“منصة استخراج الغاز التي نُصبت في الأسبوع الماضي فوق حقل كاريش الواقع غربي حيفا ليست موجودة في المنطقة موضوع الخلاف بين لبنان وإسرائيل. ادّعى لبنان أن إسرائيل انتهكت سيادته “وغزت موارده البحرية”، لكن التحقيق الذي أجرته “هآرتس” يظهر أن المنصة موجودة في منطقة لم تكن موضع المفاوضات بين البلدين التي دارت في العامين الماضيين، كما صرحت إسرائيل.
يظهر تحليل صور الأقمار الصناعية في الأسبوع الماضي للمواقع الحالية والوثائق التي قدمها لبنان إلى الأمم المتحدة من أجل المفاوضات أن المنصة وسفينة الحفر التي تشغّلها الشركة موجودتان على مسافة 10 كلم جنوب – غرب الخط الذي يقول لبنان إنه حدود مياهه الاقتصادية. هذا بحسب مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية تحدثت معها الصحيفة، وحتى الأطراف اللبنانيين الذين لهم علاقة بالمفاوضات اعترفوا بذلك.
في سنة 2016 اشترت شركة “أنرجيان باور” الحقوق في حقلي كاريش – تنين، لكن استخراج الغاز تأجل عدة مرات بسبب وباء الكورونا والاتصالات بين إسرائيل ولبنان. وقد عالجت المفاوضات التي بدأت بين الطرفين في سنة 2020 بوساطة أميركية مسألة حدود المياه الاقتصادية الخالصة للدولتين
شركة أنرجيان البريطانية – اليونانية التي تشغّل حقل كاريش – تنين، نصبت يوم الأحد منصة عائمة على بعد نحو 75 كيلومتراً شمال – غربي حيفا، على أمل البدء باستخراج الغاز خلال 3 أشهر. ويقوم سلاح البحر الإسرائيلي بحماية المنصة التي تحمل اسم (Energean Power-FPSO) منذ خروجها من قناة السويس، وصرحت إسرائيل أن أي اعتداء على منصات الغاز هو بمثابة إعلان للحرب.
في سنة 2016 اشترت شركة “أنرجيان باور” الحقوق في حقلي كاريش – تنين، لكن استخراج الغاز تأجل عدة مرات بسبب وباء الكورونا والاتصالات بين إسرائيل ولبنان. وقد عالجت المفاوضات التي بدأت بين الطرفين في سنة 2020 بوساطة أميركية مسألة حدود المياه الاقتصادية الخالصة للدولتين.
يدّعي الطرفان أنهما يملكان أرضاً تبلغ مساحتها نحو 860 كيلومتراً مربعاً، ويحاولان حل الخلاف بينهما على التنقيب عن الغاز الطبيعي. في تقدير مصادر إسرائيلية، فإن المفاوضات وصلت إلى حائط مسدود بسبب العراقيل التي وضعها حزب الله على الحكومة اللبنانية. وكان لبنان قد أعلن عن مناقصات للتنقيب عن الغاز في الأرض المتنازع عليها، لكنه امتنع من تنفيذها لأن المفاوضات كانت مستمرة.
في الأسبوع الماضي قال الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصرالله إن حزبه “قادر على منع التنقيب عن الغاز”، وأضاف: “كل الاحتمالات مطروحة”. وقبل شهر تطرق نصرالله أيضاً إلى المفاوضات مع إسرائيل وتوجه إلى الحكومة اللبنانية قائلاً: “إذا أرادت الحكومة الاستمرار بالمفاوضات فليكن لكن ليس في الناقورة (قاعدة الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني حيث تدور المفاوضات غير المباشرة) وليس مع آموس هوكشتاين (الوسيط الأميركي)، أو مع فرانكشتاين أو أي شيطان آخر يأتي إلى لبنان. المفاوضات بواسطة وسيط أميركي هي غير عادلة ولن تؤدي إلى نتائج”.
من ناحيته، رد الموفد الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين على الهجوم الشخصي ضده قائلاً: “سنبقى ملتزمين بالجهود لتأمين طاقة ثابتة للبنان وتدفق الاستثمارات الأجنبية من أجل تطوير موارد طاقة محلية والحد من التلوث”.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن “هوكشتاين سيشدد على رغبة إدارة بايدن في أن يتوصل لبنان وإسرائيل إلى قرار ترسيم الحدود البحرية. كما ترحب الإدارة بانفتاح الطرفين من أجل التوصل إلى حل يؤدي إلى الاستقرار والأمن والازدهار في لبنان وإسرائيل والمنطقة كلها”.
والمعروف أن للمفاوضات بين الطرفين تداعيات مهمة على التنقيب عن احتياطي الغاز في شرقي البحر المتوسط، والخلافات تعرقل التنقيب في مناطق تثير اهتماماً كبيراً لدى شركات أميركية”. (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).