133922Z_1733673302_RC1E8074CB00_RTRMADP_3_TURKEY-POLITICS-scaled-1.jpg

في أول رد فعل من جانبها على مقتل العشرات من جنودها في قصف جوي في إدلب، أعلنت تركيا فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين للعبور إلى أوروبا، الأمر الذي قد يعطي صورة كاملة للفكر السياسي التركي في ظل حكم "حزب العدالة والتنمية" المرتبط بجماعة "الإخوان المسلمين"، والقائم على الابتزاز واستغلال كل ما يمكن استغلاله من أحداث، حتى وإن كان هذا الحدث دماء تركية سالت، ومازالت تسيل، لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية، تدعم بمجملها المشروع "العثماني" الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

RTS32DKW-1280x720.jpg

تصعيد عسكري متواصل تشهده محافظة إدلب، مع استمرار تركيا في استقدام تعزيزات عسكرية وتوزيعها ضمن نقاط عسكرية خارج خريطة الاتفاق الروسي – التركي في سوتشي العام 2018، في وقت يتابع فيه الجيش السوري عملياته بدعم روسي لتضييق الخناق على الفصائل المسلحة المنتشرة في المحافظة، والتمهيد لفتح طريق حلب – اللاذقية، والذي كان من المفترض أن تقوم تركيا بفتحه وتأمينه قبل نحو عامين بموجب الاتفاقية، وسط تصادم سياسي وعسكري وجدت تركيا نفسها فيه "الحلقة الأضعف"، الأمر الذي أجبرها على تناسي الخطابات السياسية مرتفعة النبرة، وتهديداتها السابقة للجيش السوري بشن عملية عسكرية في حال لم ينسحب من المناطق التي سيطر عليها إلى حدود اتفاقية سوتشي قبل نهاية شهر شباط/فبراير الحالي، والذي أوشك على الانتهاء.

200218-Syrian-Crisis-GettyImages-1200762895-1280x720.jpg

في وقتٍ تحاول تركيا الدفع عسكرياً لتحصيل مكاسب سياسية في سوريا، فإنها تجد نفسها متورطة بشكل تدريجي في حقل من الألغام السياسية والعسكرية، الأمر الذي يحولها من قوة فاعلة في المنطقة إلى هدف مباشر لصراع إقليمي ودولي أصبحت فيه "الحلقة الأضعف"، فيما بات ثمن الخروج من هذا "المأزق" مضاعفاً.

aleppo-1280x764.jpg

أكثر من ثلاث سنوات انتظرتها حلب ليكتمل تأمينها، فبالرغم من إخراج المسلحين من المدينة في نهاية العام 2016، إلا أن الفصائل المسلحة على اختلاف "راياتها" بقيت متمركزة في محيطها، الأمر الذي جعل خاصرتها "رخوة"، وأبقى آمال إعادة إحيائها ضئيلة، بانتظار أن يكتمل الطوق الأمني. الآن، تمكن الجيش السوري من السيطرة على طوق حلب الشمالي والغربي والجنوبي، ضمن حزام أمان يمهد الأرض لإعادة إحياء "عاصمة سوريا الاقتصادية"... فماذا بعد؟

5e3c12a23802d.image_.jpg

منذ بداية الحرب في سوريا، شكل الشمال السوري عموماً، وحلب على وجه الخصوص، هدفاً تركياً واضحاً، ونقطة ارتكاز للمشروع التركي في الداخل السوري، سواء لأهداف أمنية أو سياسية تركية تتعلق بالأكراد من جهة واعتقاد أنقرة بـ"أحقية العثمانيين في حلب"، أو لأهداف اقتصادية أخرى، لما تمثله حلب من ثقل اقتصادي وتجاري في المنطقة، الأمر الذي بدا جلياً خلال الشهرين الماضيين، مع انطلاق عمليات الجيش السوري في ريفي إدلب وحلب لفتح الطرق الدولية نحو عاصمة سوريا الاقتصادية، وارتفاع النبرة التركية، والتدخل العسكري المباشر لعرقلة هذه العمليات، أو على الأقل محاولة ضمان حصة من "كعكة" الطريق والبقاء على حدود المدينة، والاستفادة القصوى من الصراعات الدولية بما يحقق مصالح تركيا، التي برعت في استغلال الحرب السورية على جميع الأصعدة.

حصاد-القمح-1-1280x850.jpg

على هامش العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش السوري لاستعادة طريقي حلب – حماة، وحلب – اللاذقية، استعادت القوات السورية مساحات واسعة في ريف حلب الجنوبي الغربي، من بينها منطقة "إيكاردا" التي استمدت اسمها من "المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة" الذي يملك في المنطقة واحداً من أهم مراكزه في العالم، والمتخصص في تطوير بذور عدد من المزروعات الاستراتيجية أبرزها القمح.

syrian-arab-army-soldier-turkey-aleppo-war-1280x853.jpg

في الوقت الذي يتابع فيه الجيش السوري عملياته العسكرية في ريفي إدلب وحلب لاستعادة طريقي حلب – حماة وحلب-اللاذقية (M4 – M5) بعدما عرقلت تركيا فتحهما على مدار عامين كاملين، تبرز إلى السطح أزمة روسية – تركية متشعبة على امتداد المنطقة، الأمر الذي وضع إدلب في سراديب التشعبات الدولية، وحولها إلى جزء من صورة كبيرة من تضارب المصالح الروسية والتركية والأميركية.

000_1mr8wn-1280x853.jpg

تختلف الأرقام الصادرة عن مراكز الدراسات المختصة حول نسبة البطالة في سوريا، إلا أن معظمها يتقاطع حول فكرة ارتفاعها الكبير خلال السنوات الماضية بسبب الحرب التي ضربت مختلف القطاعات، إضافة إلى حركات النزوح الداخلية، أو اللجوء إلى دول الجوار، والتغيرات الديموغرافية التي تبعتها، الأمر الذي خلق بمجمله صورة قاتمة لمستقبل جيل كامل ينتظر فرصة للعمل.

RTX6FZ2R_0.jpg

بشكل متسارع، يتابع الجيش السوري تقدمه على محاور القتال المتعددة للسيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي، وسط انهيار متتالي للفصائل المسلحة، رغم محاولاتها المستميتة لتعطيله، عن طريق فتح محاور قتال جانبية، أو شن هجمات "انتحارية" باءت جميعها بالفشل.

5e296b3985f5406545207a66.jpg

على أكثر من خمس جبهات في ريفي حلب وإدلب، وفي وقت متزامن، أطلق الجيش السوري عملياته الأخيرة في الشمال السوري، ضمن معركة استعادة السيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي، تحت غطاء ناري وجوي كثيف بمؤازرة روسيّة.