
في الجزء السابق (الثّالث)؛ ركّزنا في ما ركّزنا عليه، واعتماداً على ملاحظاتنا المنهجيّة السّابقة، على فرضيّة (أو مجموعة فرضيّات جزئيّة) مُعيّنة في تلك الأدبيّات.. واضعين هذا النّقاش تحت مُسمّى "فرضيّة المؤامرة العبّاسيّة".
في الجزء السابق (الثّالث)؛ ركّزنا في ما ركّزنا عليه، واعتماداً على ملاحظاتنا المنهجيّة السّابقة، على فرضيّة (أو مجموعة فرضيّات جزئيّة) مُعيّنة في تلك الأدبيّات.. واضعين هذا النّقاش تحت مُسمّى "فرضيّة المؤامرة العبّاسيّة".
ليس ذا نبوءة مادّيّة-تاريخيّة ماركسيّة أو ما شابه ذلك أبداً، ولا هو منظّرٌ إلحاديّ، ولا حتّى علمانيّ متطرّف، ولا من تلامذة البروفسور خزعل الماجديّ ونظراء هؤلاء العلماء المعاصرين (على سبيل المثال لا الحصر بالطّبع). بل هو سالكٌ "صوفيٌّ" (Mystique) كما يُقدّم نفسه، مغربيُّ الأصل، وعربيُّ الثّقافة بشكل أساسيّ، واسلاميّ البُعد الحضاريّ إلى حدّ ما.
أدت الفتوحات العربية في القرنين السابع والثامن الميلاديين إلى نشوء ثقافة عربية في المجال العربي الإسلامي الممتد من شواطئ المحيط الأطلسي إلى حدود الصين. انتشر الإسلام بعدها في مناطق أخرى من الهند وآسيا الشرقية، بما فيها أندونيسيا الأكثر تعدادا سكانياً من أي بلد آخر سواء كان عربياً أو إسلامياً. يُشكّل العرب الآن في جميع أقطارهم، المسلمون منهم، حوالي ثلث مسلمي العالم. وهم أصحاب جغرافيا تُشكّل 10% من مساحة العالم، و5% من سكانه.
برغم مرارة الأحداث المستعرة في فلسطين فإنه صار لزاماً على بعضنا أن يسترق نفسه ساعة من الأحداث التي تُدمي القلوب ليُفكر في اليوم التالي لإنتهاء تلك المجازر مستطلعاً مساراته وتحدياته انطلاقاً من اليقين التام من إنتهائها لمصلحة الشعب الفلسطيني والأمة العربية كلها.
تحدثنا عن صناعة الثقافة. التعبير ليس جديداً. استخدمه رواد مدرسة فرانكفورت. تعتمد كل صناعة على إنتاج سلع وعلى مستهلكين. في هذه الحالة، أي صناعة الثقافة، يكون المستهلكون هم السلع.
قال المتنبي في مدح سيف الدولة: فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ/ فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ
الموسيقى، حسب شكسبير، "غذاء الروح" و"غذاء الحب" أيضاً، لأنها تؤنسن الروح والحب ومن دونها ستكون الحياة خطأ فادحاً، ومنذ القدم، قال أرسطو: الموسيقى أداة تطوير للنفوس وراحة للقلوب.
يقول وليام ماكنيل، صاحب "صعود الغرب"، نقلا عن مارشال هودجسون، صاحب "مغامرة الإسلام"، وكل منهما كان الأفضل في موضوعه عالمياً، إنه لو أشرف الواحد على الأرض من قبة السماء في القرن الخامس عشر، لاستنتج أن الإسلام سوف يسيطر على العالم. لكن ذلك لم يحدث.
ما هو دور المثقفين العرب في تشكيل الثقافة التي ينتمون إليها، بالأحرى ما هو دورهم في إعادة تشكلها بما يجيب على ما يُطرح من أسئلة العصر؛ أو في طرح أسئلة وحلول جديدة غير ما تعودنا تكراره؟ ربما إعتبروا أنفسهم أوصياء على العلم السائد (الحديث)، كما يعتبر علماء الدين أنفسهم ورثة الأنبياء بسيطرتهم على المعرفة الدينية.
غريب حقاً الكلام عن عدم وجود خلاف ايديولوجي مع اسرائيل، فكأن حالة الحرب التي إمتدت عدة عقود، منذ قيام دولة اسرائيل كانت غير ذي معنى. كأنه كان علينا أن نكون على وفاق تام مع اسرائيل.