يقيم الناس، عامة ومثقفين وباحثين، في الزمن، والزمن ماضِ يُتذكر وحاضر يُعاش ومستقبل يُرنى اليه، والحاضر هو المعطى الموجود، فالماضي تحفظه الذاكرة والمستقبل يرسمه الذهن، وكل من الذاكرة والذهن يهجس بالحاضر، لا بل يقوما على وقعه.
يقيم الناس، عامة ومثقفين وباحثين، في الزمن، والزمن ماضِ يُتذكر وحاضر يُعاش ومستقبل يُرنى اليه، والحاضر هو المعطى الموجود، فالماضي تحفظه الذاكرة والمستقبل يرسمه الذهن، وكل من الذاكرة والذهن يهجس بالحاضر، لا بل يقوما على وقعه.
عندما يسأل أحدهم: ماذا لو كان رفيق الحريري حياً، بعد انفجار 4 أب/أغسطس 2020، ماذا كان يفعل؟
تنقسم الطبقة السياسية أحياناً الى موالاة (للحكومة) ومعارضة (للحكومة). هم طبقة واحدة لا تشير انقساماتهم الى تعارض أو تناقض في المصالح بل الى خلل في اقتسام الحصص. الخلل يؤدي الى الدعوة ضد الحكومة لكن ليس لإسقاطها؛ ناهيك بإسقاط النظام ورأسه. حصصهم المعطاة من الحكومة الحاكمة أقل من المطلوب، لكنها حصص نادراً ما تكون خارج حدود اللياقة. هما طرفان لحزب واحد هو حزب السلطة، بالأحرى الطبقة الحاكمة.
لم تنجح ثورة 17 تشرين الأول/أكتوبر في إسقاط النظام في لبنان (سوى مناورة سعد الحريري الذي استقال هو وحكومته). عاد النظام علينا بحكومة سموها غير سياسية. حكومة إختصاصيين، تقنيين، حياديين. فكان ذلك كذبة كبرى. هي حكومة موظفين. الذين ألّفوها لم يقرأوا التاريخ، لا القديم منه ولا الحديث. ربما لم يسمعوا عن الثورة. لا يعرفون شيئاً عن أسباب الثورة ومؤدياتها. واضح أنهم لا يدركون عبء المرحلة.
يطرح الحراك اللبناني الحالي أسئلة كثيرة، خاصة وأن لبنان لطالما كان تاريخيا مجرد ساحة أو وظيفة أو دور.