في زمن الحرائق والغرائق التي تعم العالم، تُهدّدنا الرأسمالية بالبربرية، أي العودة إلى ما قبل الحضارة في حال استحال استمرارها. ما إصرارها على استمرار ارتفاع الإتبعاثات الحرارية إلا تأكيداً لوجهة نظرها.
في زمن الحرائق والغرائق التي تعم العالم، تُهدّدنا الرأسمالية بالبربرية، أي العودة إلى ما قبل الحضارة في حال استحال استمرارها. ما إصرارها على استمرار ارتفاع الإتبعاثات الحرارية إلا تأكيداً لوجهة نظرها.
ناقشنا في الجزء الأوّل محوريّة ما سمّيناه بـ"الشّعور الفردي" وتأثيرَهُ على الحضارة الغربيّة وعلى تفوّق هذه الأخيرة ضمن العالم الرّاهن. كما تحدّثنا عن الدّور الذي يلعبه هذا المفهوم العام في لعبة تحكّم النّخب الغربيّة بمختلف أنواع جماعاتها، كما في لعبة تحكّمها – أقلّه: ثقافيّاً وفكريّاً ونفسيّاً - بغالب جماعات العالم المعاصر.
تحكم العرب منظومة من دول الاستبداد. جاء في قرار وزراء خارجيتهم حول استعادة سوريا مقعدها في الجامعة العربية أن في الأمر حفاظا على عروبة سوريا، وكأن العروبة ملكهم أو ملك أي نظام داخل الجامعة العربية أو خارجها.
في البداية، أكتب الخاتمة: السلطة تكره الفكر وتطارده. السلطة تخشى المثقف وتنفيه. نجحت القوى الظلامية والعسكرية في وأد الحرية، وفازت في تحويل ناسها الى نعاج، وتفوَّقت في إنجاب متفوقين في انتاج انسان مطيع، يأكل ويشرب وينام. إنسان بأفق ثقافي هو الآتي: المستقبل غداً يصنعه العبيد. الأحرار والحرية مجرد طوباوية ومثالية. القطيع يُدرك أن الحرية مرتعها وخيم.
في المجتمعات التي تتفوق فيها السُلطة على القيم بكل مسمياتها، تخضع العناصر الأقل هيمنة وقوة إجتماعية، ومنها عنصر النساء، إلى السلطة، فتكون مُلحقة أو تابعة.
مئة عام أفَلت، وكان حظ العرب من الديموقراطية، بمقدار حرمانهم من الحرية. قرنٌ ترسّخت فيه العرقية والطائفية والمذهبية والديكتاتورية وساد فيه الفساد، من المحيط الى الخليج. جلجلة القمع حوّلت الكيانات الى قلاع من الصمت، والى منابر سخيفة ومحمية، تُبشّر بفضائل السلطة. لماذا كانت حصتنا من الديموقراطية بخسة، ولماذا تطورنا الى الوراء حتى بلغنا حافة الانعدام؟
تبدأ السردية التاريخية لكل جماعة من اللحظة التي تعتبرها نقطة الأصل أو البداية. يحب الأفراد أو الجماعات أن يكون لكل منهم أصل. وكلما كان أكثر قدماً كان أكثر استحساناً.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الإمبريالية والحرية والإستبداد والدين والمعرفة، كما تشي عناوين هذه المقالة.
مشهدٌ سورياليٌ. صعبٌ أن تصدّقه. إنه في غاية الإبداع الجهنمي. المكان: في إفريقيا. الزمان: لا وقت له. يمتد إلى عقود. الحدث: الفصل التام بين الأثرياء والفقراء.
لم تنتهِ الحرب الباردة بل سقط الاتحاد السوفياتي في عام 1990. نظام العالم (الرأسمالي) يستدعي استمرار حرب باردة بين القوى العظمى، تتخللها حروب ساخنة موضعية، تتطوّر أحياناً من نزاعات مسلحة في منطقة أو أخرى من العالم، وأحيانا تصير حرباً عالمية موضعية تشارك فيها قوى العالم في موضع جغرافي محدود، وتصير أحياناً حرباً عالمية في معظم مناطق العالم.