فيروس جُدري القردة ليس بجديد بل معروف منذ سبعينيات القرن الماضي حيث انتشر للمرة الأولى في قارة افريقيا، الكونغو تحديدًا في المناطق النائية والغابات المطرية ما يعيدنا إلى أصل الفيروس الواضح في تسميته، فهو ينتقل من القردة إلى البشر حيث يكون هناك تماس مباشر بينهم.
منذ العام 1970 سجل الفيروس انتشارًا في 11 بلد إفريقي ولم يخرج من القارة إلّا في العام 2003 مع تسجيل حالات في الولايات المتحدة الأميركية قادمة من إفريقيا واليوم ينتشر في بعض الدول الأوروبية والآسيوية.
هذا الانتشار تعيده منظمة الصحة العالمية إلى تماس مباشر للبشر مع حيوانات مريضة دون قدرة على تحديد المريض صفر (أول شخص حمل الفيروس ونقله) بسبب قدرته على الانتشار بين البشر مثل فيروس كورونا المستجد بالقطرات التي تخرج عند التنفس كما عبر الدم المصاب ما يدعم الفكرة التي تفترض أنّ انتشاره بين البشر يعود لاستهلاك لحوم حيوانات مصابة (حالات إفريقيا الأولى) أو التواجد على مقربة منها.
عوارض الإصابة بجدري القردة مشابهة للإصابة بالجدري لناحية الحرارة والصداع وألم العضلات والإرهاق مع فارق إضافي وهو انتفاخ الغدد اللمفاوية وخلال الأيام الثلاثة الأولى تبدأ حالة الحكاك مع ظهور بعض البثور في جسد المصاب وتستمر هذه الحالة من أسبوعين لأربعة أسابيع على المصاب أن يلازم خلالها منزله ولا يحتك مع الناس أو يتشارك معهم أغراضه الشخصية
ما يبعث على الاطمئنان اليوم أنّ فيروس جُدري القردة هو على علاقة مع فيروس تخلصت منه البشرية بشكل تام، فيروس الجدري، عبر اللقاحات وثمة نسبة عالية من البشر حول العالم تتلقى اليوم لقاح الجدري بشكل إلزامي في الدول التي تعيش فيها وهذا يحدّ من انتشار فيروس جدري القردة بنسبة تصل إلى 85% وتجعل العوارض في حال الإصابة أقل حدّة بالإضافة إلى أنّ هناك لقاحات مضادة للفيروس الجديد موجودة بالفعل في سوق الأدوية العالمي منذ العام 2019.
كما أنّ فيروس جدري القردة لا ينتمي إلى نفس فصيلة فيروسات كورونا وانفلونزا الرجعية القادرة على إطلاق المتحورات بشكل كبير بل على العكس يعتبر من الفيروسات الثابتة نسبيًا ما يحافظ على فعالية اللقاحات حتى القديمة منها.
وفي ما يتعلّق بالعلاجات، لا أدوية فعالة تعمل بشكل مباشر على معالجة المصابين بل يجري العمل على التخفيف من العوارض والانتباه من الالتهابات البكتيرية الثانوية التي ستنشأ بسبب إنشغال الجهاز المناعي في محاربة الفيروس.
عوارض الإصابة بجدري القردة مشابهة للإصابة بالجدري لناحية الحرارة والصداع وألم العضلات والإرهاق مع فارق إضافي وهو انتفاخ الغدد اللمفاوية وخلال الأيام الثلاثة الأولى تبدأ حالة الحكاك مع ظهور بعض البثور في جسد المصاب وتستمر هذه الحالة من أسبوعين لأربعة أسابيع على المصاب أن يلازم خلالها منزله ولا يحتك مع الناس أو يتشارك معهم أغراضه الشخصية لا سيّما الملابس والمناشف بالإضافة إلى ضرورة تعقيم كلّ الأسطح التي يلامسها.
أخيرًا، هذا المرض لا يخيف وبحسب الأرقام لن يتسبب بجائحة جديدة لا سيّما أنّ عوارضه واضحة وجليّة ولا يمكن إخفاءها مثل عوارض كورونا التي كانت مستترة في أكثر الحالات وهنا يجب الالتفات لأمر أساسي وهو حماية من لم يحصل على لقاح الجدري الإلزامي، دون هلع طبعًا.. على أمل أن لا يكون للبحث تتمة.