“جيوبوليتيك إنسايدر”: حزب الله أقوى كيان غير حكومي على سطح الكوكب!

يعرض موقع (Geopolitics insider) دراسة حول ظاهرة حزب الله بوصفه "أقوى كيان غير حكومي على سطح هذا الكوكب اليوم"، والأكثر تفوقاً وتدريباً في العالم، وكيف بادر إلى تعزيز قدراته منذ لحظة انتهاء حرب تموز/يوليو 2006 حتى يومنا هذا.. وهذا أبرز ما تضمنته الدراسة:

“بعد يوم واحد فقط من بداية الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سارع حزب الله إلى فتح جبهة إسناد للفلسطينيين تمتد على طول الحدود الفاصلة بين لبنان وإسرائيل (105 كيلومترات). ومنذ ذلك الحين ما تزال العمليات واسعة النطاق ضد الحدود الشمالية لإسرائيل تشكل نقطة نقاش رئيسية داخل ـ وبين ـ أغلب حكومات الشرق الأوسط والغرب. وهكذا نقاش يصبح جدلياً أكثر في كل مرة يكون فيها العالم ينتظر رداً من إيران على عمل عسكري إسرائيلي.

حزب الله هو منظمة لبنانية إسلامية شيعية سياسية وشبه عسكرية، تأسس في عام 1982 لمواجهة الغزو الإسرائيلي للبنان. وهو حليف مقرَّب جداً من إيران ويعمل كـ”وكيل” لها في المنطقة.

لدى إيران حلفاء وقوى شبه عسكرية في المنطقة، يشكلون مع حزب الله “محور المقاومة”، ولكن لا أحد من هذه القوى بمنزلة وفعَّالية حزب الله. في الواقع، من بين جميع الجهات غير الحكومية على مستوى العالم، يتمتع حزب الله بقدرات لا مثيل لها، وهو الأفضل تدريباً وتجهيزاً وإدارة وتمويلاً على هذا الكوكب. وهذا ليس رأياً شخصياً، بل ما تُجمع عليه جميع وكالات الاستخبارات الغربية وغير الغربية (…).

على مدى أكثر من 40 عاماً خاض حزب الله أكثر من حرب وصراع، اثنان منها أعادت تعريف الطريقة التي يقاتل بها: حرب تموز/يوليو 2006 والحرب في سوريا التي بدأت عام 2011.

إذن، ما مدى قوة حزب الله العسكرية؟ وكيف يمكن مقارنتها مع قدرات إسرائيل العسكرية؟

بنية الحزب العسكرية

كما ذكرنا سابقاً، فإن حزب الله هو أقوى كيان غير حكومي على سطح هذا الكوكب اليوم، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. وبرغم أنه ليس بقوة الجيوش النظامية (لأسباب متعددة ومختلفة)، فإنه، على سبيل المثال، يتفوق بشكل كبير على القوات المسلحة اللبنانية. ومن بين الفروق الرئيسية الجديرة بالملاحظة بين حزب الله والجيش اللبناني أن الأخير يعاني من توترات طائفية بينما حزب الله موحد أيديولوجياً، وهذا يجعله أكثر استقراراً.

ما يثير الاهتمام بخصوص حزب الله هو أن هيكله الهرمي يشبه إلى حد كبير هياكل الجيوش التقليدية ــ وهو أمر غير مُعتاد بالنسبة لجهة غير حكومية. فعملية اتخاذ القرار داخل حزب الله تتم بشكل تراتبي ومن أعلى الهرم التنظيمي، والتنفيذ يتم بطريقة لامركزية.

ومع ذلك، فإن ما يجعل حزب الله فعَّالاً حقاً هو المسافة الصغيرة بين القيادة في أعلى الهرم التنظيمي والعناصر على الأرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن البنية (الهيكل) العملياتية للحزب تقوم على خلايا شبه مستقلة؛ تضم أكثر من 45 ألف رجل (الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ذكر في إحدى خطاباته أن العدد هو 100 ألف مقاتل). وهذا النوع من التقسيم يجعل من الصعب على الإسرائيليين تتبع تحركات الجماعة أو اتصالاتها. كما تتمتع هذه الخلايا باستقلالية كبيرة في العمل، طالما أنها تُحقّق الأهداف التي تُحدّدها لها القيادة المركزية.. ومن الجوانب المهمة التي تمنح حزب الله مرونة كبيرة في العمل هي قدرة خلاياه على الاندماج عند الحاجة وبسرعة والقدرة على الانقسام عندما يتطلب الأمر ذلك من الناحية التكتيكية.

ومثل جميع الجيوش، لدى حزب الله قوات خاصة أيضاً: “قوات الرضوان” النخبوية، يبلغ قوامها نحو 2500 مقاتل، تُوكل إليهم العمليات الخاصة وشن الغارات وتنفيذ عمليات اغتيال وتسلل داخل مناطق العدو.

تنظر أجهزة الاستخبارات الغربية إلى “قوات الرضوان” على أنها قابلة للمقارنة بينها وبين العديد من قوات العمليات الخاصة النظامية. حتى أن قائداً سابقاً لقوات العمليات الخاصة الإسرائيلية قال ذات مرة “إن قوات الرضوان لا تختلف كثيراً عن قواتنا من حيث القدرات القتالية”. ومن العوامل التي تجعل “قوات الرضوان” تُشكل تهديداً كبيراً للأمن الإسرائيلي هو حقيقة أنها، مثل حركة “حماس”، لديها شبكات أنفاق واسعة تمتد على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، ما يسمح لها بالتمركز تكتيكياً واستخدام أنظمتها المضادة للدبابات، بالإضافة إلى زرع العبوات الناسفة وغير ذلك.

التجنيد والتدريب والإمداد

وفي حين أن الطريقة التي يُجند بها حزب الله مقاتليه تشبه إلى حد كبير الطريقة التي تُجند بها الجيوش الأخرى جنودها، إلا أنها تجري بشكل أبطأ بكثير. لا بدَّ أولاً من إجراء عملية تدقيق وتمحيص ودراسة للتأكد من مجموعة شروط. أولاً يجب أن يكون جميع مقاتلي حزب الله مندمجين أيديولوجياً. كما يجب على جميع المرشحين الخضوع لفحوصات مكثفة، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه يجب أن يكونوا متعلمين ومن حملة الشهادات العُليا (الجامعية). وهذا يعني أيضاً أن متوسط ​​أعمار المنتسبين الجُدد أعلى من أعمار المنتسبين إلى معظم الجيوش النظامية. بعض وحدات حزب الله تشترط متطلبات علمية محددة. على سبيل المثال، فإن المنتسبين إلى “فرقة القناصة” لا بد وأن يكونوا من المتخصصين في علوم الرياضيات وما شابهها.

وفي حين يدير حزب الله معسكرات تدريب خاصة به في لبنان وسوريا، فإن الحرس الثوري الإيراني يشارك بشكل كبير في معظم الجوانب المتعلقة بالتدريب. وبالإضافة إلى ذلك، يرسل حزب الله بانتظام أفضل المجندين لديه لتلقي تدريب متقدم في إيران على أيدي الحرس الثوري.

ومن المثير للاهتمام أيضاً أن حزب الله يُصمّم معسكراته التدريبية على شكل يحاكي البيئة في المناطق والمعسكرات الإسرائيلية. وللقيام بذلك، يجمع حزب الله باستمرار شبكة مهولة من المعلومات الاستخباراتية عن أفضل الممارسات الإسرائيلية فيما يتعلق بالتدريب حتى يتمكن من تقليدها وتنفيذها في معسكراته الخاصة. ومن الواضح أن الحرس الثوري الإيراني لا يمانع في هذه الديناميكية لأنها تُزوّد طهران بمعلومات مهمة عن الجيش الإسرائيلي.

أغلب أسلحة حزب الله صناعة إيرانية، لكنه يشتري أحياناً من مصادر أخرى. وعادة ما تنقل إيران الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية إلى سوريا عبر العراق، ومن ثم تنقلها براً إلى لبنان. وفي العادة، كان حزب الله يخزن جزءاً كبيراً من هذه الذخائر الحربية في الأرض السورية لأن أنظمة الدفاع الجوي السورية كانت توفر بعض الحماية ضد الغارات الجوية الإسرائيلية. لكن الأمر اختلف بعد الحرب في سوريا.

المعدات والقدرات

أقوى نقاط القوة لدى حزب الله هي ترسانة الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات، فهي عنصر أساسي في استراتيجيته القتالية مع الجيش الإسرائيلي، لأنها توفر له وسيلة لمواجهة نقطة القوة لدى إسرائيل وهي المدرعات. وباستخدام أسلحة متقدمة مثل صواريخ “كورنيت-إي. إم.” الروسية وعائلة صواريخ “ألماس” الإيرانية، نجح حزب الله في تحسين قوته التدميرية ومداها بشكل كبير. وبات اليوم قادراً على إطلاق صواريخ من منصات مختلفة، أي أصبحت لديه درجة عالية من المرونة في العمليات القتالية البرية.

بالإضافة إلى ذلك، عمل حزب الله على تحسين وحداته المضادة للدبابات من خلال تركيب الصواريخ المضادة على مركبات قادرة على التحرك في مختلف التضاريس، وهو ما جعلها أكثر قدرة على التكيف وفي الوقت نفسه يصعب استهدافها. والتجربة التي خاضها مقاتلو حزب الله في الحرب السورية أكسبتهم خبرة واسعة في كيفية التعامل مع الدبابات والمواقع المحصنة.

ومع ذلك، تواجه قدرات حزب الله المضادة للدبابات عدداً من التحديات:

أولاً؛ أنظمة الحماية النشطة لدى الجيش الإسرائيلي، مثل “تروفي”، تتطور بإستمرار وتصبح أكثر قدرة على اعتراض الصواريخ المعادية، الأمر الذي يُجبر حزب الله على تحديث تكتيكاته وتكنولوجياته باستمرار.

ثانياً؛ من أجل ضمان الحفاظ على الإمدادات من هذه الصواريخ لا بد من ضمان طرق الإمداد الضعيفة – من إيران عبر سوريا – والتي يمكن للإسرائيليين تعطيلها بسهولة.

ثالثاً؛ يؤدي استخدام هذه الأسلحة إلى تعريض عناصر حزب الله لهجمات مضادة، وخاصة من القدرات الجوية والاستطلاعية المتفوقة لإسرائيل.

إقرأ على موقع 180  نصرالله والحريري.. الإشتباك أم صناعة الأمل؟

ومع ذلك، فإن قدرة حزب الله على تدمير الدبابات الإسرائيلية المتقدمة لا تعقد العمليات البرية الإسرائيلية بشكل كبير فحسب، بل تساهم أيضاً في استراتيجية الاستنزاف الأوسع نطاقاً التي تنتهجها المجموعة اللبنانية.

المنظومة الصاروخية

تُعرف معظم صواريخ حزب الله باسم أنظمة “الكاتيوشا”، وهي في الأساس صواريخ قصيرة المدى وغير موجهة تُطلق عادةً بأعداد كبيرة من على منصة مثبتة على شاحنة أو أي مركبة متحركة. وعادةً ما يتراوح مدى هذه الصواريخ بين 5 إلى 20 كيلومتراً. كذلك يمتلك حزب الله آلاف الصواريخ متوسطة المدى، مثل: “فجر 3″ ويبلغ مداه حوالي 45 كيلومتراً، و”فجر 5” ويبلغ مداه حوالي 75 كيلومتراً، ومئات الصواريخ بعيدة المدى التي يمكن أن تصيب أهداف في عمق أراضي العدو (يصل مداها إلى أكثر من 100 كيلومتر).

وبرغم أن صواريخ حزب الله بعيدة المدى يمكن نشرها بعيداً عن الحدود، مما يجعل مساحة أكبر من الأراضي الإسرائيلية في مرمى هذه الصواريخ، يعتمد الحزب على منصات إطلاق ضخمة محمولة على مركبات متحركة، التي عادة ما تتعرض لضربات جوية. وفي حين أن نهج حزب الله في استخدام الصواريخ ضد إسرائيل يشبه نهج “حماس”، ثمة اختلافات كبيرة بينهما. فالحزب يمتلك ترسانة صواريخ متفوقة بشكل واضح مقارنة مع “حماس”، سواء من حيث الجودة أو الكمية. ويتضح هذا من معدل إطلاق الصواريخ اليومي: فحزب الله قادر على إطلاق الصواريخ بمعدل أربعة أمثال معدل إطلاق حماس.

وبحسب تقديرات إسرائيل نفسها، فإنه في حال وقوع أي صراع مستقبلي مفتوح معه فإن بإمكان حزب الله إطلاق ما بين 500 إلى أكثر من ألف صاروخ يومياً مع وابل مكثف من القذائف الأخرى، خصوصاً في بداية المعركة.

لدى حزب الله قدرة على استخدام الصواريخ الموجهة بشكل مدروس، والتسبب بكثير من الدمار عند العدو، لقدرته على استهداف البنى التحتية والمواقع الحسَّاسة. كذلك لديه القدرة على استخدام الصواريخ غير الموجهة لضرب مناطق مدنية كبيرة من أجل الإضرار بالمعنويات الإسرائيلية. وفي حالة نشوب صراع واسع النطاق، من المرجح أن يستخدم الحزب صواريخه لاستهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية والبنية التحتية الحيوية والمطارات وغيرها (…).

وتختلف وكالات الاستخبارات الغربية في تقييمها حول ما إذا كان حزب الله قد حصل على صواريخ “سكود”، وهي سلسلة من الصواريخ الباليستية التكتيكية التي طوّرها الاتحاد السوفييتي خلال فترة الحرب الباردة.

في الواقع، لإخفاء صواريخ “سكود” عن الأقمار الصناعية والاستطلاعات الجوية يتطلب الأمر توفر منشآت تحت الأرض واسعة النطاق – وهذا غير متوفر لدى حزب الله بالضرورة. ومع ذلك، يعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحزب تلقى على الأقل بعض صواريخ “M600” الإيرانية، وهي صواريخ مشتقة من صواريخ “سكود” السورية بمدى يتراوح من 250 إلى 300 كيلومتر.

أما بالنسبة للمدفعية التقليدية، يمتلك حزب الله ترسانة محدودة نسبياً من قذائف الهاون وأسلحة المدفعية. وهو أفضل عموماً في التحكم في نيرانه مقارنة بالجماعات الفلسطينية، ومن المعروف أن لديه دقَّة جيدة في إطلاق قذائف الهاون. ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقدرة على تنسيق إطلاق النار غير المباشر على نطاق واسع، فإنه لا يزال أقل من المعايير الغربية.

المدرعات والمُسيّرات

لم يبدأ حزب الله في استخدام المركبات المدرعة بجدّية إلا بعد انخراطه في الحرب الأهلية السورية (…). لديه حالياً حوالي 100 دبابة، كلها من الحقبة السوفيتية. ومع ذلك، تعتبر مركباته المدرعة أدنى بكثير من مركبات الجيش الإسرائيلي ولن يكون لها أي فرصة في حرب ضد إسرائيل. من الناحية اللوجستية، يستخدم حزب الله شاحنات صغيرة لنقل الأسلحة والذخيرة، بينما يستخدم الأفراد غالباً دراجات نارية للتنقل وعبر الطرق الوعرة. وبمجرد وصولهم إلى ساحة المعركة، يتخلى مقاتلو حزب الله عادةً عن مركباتهم ويقاتلون سيراً على الأقدام.

على مر السنين، أجرى حزب الله تطويراً كبيراً لقدراته في مجال الطائرات الحربية المسيَّرة: لديه حوالي 2000 طائرة من هذا النوع، معظمها من إيران. وتتراوح هذه الطائرات من النماذج المتاحة تجارياً إلى المركبات الجوية غير المأهولة ذات الدرجة العسكرية. أبرزها مسيرة “أبابيل”، التي تم نشرها في هجمات انتحارية حيث كانت تحمل صواريخ متفجرة لشن ضربات دقيقة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية. ويختلف مدى مسيَّرات حزب الله الحربية على نطاق واسع. على سبيل المثال، تتمتع المسيَّرات الرباعية المروحية التجارية بمدى محدود يبلغ بضعة كيلومترات فقط، مما يجعلها مثالية للمراقبة والهجمات قصيرة المدى. من ناحية أخرى، يمكن للمسيَّرات الأكثر تقدماً مثل سلسلة “أبابيل” تغطية مسافات أكبر بكثير. على سبيل المثال، يبلغ مدى “أبابيل 2” حوالي 150 كيلومتراً، مما يسمح لها أن تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.

إن التصدي لمسيَّرات حزب الله يشكل أولوية استراتيجية بالنسبة لإسرائيل. وقد تم الآن تكييف نظام القبة الحديدية، الذي صُمم في البداية لاعتراض الصواريخ، بحيث أصبح الآن من أجل استهداف المسيَّرات الحربية. ومع ذلك، فإن السرعات البطيئة والبصمات الرادارية المنخفضة لمسيَّرات حزب الله تجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها. ولتحسين قدرات راداراتها، تستخدم إسرائيل أنظمة مراقبة متقدمة مثل Sky Dew، وهو رادار عالي الطاقة مصمم لرصد التهديدات المرتقبة. وعلى الرغم من هذه الجهود، تمكنت بعض مسيَّرات حزب الله من اختراق الأجواء الإسرائيلية وتنفيذ هجمات ناجحة وضرب أهداف مهمة وحسَّاسة، وفي الوقت نفسه الإفلات من الرادارات ومن الصورايخ الاعتراضية. وحتى يومنا هذا، يخوض حزب الله وإسرائيل نوعاً من سباق التسلح بالمسيَّرات الحربية.

سلاح البحرية

إن مدافع حزب الله المضادة للطائرات قديمة للغاية وغير فعَّالة ضد المروحيات الإسرائيلية الحديثة. ونتيجة لهذا، أعادوا استخدام هذه المدافع في قصف المدفعية الأرضية ضد إسرائيل. وخلال أكثر من 18 عاماً من القتال، لم يتمكن حزب الله إلا من إسقاط مروحية إسرائيلية واحدة. ومن ناحية أخرى، يشكل حزب الله تهديداً بحرياً كبيراً لإسرائيل بترسانته من الصواريخ المضادة للسفن والقوارب المتفجرة والغواصين المدربين. وقد حصل حزب الله على أسلحة متطورة مثل صاروخ “C-802” المضاد للسفن، والذي يمكنه استهداف السفن البحرية الإسرائيلية وتعطيل حركة الملاحة البحرية في شرق البحر الأبيض المتوسط. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع وحدات حزب الله البحرية بمهارة كبيرة في استخدام القوارب الصغيرة السريعة المحملة بالمتفجرات لشن هجمات انتحارية ضد أهداف بحرية أكبر.

وأخيراً وليس آخراً، يمكنهم أيضاً نشر غواصين قتاليين لعمليات التخريب تحت الماء، والتي يمكن أن تهدد الموانئ الإسرائيلية والبنية التحتية البحرية.

أفكار ختامية

منذ نهاية حرب لبنان عام 2006، عزّز حزب الله قدراته بشكل كبير، وذلك بفضل إيران. ومع ذلك، فإن الاختبار الحقيقي هو مدى قدرته على مواجهة التكنولوجيا المتطورة والقوة العسكرية لإسرائيل. فباستخدامه الذكي للأسلحة المضادة للدبابات وشبكات الأنفاق ومخزون هائل من الصواريخ، يشكل حزب الله تهديدًا لا يستهان به للجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن القوة الجوية الإسرائيلية المتفوقة، والدفاعات الصاروخية عالية التقنية، والاستطلاع المتقدم تمنحها اليد العليا القوية.

وفي حالة وقوع مواجهة مباشرة واسعة النطاق، يمكننا أن نتوقع تصعيداً مكثفاً وسريعاً، مع محاولة حزب الله إغراق الدفاعات الإسرائيلية بحجم هائل من النيران، في حين من المرجح أن تُركّز إسرائيل على تحييد الأصول الاستراتيجية لحزب الله من خلال الضربات الدقيقة والقوة الجوية المتفوقة”.

(*) ترجمة بتصرف عن موقع “جيوبوليتيك إنسايدر

Print Friendly, PDF & Email
Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes
Download Best WordPress Themes Free Download
udemy paid course free download
إقرأ على موقع 180  إسرائيل ولعنة أرض الميعاد.. المستمرة!