إسرائيل تقرأ إنفجار بيروت: حدث يقلب الواقع
EDITORS NOTE: Graphic content / A picture shows a destroyed silo at the scene of an explosion at the port in the Lebanese capital Beirut on August 4, 2020. - Two huge explosion rocked the Lebanese capital Beirut, wounding dozens of people, shaking buildings and sending huge plumes of smoke billowing into the sky. Lebanese media carried images of people trapped under rubble, some bloodied, after the massive explosions, the cause of which was not immediately known. (Photo by STR / AFP) (Photo by STR/AFP via Getty Images)

Avatar18005/08/2020
كيف قارب الإعلام الإسرائيلي، الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، يوم الثلثاء الماضي، سواء من زاوية التركيز على علاقة أو عدم علاقة حزب الله أو إسرائيل به، أو من زاوية تأثيره على معادلة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، فضلا عن التداعيات الداخلية في لبنان؟

كتب المحلل العسكري في موقع “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، أن لا علاقة لإسرائيل بانفجار بيروت، “برغم مصلحتها باستهداف مخازن أسلحة ومنشآت لتحسين دقة الصواريخ لدى حزب الله في لبنان، لكن في مرفأ بيروت، الذي تتواجد فيه جهات أجنبية كثيرة حسب المعلومات التي بحوزتي، لا توجد منشآت كهذه، وحتى لو كانت هناك منشآت كهذه، فإن تدميرها لن ينفذ بواسطة حرائق”.

ورجح بن يشاي عدم حدوث تغيير جوهري في الوضع في لبنان، واعتبر أن ما سيحدث بعد الانفجار في بيروت “هو موجات هجرة من لبنان إلى دول أجنبية وإلى داخل لبنان. وسينتقل سكان بيروت بأعداد كبيرة إلى مناطق قروية”. وتابع بن يشاي أن “الكارثة قد تحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بعد أن تعهد صندوق النقد الدولي ودول أجنبية، على رأسها فرنسا، بمساعدات امتنعوا عنها حتى الآن بسبب العقوبات الأميركية. وربما يزيل الأميركيون معارضتهم لمساعدات كهذه بعد الكارثة. وإذا حدث هذا الأمر، وعلى الأرجح أنه سيحدث، فإنه سينقذ لبنان من حالة الإفلاس الاقتصادي ويسمح له بالحصول على بعض العملة الأجنبية لتمويل الاستيراد وأمور أخرى، إذا لم تسرق الحكومة الفاسدة والسياسيون اللبنانيون الفاسدون هذه المساعدات”.

وأضاف بن يشاي أن “حزب الله ما بعد الكارثة سيسعى لإثبات أنه “حامي لبنان” وسيستخدم كافة قدراته الطبية والتنظيمية، التي جمعها استعدادا لحرب مع إسرائيل، من أجل تقديم مساعدة فورية، طبية، لوجستية وحتى اقتصادية لمن تضرر. وفي وضع كهذا، على الأرجح أن حزب الله وزعيمه، حسن نصرالله، ذو الحواس المتيقظة، سيصل إلى الاستنتاج أن هذا ليس الوقت الملائم لتبادل ضربات مع إسرائيل بواسطة عملية انتقامية تم التخطيط لها بعد مقتل أحد عناصره في دمشق”.

المرفأ مصدردخل

وأمل محلل الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس”، تسفي بِرئيل، في أن “يدفع الانفجار في مرفأ بيروت المعارضين إلى مطالبة حزب الله “بإخراج مخازن الأسلحة والذخيرة خاصته من مناطق مأهولة”، واعتبر أنه “حتى لو كان الحديث عن حادث (ناتج عن حرارة أو غيرها)، فإن انفجارا بهذا الحجم في ميناء لبنان المركزي ينقل رسالة مزلزلة إلى إيران، التي أعلنت قبل شهر عن نيتها إرسال سفن مساعدات إلى لبنان، وبينها ناقلات نفط، وسفينة تحمل محطة توليد تزود بيروت بالكهرباء… لكن إذا وصلت هذه السفن فإنها لن تحمل نفطا وقمحا ودواء، وإنما سلاحا وذخيرة وقطع صواريخ أيضا”. وأضاف برئيل أنه عدا التبعات السياسية، فإن مرفأ بيروت، الذي تديره الدولة اللبنانية، “يعتبر أحد مصادر الدخل الهامة لخزينة الدولة. وتعطيل العمل في المرفأ، في فترة يحتاج فيها لبنان إلى أي دولار، سيسهم في حريق سياسي يهدد استقرار الدولة”.

تغيير سياسي؟

ورأى المحلل العسكري في موقع “واللا” الإلكتروني، أمير بوحبوط، بأن جهاز الأمن الإسرائيلي يتابع بشكل خاص التصريحات حول قافلة مساعدة من النظام السوري إلى لبنان “قد تستغل من أجل تهريب أسلحة (إلى حزب الله)”. وتابع أنه “بحسب التقديرات، إذا رأت دول مثل السعودية وتركيا في الواقع اللبناني فرصة لإخراج إيران وحزب الله، فإننا قد نرى قريبا تغييرا سياسيا في بيروت. إلا أن هذا احتمال ضئيل إثر الأزمات الداخلية المنشغلة بها تلك الدول”.

عدم الإستقرار

وأوضح المحلل العسكري الإسرائيلي نير دفوري، في تقرير نشرته القنتة 12 العبرية أنه “في هذه المرحلة، هناك سيناريوهان محتملان على المحك، ومن الصعب تقدير أيهما سيتحقق، الأول، أن هذه الكارثة الهائلة التي ألحقت خسائر فادحة بالدولة اللبنانية لن تسمح لحزب الله بتنفيذ تهديداته للانتقام من إسرائيل، وبالتالي المخاطرة بمواجهة عسكرية، والثاني، أن مثل هذا الحدث المأساوي الذي يقوض لبنان، البلد غير المستقر بالفعل، قد يزيد بشكل كبير من عدم الاستقرار”.

حدث يقلب الواقع

ووصف المحلل العسكري في صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوءاف ليمور، الانفجار بأنه “حدث يقلب الواقع” وأن “معرفة تبعاته الكاملة ما زالت بعيدة”، واعتبر أن “تجارب الماضي تدل على أن إسرائيل حذرة جدا في اختيار أهدافها، وحذرة أكثر في جهودها من أجل ضمان ألا يحدث ضررا مرافقا لهجماتها. ولا تنبع محاولة الامتناع عن إصابات من الرغبة بعدم قتل أبرياء، وإنما من الإدراك بأن حدثا كهذا قد يفتح دائرة دماء وانتقام، تصل إلى درجة الحرب. ورغم أن الأخطاء قد تحدث، لكن حدثا بهذا الحجم، مع آلاف المصابين وأضرار هائلة، موجود خارج سلة العمليات التي تنفذها إسرائيل، في العلن والسر”.

وأضاف ليمور أن التخوف في إسرائيل، في الدقائق الأولى بعد الانفجار في مرفأ بيروت، كان من احتمال أن يوجه حزب الله اصبع الاتهام إلى إسرائيل، “لكن حزب الله سارع إلى التوضيح، بواسطة وسائل إعلام في لبنان، أن لا علاقة لإسرائيل بالانفجار. ومن الجائز أن هذا التوضيح نابع من حقيقة أن لا علاقة لحزب الله أيضا بالحدث، أو أنه أراد إبعاد أي دليل ضده”.

وتوقع ليمور، أن يؤدي الإنفجار إلى خلط أوراق حزب الله، “لأنه يأتي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات شديدة صحية (كورونا) واقتصادية، وفي أعقاب هذا الحدث، الذي يبدو أنه الأخطر في تاريخ الدولة، ستكون لدى الجمهور اللبناني رغبة أقل بتوتر أمني زائد ناجم عن نزوة لحزب الله. وفيما هناك في الخلفية تحذير إسرائيلي واضح من أن أي استهداف لإسرائيليين سيقود إلى استهداف بنية تحتية لدولة لبنان، فإنه يتوقع أن تتصاعد الضغوط الداخلية على حزب الله من أجل الامتناع عن خطوات مغامرة وخطيرة”.

إقرأ على موقع 180  هآرتس: لتطالب إسرائيل بمظلة نووية أميركية بدل تضييع الوقت!

حذر وهدوء

وقال المحلل العسكري في القناة 12 العبرية، روني دنيال، إن الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت، “قد يهز حزب الله اللبناني، والنتائج قد تكون جيدة لإسرائيل، على الأقل بشكل مؤقت”.  وأضاف أن حزب الله “سيدرك من الناحية الداخلية أنه سيدخل في مرحلة هدوء مؤقتة، وبالنسبة لإسرائيل، يجب أن تبدأ بتسريح الجنود على الجبهة الشمالية، وإبقاء عينها مفتوحة”، وإستدرك بالقول “فترة الهدوء لن تكون أبدية، حزب الله وإيران سوف يقومون بتشغيل حلفائهم ضد إسرائيل، ولكن الآن سيكونون حذرين، وسوف يبتعدون عن أي أخبار تربطهم بأي أعمال أمنية، حتى يتلاشى الغضب ضده”.

تمرير الغضب

ورأى المحلل يوني بن مناحيم أن نصرالله “سيؤجل هجوم الانتقام إلى إسرائيل إلى تاريخ آخر بعد كارثة بيروت”، وقال إن إسرائيل “تصرفت بشكل صحيح عندما عرضت على لبنان مساعدة إنسانية طبية دولية من خلال هيئات دولية، وهذا صحيح سياسيا وإنسانيا ودعائيا، وهذا سوف يساعد حزب الله بشكل مؤقت على النزول من الشجرة التي تسلقها”.

أضاف:”لا يمكن تجاهل أنشطة حزب الله في مرفأ بيروت، ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2018 كشفت إسرائيل أن منظمة حزب الله تنوي إنشاء مصنع صورايخ دقيقة في مرفأ بيروت في ملعب لكرة القدم وفي موقع قريب من المطار في العاصمة اللبنانية”، وختم أن حزب الله لن يتغير، “سيظهر الوحدة الوطنية حتى يمرر الغضب.. وهناك مخاوف من أن الكارثة في بيروت ستزيد من عدم الاستقرار السياسي في لبنان في الأسابيع المقبلة وأن حزب الله قد يستخدمها في المستقبل لإلقاء اللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل وإعادة تسخين الحدود الجنوبية بالتنسيق مع إيران”.

ثلاث حرائق

وكتب المحلل عوديد غرانوت في “يسرائيل هيوم”، أن الأمين العام لحزب الله يحاول اطفاء  ثلاثة حرائق “يُعدُ مسؤولا عنها، واحتمالاتها التدميرية لا تقل عما حصل في مرفأ بيروت”. أول الحرائق “هو الازمة المالية في لبنان، على خلفية ضائقة اقتصادية غير مسبوقة جعلت دولة الارز دولة مفلسة وعلى شفا الانهيار التام، مع معدلات بطالة ضخمة، نقص في المواد الغذائية والوقود، ومظاهرات يومية. كثيرون في لبنان يتهمون حزب الله، الشريك في الحكومة، بالمسؤولية عن  هذا الوضع”.

ثاني الحرائق، يتابع عوديد غرانوت، “يرتبط بانفجار اصغر بكثير، ولكنه فتاك اكثر باضعاف، فقد تمت تصفية رئيس وزراء لبنان، رفيق الحريري، قبل 15 سنة، بأمر من سوريا وبتنفيذ مباشر من حزب الله”.. والحريق  الثالث، “يرتبط بالمعادلة التي خلقها نصرالله والتي تلزمه  بان يرد على كل ضربة من اسرائيل  لناشط في حزب الله، حتى لو  كانت عملية  خارج نطاق لبنان. ليس  هذا هو  المكان للبحث  اذا كانت اسرائيل تصرفت على نحو صحيح عندما لم توضح منذ البداية بان مثل هذه المعادلة ليست مقبولة من جانبها، ولا سيما اذا كان  الحديث يدور عن الساحة السورية. ولكن نصرالله يرى  حشود القوات في الجانب الاسرائيلي من الحدود ويفهم بانه اذا ما ارتكب خطأ، فان الرد الاسرائيلي قد يشعل حريقا ضخما آخراً في لبنان، لا  يمكن لاحد في  هذه الدولة البائسة ان يطفئه، والكل هناك سيتهمونه”.

حيفا.. وخيال بيروت

وتحدثت صحيفة “يسرائيل هيوم” في تحقيق من إعداد دان لافي عن وجود حالة من الرعب في إسرائيل خشية وقوع انفجار في حاويات الأمونيا في ميناء حيفا مثل الذي وقع في بيروت، وذكرت أن “سكان حيفا لم يكونوا بحاجة لخيال خاص الليلة الماضية، لإثارة مخاوفهم من وقوع كارثة في خليج مشبع بمواد خطرة وصناعة البتروكيماويات”، ونقلت عن ريفيتال غولدشميد من “مركز حيفا للبحوث البيئية”، أن “الحادث في لبنان يوضح خطورة تركيز المواد الخطرة بالقرب من الكثافة السكانية، ونبهت إلى الحاجة الملحة لإغلاق الصناعات القابلة للاشتعال والانفجار”، وحذرت من أن “إسرائيل ليست مستعدة لحدث متعدد الضحايا بهذا الحجم، ويظهر تقرير حول هذا الأمر أن حدثا بحجم مماثل لما حدث في لبنان، قد يعرض إسرائيل للخطر”، ورأت أن انفجار بيروت، يشدد على ضرورة “إبعاد الصناعات المتفجرة والخطيرة عن المراكز السكانية، ونحن نتوقع من الحكومة أن تتخذ قرارا في هذا الشأن”.

وقالت جميلة هارديل واكيم، مديرة جمعية “مواطنين من أجل البيئة”، إنه “وفقاً لأحدث مسح للمخاطر (جزئيا) أجري في خليج حيفا؛ فإن هناك 1500 مصدر خطر و800 مادة خطرة، ومن ناحية أخرى، نحن نعلم أنه لم يتم اتخاذ تدابير السلامة المطلوبة، ولم يتم تقليل المواد الخطرة”. (المصادر: عرب 48، عكا للشؤون الإسرائيلية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية).

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Free Download WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
online free course
إقرأ على موقع 180  "هآرتس": غارة حمص.. عرضُ قوة موجه ضد من؟