لم أكن أتوقع على الإطلاق أني سأجدني يوماً ما أمام مثل هذا القدر من الابتلاء. لم أكن أتصور في أي وقت مضى من قبل، أنه سيُزج بي في اختبار وجودي صعب، وسيطرح عليّ إيجاد حل سريع لحسابات عصية، معادلة من الصعب الموازنة بين طرفيها، من قبيل حاصل المسافة ما بين الموت المؤكد والموت شبه المؤكد (*)؟
لما تقدّم العمر بالحاج مسعود بن حمَّاد السّْبَيْطي وكَبُر في السّن، ضعفت قدراته وأصابه الوهن والخرف، ولم يعد بإمكانه التعرف على أولاده وأحفاده. فجأة، أدركت العائلة أن ذاكرة الجد تتدهور وتسوء بشكل ملحوظ، صار وضعه مزعجاً أكثر، وبخاصة عند تكراره أسئلة وعبارات كان لا يتعب من رميها في وجه من يقترب منه:
يقول لك ولد صغير: "لقد تعودنا "عمُّو" على هذا الصوت المرعب الذي يُحدثه طيران العدو"، ويضيف باستخفاف: "إنّه خرق لجدار صوت.. ليس أكثر".
مات زاهر الغافري. الشاعر العُماني - المغربي.. العُماني الأصيل المنبت الكريم المحتد والنسب. المغربي الهوى والإرتباط، كونه عشق المغرب وأحب أهله كما بادلوه الحبَ بحبٍ أكبر. وفي المغرب الذي عاش به عشر سنوات، موزعة ما بين إقامته في الرباط وطنجة، سيبني ويُؤسّس لمشروع مغامرته في الشعر والكتابة.. والحياة.
بحلول الثالث عشر من غشت/آب 2024، يكون قد انقضى 27 عاماً على رحيل الزعيم اليساري المغربي علي يعته. شرفة زمنية كافية تُمكّن من النظر بوضوح أكثر، ومن الإفصاح بما استعصى وتعذر قوله بالأمس، لهذه العلة أو تلك، ذات الصلة السياسية أو الإيديولوجية، وهو أن علي يعته كان زعيماً من طينة نادرة. سياسي وطني فذ، استثنائي وفريد، لا مثيل له اليوم بين الزعامات والقيادات السياسية المغربية.
خلّف نعي السيدة غيثة بناني في باريس، يوم الأربعاء الأخير، 26 حزيران/يونيو 2024، عن تسعين عاما، حزناً وأسى كبيرين في الصف الديموقراطي واليساري بالمغرب، كما في شرائح مغربية واسعة. تجلى ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أجمعت عبارات وتدوينات التأبين على أن "بصمات السيدة غيثة بناني ستبقى حاضرة في الذاكرة السياسية والشعبية المغربية إلى الأبد".
من خلال متابعتي هذه الأيام لنشرات الأخبار والبرامج المواكبة لمجريات حملة الانتخابات التشريعية المُسبقة بفرنسا التي دعا إليها قبل أوانها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجدتُ نفسي أحيانا في حالة شرود ذهني، حيث أفتقد إلى التركيز لما يقوله المذيعون والمحلّلون بهذا الشأن، وقليل الانتباه إلى ما أسمعه من تصريحات ترد على ألسنة رموز وقادة التحالفات الانتخابية على اختلاف مشاربها.
في شهر يناير/كانون الثاني 2024، وخلال مظاهرة احتجاج أمام مبنى البوندستاغ - البرلمان الألماني، جرى رفع أكثر من لافتة كتبت عليها شعارات صريحة تعارض اليمين المتطرف وتطالب بحظر الأحزاب التي تسعى إلى "تقويض أو إلغاء النظام الأساسي الديموقراطي الحر"، كما ينص الدستور الألماني بوضوح.
أحدثت صورة التقطها مُصوّر قناص (بابارتزي)، لرجل يقبل امرأة، قبلةً حميميةً تحت ضوء خافت في شارع خلفي مهمل بالعاصمة الفرنسية باريس، ضجة كبرى في المغرب، بعدما تم تداول ما جاء في صحيفة أسترالية نشرت الصورة، زاعمة أن الرجل الظاهر في اللقطة المسروقة هو الملياردير الأسترالي أندرو فوريست، وأما المرأة التي أعطتنا ظهرها دون ملامح وجهها، فهي الوزيرة المغربية السيدة ليلى بنعلي.