أن تعيش المأساة يومياً، فهذا دليل على أنك حي. لم تعد مجرد مستمع أو متفرّج أو مداوم على مشاهد الموت.
أن تعيش المأساة يومياً، فهذا دليل على أنك حي. لم تعد مجرد مستمع أو متفرّج أو مداوم على مشاهد الموت.
لا تجتمع الرأسمالية والديمقراطية وكل التنازلات التي قدمتها الرأسمالية في القرن العشرين وما قبله تسعى لاستردادها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. إذ ما عاد هناك خوف من نضالات الطبقة العاملة والفئات الاجتماعية الفقيرة التي تسير في ركابها.
من الطبيعي عند سقوط بضع بنوك أميركية، وربما بداية أزمة مالية-اقتصادية، أن يعود الحديث خاصة لدى اليسار عن أزمة النظام الرأسمالي، وكأن المعني بذلك هو الطبقة الرأسمالية العليا، وكأن النظام الرأسمالي أو النظام العالمي هو نظام هذه الطبقة العليا. الأرجح أنها أزمة الوجود البشري، أزمة تعاطي البشر في ما بينهم أو بالأحرى أزمة العلاقات الإنسانية، وهي ما يفترض أن تشكل جوهر السياسة.
تقول لنا الملحمة الهنديّة الـ"بهاغافاد غِيتا" (Bhagavad Gita)، وهي جزء من مجموعة الكتب المقدّسة للديانة الهندوسيّة، إنّ المحارب "أرْجُنا" وجد نفسه يتخبّط في صراع فكري ووجودي نتج عن حيرته بين واجبه حيال الإله "كريشنا" وواجباته تجاه نفسه وأقاربه ومعلّميه.
مأساة الرأسمالية بالنسبة للإنسانية هي أنها في اللحظة التي تبلغ أقصى توسعها وتسيطر على الكرة الأرضية وسكانها، تصبح خطراً عليهما، وعلى نفسها بالطبع. الخطر متعدد الأوجه. وهو ينبع من عوامل داخلية أو تناقضات داخلية في الرأسمالية ذاتها.
كيف نعيشُ مَعاً؟ ثبُت أن لا جواب، حتى الآن. الإنسانية، بكل فلسفاتها وأديانها وعقائدها وأنظمتها، لم تجترح جواباً عن هذا السؤال؟