
كثير من أيام حياتى لها مغزى أو قيمة أو معنى ولكن لأيام معينة طعم خاص ومحتوى جعلها تقاوم النسيان أو الإهمال لتبقى حاضرة فى الذاكرة، ذاكرتى أو ذاكرة من عاشها معى أو فى ذاكراتينا معا.
كثير من أيام حياتى لها مغزى أو قيمة أو معنى ولكن لأيام معينة طعم خاص ومحتوى جعلها تقاوم النسيان أو الإهمال لتبقى حاضرة فى الذاكرة، ذاكرتى أو ذاكرة من عاشها معى أو فى ذاكراتينا معا.
صديقى ومعلمى/ أذكر أنك سألتنى ذات يوم قبل عشرين عاما عن سر السعادة المفاجئة التى شملتنى فتبدل شكلى وتغير مظهرى. قلت لى يومها عن طريق المديح أننى أبدو أطول مما كنت عليه قبل أسبوع. فرحت بانتباهك وسعدت بإطرائك.
عزيزى؛ عدت إلى بيتى بعد رحلة رائعة قضينا أغلب أيامها فوق النيل وعلى ضفافه. أنا واثقة من أنك تستطيع تقدير ما أحس به الآن وأنا فى بيتى بعد هذه الرحلة. تعرف بيتى ولعلك تذكر تفاصيله من الداخل وتفاصيل الخارج الذى تراه من وراء نوافذه المطلة على القنال الإنجليزية.
فتح لنا بواب العمارة أبواب المصعد فدخلت السيدة رشيقة القوام وبعدها الرجل ممتلئ الجسم قليلا وبعدهما حلّ دوري فدخلت. مرت ثوانٍ اكتشفنا خلالها أن هدفنا مشترك بيننا وهو الطابق الذي يسكن في إحدى شققه مضيفنا والممثل المخضرم للدبلوماسية العربية وحاليا الأستاذ في الجامعة الأمريكية الدكتور إبراهيم عوض.
تعارفنا على الطائرة التونسية فى رحلة لها من مطار قرطاج فى العاصمة التونسية إلى مطار ليوناردو دا فينشى فى روما العاصمة الإيطالية. أثبتت خلال الرحلة، وبعدها، امتلاكها لقدرات لا تتوافر مجتمعة لفتاة فى هذا العمر الغض.
اتصلت، قبل سنتين أو أكثر، بالصديق علي الدين هلال أعرض عليه فكرة تأليف كتاب جديد عن العالم العربي بعد مضي حوالي أربعين عاما على نشر الطبعة الأولى من كتابنا المشترك الذي حمل عنوان النظام الإقليمي العربي. تحمس صديقي للفكرة واتفقنا أن نفكر كلانا في الأمر ونعود للتشاور. فكرنا ولا أذكر أننا عدنا للتشاور!
ليس من عاداتى الحصول على جوائز، بل ولا أذكر أننى كنت يوما بين الأوائل فى مسابقة رياضية أو امتحان فى فصل أو مدرسة أو فى شهادة عامة.
كتب عنه الكاتب الكبير صلاح الدين حافظ فقال إنه "متمرد صامت، أو هو الصامت المتمرد، الذي يحاول دائمًا أن يسيطر على فورانه الداخلي بمسحة صلبة من هدوء الأعصاب وقوة العزم ورصانة التفكير، قبل النطق المنفعل".
عشت صغيرا بين كبار فى السن. ارتاحوا لى وارتحت لهم. تكونت فى ذهنى عنهم صورة لم تزل حية. أذكر الهدوء يحيط بهم. يهمسون فبالكاد تسمعهم. يطلبون الحاجة فى خجل وتردد خشية إزعاج من يعيش فى دوائرهم.
شباط/فبراير 2010، معلمى وصديقى الأعز، تسمح لى أفضفض ورأسى على كتفك. أريدك تسمعنى ولا ترى دموعى، وحتى إن سقطت دمعة على خدى فأصابعى مشرعة لالتقاطها قبل أن تراها. أما إن أفلتت منى وعرفت بسقوطها فرجائى أن تأخذها من عند خدى إلى شعرى. هناك افعل بها ما يحلو لك أن تفعل. علها، وأقصد هذه الدمعة، تروى مكانا امتد إليه جفاف فنبتت فى غفلة من الزمن ومنى شعرة بيضاء.