قلنا سابقاً إن النظام العالمي يتشكّل من دول ذات هيراركية (تراتبية) على رأسها الولايات المتحدة. تحكم الولايات المتحدة هذا النظام بالقوة العسكرية التي تنتشر جيوشها وقواعدها البرية، البحرية، والجوية، وقواتها الخاصة، ومرتزقتها، حول الأرض.
قلنا سابقاً إن النظام العالمي يتشكّل من دول ذات هيراركية (تراتبية) على رأسها الولايات المتحدة. تحكم الولايات المتحدة هذا النظام بالقوة العسكرية التي تنتشر جيوشها وقواعدها البرية، البحرية، والجوية، وقواتها الخاصة، ومرتزقتها، حول الأرض.
تنتظم العلاقات الدولية في نظام عالمي مركزه الولايات المتحدة الأميركية. مركزٌ تحكُم الرأسمالية النيوليبرالية من خلاله كل البشرية. نظام الجباية فيه يعتمد على الدولار الذي تحميه القوة العسكرية الأميركية.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الإمبريالية والحرية والإستبداد والدين والمعرفة، كما تشي عناوين هذه المقالة.
الثورة التي تتكرر أحداثها بتصعيد شعبي، يوماً بعد يوم، منذ أشهر دليل أن الحكم الديني بعد ما يقارب الأربعين عاماً قد فشل. معارضة الناس للنظام الديني تؤدي الى مواجهة دموية هي حتى الآن من طرف واحد.
إيران دولة امبريالية تعتمد على الدعوة والأيديولوجيا أكثر من القسر والعسكر. هي دولة عظيمى، ولا تستحق لقب عظمى. عظيمى أكثر مما هي عظمى. لكن سيطرتها الخارجية تواجه متاعب. حتى سيطرتها على دول في المنطقة العربية أصبحت مهزوزة. يضاف إليها اهتزاز سيطرتها على شعبها. إعتبر هؤلاء الحكام أن عدة الشغل النووية كافية لإدخال دولتهم الى نادي النخبة النووية. تبين أن ذلك لم يعد كافياً.
تُمارس قطاعات واسعة من اليسار السياسة كفلول مهزومة غير قادرة على إعادة التجميع والانطلاق في واقع تُمسك بخناقه الامبريالية وجيوشها الأيديولوجية، التنويعات المختلفة على خط اليمين الليبرالي والأصولي، فيما يلعب اليسار لعبة السنيد ـ الدور الثانوي ـ لهذا الخطاب الأيديولوجي أو ذاك.
لا يبدو السؤال جديداً، لكن في تقديري لا إجابة شافية تم تقديمها: هل هناك تناقض – في البلدان الطرفية – بين الديمقراطية ودولة التنمية المسؤولة اجتماعياً إن جاز الوصف؟
تمر مجتمعاتنا بمرحلة خلاعة ثقافية لا سابق لها. هذه المرحلة ليست مقترنة بنهوض سياسي، ولا حتى أخلاقي، ولا اجتماعي؛ هي انحلال المجتمع الذي يتجلى في انحلال قيمه لا بمعنى زوال المعايير بل تضاربها، وتناقضها، وتشوّش الرؤية فيها، وانعدام البصيرة، واختفاء الدافع الذاتي، أو ما يسمى الضمير، واعتماد نظريات في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والدين تتناقض داخل كل منها، لا تناقض الحيوية الديالكتيكية بل الاختلاف مع التجاور لأشلاء من كل نظرية في أي مجال ذكرناه.
التكافؤ مع العدو الامبريالي يتحقق بالنهوض الاجتماعي، أي الثقافي والسياسي. وذلك يُمنع بالتحنيط الفكري، والمحافظة على ايديولوجيا سلفية، واتخاذ أساليب في السياسة تمنع الجمهور من المشاركة في المجال العام وتدعم الديكتاتورية والطغيان، بما في ذلك الأنظمة الدينية.
والله إن أدر ما بيني وبينهم/ إذ يركبون جَنانا مسرفاً ورباً (الجَنان هنا مع فتح الجيم، ومعناه ما خفي، والواو في وربا ليست حرف عطف، فالتعبير وربا يعني الفساد).