النصر، كما هو شائع لدى كثير من نخب النظام الذي يشكّل الوعي في المجال العربي، ليس تغلباً على قوى العدو وكسر إرادته؛ بل هو تصور عن العدو وعنا يكون فيه العدو فاشلاً في تحقيق "مخططاته"، حتى لو بقي متفوقاً علينا.
النصر، كما هو شائع لدى كثير من نخب النظام الذي يشكّل الوعي في المجال العربي، ليس تغلباً على قوى العدو وكسر إرادته؛ بل هو تصور عن العدو وعنا يكون فيه العدو فاشلاً في تحقيق "مخططاته"، حتى لو بقي متفوقاً علينا.
تستند الطائفة إلى الدين أو المذهب في تشكلها لكن يغلب عليها الطابع السياسي. لا يهم الطائفيين ممارسة الطقوس الدينية بقدر ما يهمهم حقوق الطائفة، بالأحرى حصة الطائفة في مغانهم السلطة، سواء كانت هذه مادية أو معنوية. تغلب على الجماعة الدينية ممارسة الشأن الديني على السياسي. الأولوية عندها للدين قبل السياسة، واستقامة ممارسة الدين على حنكة السياسة والسياسيين، لكن يمكن للجماعة الدينية أن تُشكّل ثقافة مغايرة.
يحدث فقدان السيادة في كل بلد ليست حكومته هي الوحيدة التي تُسيطر على الأرض وتشارك شعبها في السلطة. كل حكومة تستعين بقوى خارجية عسكرية أو ميليشياوية لتأكيد السلطة داخلياً، هي لا تملك السيادة، بينما البلد خالٍ من الاستقلال، وهذا الأخير مفقود. وإذا كان الاستقلال مطلباً كي يُقرّر الشعب أموره ويصنع مستقبله بنفسه، دون أن يُصنع له، فإن على الناس القتال من جديد من أجل الاستقلال. حروب تحرير وطنية جديدة؟
اللافت للإنتباه في السنين الأخيرة أن دور الدولة يتراجع نظرياً وممارسة. تبدو الظاهرة للعيان في المشرق العربي أكثر من غيره. ما يحدث هو نتيجة للسياسات المتبعة وأهمها الاستبداد.
هي فلسطين كما تعوّد عليها العرب عبر التاريخ. تُريدها الصهيونية أن تكون إسرائيل؛ يصنعونها كذلك. وقد نجحوا في أن تكون لهم السيادة على كامل أرضها، مهما كانت تسمية البعض لها، سواء كانت إسرائيل أو السلطة الفلسطينية وما إنشق عنها.
النظام الطائفي مقيت. الأكثر مقتاً هو أن يعتبر أحد أبناء طائفةٍ ما أن ما يُصيب طائفته من خير يصيبه هو، وأن تسلّط طائفته يعني بالضرورة أنه أكبر شأناً، وأن المستفيدين من الطائفية ليسوا إلا قلة من الوجهاء الذين يصادرون الطائفة حكماً بفعل وجاهتهم، ويُغفل أن الطائفة المسيطرة فيها من الفقراء ما لا يقل عددهم عن غيرها.
ليس في الأمر أصوليات دينية تتصارع وتتحاور في مجال متحيّز، بل هي النازية الجديدة في الغرب. لا على أطراف المجتمع العالمي بل في مراكزه الأساسية، خاصة الجامعات ومراكز التفكير.
بعد ثورة 2011، التي كانت ثورة عربية شاملة، شدّدت الأنظمة العربية القبضة على شعوبها، واحتاجت لمن يحميها من غضبها، فكان التطبيع حركة شملت عدة أقطار عربية، إضافة الى الدولتين اللتين كانتا وقعتا اتفاقات صلح. اعتبرت الدول العربية، وهماً أو غير ذلك، أن إيران خطراً عليها. فهي، أي هذه الدول، تتعرض لتهديد من الداخل والخارج ولم تعد حماية الامبراطورية الأميركية متوفرة سوى عبر إسرائيل. وقد عبّر الأميركيون عن ذلك بما سمي "صفقة القرن"، وهي صفقة حماية الأنظمة العربية ولو عبر قضية لها في الوجدان العربي ما ليس لغيرها.
إبادة متلفزة. يباد شعب والصور تظهر على الشاشات. تُستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا للقتل والتجويع والتهجير، ويصفق الغرب. وهو الأكثر تقدماً في العالم. مبتهجاً بنجاح آلة الحرب التي قضى عقوداً يدعمها ويُموّلها ضد شعب يُقتلع من أرضه أو يُقتل فيها.
اتخذ المسار الفلسطيني منحى جديداً في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. فإسرائيل تريد إنهاء القضية الفلسطينية، بالإتفاق مع الإمبريالية الأميركية، وبشراكة كاملة مع المنظومة الحاكمة العربية. شهر من الإبادة الجماعية لغزة، مع مسعى لإخلاء القطاع، ويبدو أن أمراً مشابهاً بدأ يتحرك في الضفة الغربية. وكل ذلك وسط صمت مريب من الأنظمة العربية، وبعض الصراخ من الدول الإسلامية!